يتوجه الناخبون التونسيون يوم الاحد المقبل الى مراكز الاقتراع للإدلاء باصواتهم في أول انتخابات رئاسية بعد نحو اربعة اعوام من انتفاضة شعبية اطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين . ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مترشحا بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ووزراء سابقين من عهد النظام السابق زين العابدين ، واليساري البارز حمة همامي ورجال الاعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو وهي المراة الوحيدة المترشحة في الانتخابات الرئاسية . وستكون هناك جولة ثانية اواخر ديسمبر اذا لم يتمكن احد المرشحين من الفوز بالجولة الاولى. وقبل نحو شهر فاز حزب نداء تونس العلماني بالانتخابات التشريعية بعدما حصد 86 مقعدا متقدما على حزب حركة النهضة الإسلامي الذي حل ثانيا بحصوله على 69 مقعدا. تعهد منصف المرزوقي الرئيس التونسي المؤقت والذي يخوض انتخابات الرئاسة الاحد المقبل في خطاب أمام المئات من أنصاره في حي التضامن الشعبي بضواحي تونس العاصمة امس بأن يكون درعا يحمي الحقوق والحريات ويدافع عن كرامة المواطنين وصدا ضد عودة الاستبداد وضامنا للدستور ومكتسبات الثورة. وكان المرزوقي انتخب رئيسا في اطار اتفاق لتقاسم السلطة بين حركة النهضة الاسلامية المعتدلة وشريكيها العلمانيين الأصغر في الائتلاف وهما التكتل من أجل العمل والحريات وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عقب انتخابات المجلس الوطني التأسيسي قبل ثلاثة أعوام. والمرزوقي (69 عاما) وهو طبيب ونشط في الدفاع عن حقوق الانسان سجن عام 1994 بعدما تحدى الرئيس السابق بن علي في انتخابات رئاسية. وأفرج عنه بعد نحو أربعة أشهر بعدما اصبحت قضيته محور حملة دولية لكنه أجبر على الخروج الى المنفى في فرنسا. وبعدما دفعت الاحتجاجات بن علي إلى الهرب في 14 يناير عام 2011 عاد المرزوقي الى تونس من منفاه في باريس قبل ان ينتخبه المجلس التأسيسي لتولي منصب رئيس الجمهورية. وينتظر ان يشتد التنافس في السباق نحو قصر قرطاج بين المرزوقي والسياسي المخضرم الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس الذي يتمتع بحظوظ وافرة بعد انتصار حزبه في الانتخابات التشريعية. وقال المرزوقي "نحن نسعى لخدمة المواطنين في هذا البلد وليس استخدامه وسنقف ضد عودة الاستبداد لأن الشعب لن يقبل مصادرة حرياته وحقوقه وكرامته ومكتسباته التي انتزعها بفضل الثورة." ودعا المرزوقي للتصويت بقوة لمنع عودة النظام السابق للسلطة قائلا "كونوا في الموعد التاريخي ولا تسمحوا للنظام القديم باستعادة السلطة." ولكن قبل ذلك بيومين قال السبسي في اجتماع شعبي بالعاصمة التونسية انه ليس هناك اي مبرر للتخويف مما سماه " فزاعة التغول" في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية. وبينت استطلاعات رأي أجريت في وقت سابق ان رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي (87 عاما) الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية بعد تقدم حزبه "نداء تونس" على حركة النهضة الإسلامية في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 26 أكتوبر الماضي. قد وركز قائد السبسي في حملته الانتخابية على "إعادة هيبة الدولة". وقد لقي هذا الخطاب صدى لدى تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011. وكان السبسي تقلد مسؤوليات في نظامي بورقيبة وبن علي. اما حزب النهضة الذي حل ثانيا في الانتخابات بحصوله على 69 مقعدا من اصل 217 في البرلمان فلم يقدم مرشحا مؤكدا حيث ترك حرية الخيار لاتباعه لانتخاب رئيس "يشكل ضمانة للديموقراطية". ودخل سباق الانتخابات الرئاسية 27 مرشحا انسحب منهم أربعة حتى الان. وفي حال عدم حصول اي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الاصوات فستجرى جولة اعادة في نهاية ديسمبر المقبل.