يصادف يوم غدٍ الأحد اليوم العالمي للغة المكفوفين المعروفة ب (طريقة برايل) التي أتاحت للمكفوفين فرصة القراءة والكتابة، وهو اليوم الذي ولد فيه مخترع هذه اللغة الفرنسي لويس برايل. ويوافق اليوم العالمي للغة (برايل) ال 4 من يناير من كل عام منذ ما يقارب 204 أعوام، حين ولد مخترعها برايل عام 1809م والذي أحدث ثورة في حياة فاقدي وضعاف البصر من خلال تمكينهم من القراءة والكتابة وفق نظام قائم على فكرة النقاط ال6 البارزة. وولدت فكرة لويس برايل في اختراع هذه اللغة عندما كان شغوفاً بالقراءة والكتابة بعدما تعرض لحادث في ال 3 من عمره أفقده بصره، فاخترع نظام من الرموز يتكون من نقاط بارزة تستشعر بمرور الأصبع عليها، فضلاً عن اختراعه رموزاً خاصة بالموسيقى. وانتشرت طريقة برايل في مختلف انحاء فرنسا العام 1854م، لكن بعد وفاة مخترعها بعامين، وذلك قبل ان تنتشر فيما بعد بمختلف انحاء العالم، كافضل طريقة لتعلم القراءة والكتابة للمكفوفين . وتعتمد لغة (برايل) التي أنارت طريق العلم والمعرفة والقراءة لملايين المكفوفين، على نظام الحروف البارزة وتمكن الكفيف أو ضعيف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس. ويشير العديد من خبراء اللغة الى اهمية اختراع طريقة (برايل) للقراءة والكتابة للمكفوفين للاسهام على نطاق واسع في اكمال النقص وإشباع الحاجة للمعرفة والعلم التي كان مكفوفو العالم يعانونه، وباتوا الآن قادرين على القراءة والكتابة كغيرهم من الاشخاص العاديين وإن اختلفت الطريقة. وكان أول ما نٌشر عن طريقة (برايل) كان عام 1837م أما طريقته بأكملها فلم تنشر إلا في عام 1839م ولم تستخدم رسمياً إلا بعد ذلك ب 14 عام. ولم تقبل طريقة (برايل) في بريطانيا إلا عام 1869م، وبدأ استخدامها في الولاياتالمتحدةالامريكية عام 1860م وعدلت بعد عام 1919 وعرفت بطريقة (برايل المعدلة). وتعرف طريقة برايل بنظام كتابة ليلية أبجدي اخترعها بريل، كي يستطيع المكفوفين القراءة، ولذلك تجعل الحروف رموزاً بارزة على الورق مما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس. وفي العام 1915م، نشر بحث لبرايل أكد إمكانيه استخدام طريقته في كتابة النوتة الموسيقية للمكفوفين، كما اختُرع لوح ونوع من القلم يمكن استخدامه في الكتابة على الورق بدقة في خطوط موسيقية نقراً بالأصابع . وقامت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأممالمتحدة في عام 1951م بتوحيد الكتابة النافرة بقدر ما تسمح به أوجه الشبه بين الأصوات المشتركة في اللغات المختلفة، ونتج عن هذه الحركة النظام الحالي للرموز العربية. وتقوم كتابة (برايل) في الأساس على 6 نقاط أساسية 3 على اليمين و3 على اليسار ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز . ومع دخول الكمبيوتر إلى عالمنا دخل نظام ال 8 نقاط في نظام الكمبيوتر ليعطي مجالاً لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز، ولكن هذا النظام ظل مستخدماً فقط في الكمبيوتر ولم يوسع لغيره، وتتم طريقة قراءة هذه الأحرف من اليسار إلى اليمين. وجاء ذلك في الوقت الذي توصلت هيئات المكفوفين العربية إلى اختصارات لأكثر من 182 كلمة من الكلمات المتداولة على نطاق واسع، ليتم التمكن بهذه الطريقة من توفير الوقت والجهد اللازمين للكتابة. ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في مارس 2011م، فان هناك نحو 285 مليون نسمة ممن يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم منهم 39 مليون نسمة كفت أبصارهم و245 مليون نسمة ضعفت رؤيتهم ويعيش نحو 90 ممن يعانون من ضعف البصر في البلدان النامية. وتقول المنظمة العالمية ان شخص كل 5 ثوان في العالم يتحول إلى فاقد للبصر وكل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى فاقد للبصر، وتتوقع أن يرتفع عدد فاقدي البصر في عام 2020م إلى 75 مليوناً. ويعيش أكثر من نصف فاقدي وضعاف البصر في الهند بنسبة 9 ملايين وفي أفريقيا 7 ملايين والصين 6 ملايين والعالم العربي 7 ملايين و65 من المصابين بضعف النظر هم فوق سن ال50.