بدأت العاصفة الثلجية التي أطلق عليها اسم هدى في بعض الدول، وزينة في دول اخرى وهي الأقوى منذ سنوات ، بضرب منطقة الشرق الاوسط ، وتتأثر بها بشكل مباشر كل من فلسطينولبنانوالأردن، فيما تصل تبعاتها إلى السعودية والعراق ودول أخرى، وتستمر حتى الاسبوع المقبل. وتتوقع دوائر الإرصاد الجوية في عدد من دول المنطقة ان العاصفة التي تحمل الاسم العربي هدى أو زينة ، واسم باتريسيا في العالم، ستجلب معها الثلوج والأمطار الغزيرة على مدار الأيام الثلاثة القادمة، فيما ستتأثر المناطق المرتفعة في السعودية والعراق بالعاصفة ويتوقع هطول الثلوج على القمم المرتفعة فيها. وضربت العاصفة عدة مناطق في سورياولبنانوالأردن ومصر والأراضي الفلسطينية، الأمر الذي تسبب في تعليق حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت وتعطيل المدارس والجامعات والدوائر الحكومية بالأردن. وبعد الإعلان عن اقتراب وصول عاصفة ثلجية أطلق عليها في الأردن اسم "هدى"، قررت الحكومة تعطيل المدارس والجامعات والدوائر، في دعت الأجهزة المختصة الأردنيين الى "عدم الخروج إلا للضرورة القصوى". والعاصفة الجوية ستصل الأردن الأربعاء وتستمر الخميس، فتتدنى درجات الحرارة إلى خمس مئوية تحت الصفر وتتساقط الثلوج بكثافة ويتشكل الجليد في معظم مناطق المملكة، حسب تحذيرات دائرة الأرصاد الجوية. وسيغلق، مساء الأربعاء، جسر الملك حسين الرابط بين الأردن من جهة والضفة الغربية المحتلة، حيث من المتوقع أيضا أن تضرب العاصفة وسؤ الأحوال الجوية عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية. من جانبها أعلنت الحكومة الفلسطينية حالة الاستنفار القصوى لمواجهة «هدى»، وسط توقعات بحدوث حالة من التجمد غير المسبوقة. واستعدت وزارة الأشغال العامة والسكان الفلسطينية في غزة، بالتنسيق مع البلديات وغرف الطوارئ المختلفة لقدوم "هدى"، وسط تحذيرات الدفاع المدني بعدم "ترك المنازل في ذروة العاصفة إلا لحالات الطوارئ". وفي لبنان، غطت الثلوج معظم المناطق الجبلية وقطع الجليد بعض الطرقات حتى قبل اشتداد العاصفة التي أطلق عليها اللبنانيون اسم "زينة"، التي تسببت بأضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية في مناطق لبنانية عدة. وعلقت السلطات اللبنانية حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد أن تخطت سرعة الرياح 90 كيلومترا، في وقت أعلنت وزارة التربية إقفال المدارس والثانويات الرسمية والخاصة الأربعاء. وأغلقت السلطات في مصر ثلاثة موانئ مطلة على البحر الأحمر بسبب سوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح، في وقت أعلن وزير التنمية المحلية حالة الطوارىء القصوى في المحافظات التي تتعرض للأمطار والسيول. وفي السعودية، أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد أن موجة قوية من البرد الشديد ستضرب مناطق شمال البلاد على مناطق الحدود الشمالية، الجوف، تبوك، حائل والأجزاء الساحلية الغربية. وبدأت الوزارات تشكيل غرف طوارئ في مراكزها ومديرياتها في كل مدينة ومحافظة لتفادي أية حوادث قد تطرأ على الطرق أو شبكات الشوارع، أو انقطاع للتيار الكهربائي، أو غرق للأراضي الزراعية. وفي قطر، توقعت إدارة الأرصاد أن البلاد ستتأثر من منتصف بعد غد الخميس وحتى الثلاثاء 13 يناير الجاري بامتداد المنخفض الجوي من شمال شبة الجزيرة العربية على البلاد مصحوبًا برياح شمالية غربية قوية السرعة على كافة المناطق، وتصاحب هذه الحالة موجة هوائية باردة لتنخفض درجات الحرارة انخفاضًا ملحوظًا عن الأيام السابقة. وأوضحت الأرصاد أن درجات الحرارة العظمى من صباح يوم الجمعة ستصبح ما بين 16 – 20 درجة، والصغرى ما بين 10 – 14 درجة مئوية في مدينة الدوحة، ومن المتوقع أن تكون أقل من 8 درجات مئوية على المناطق الجنوبية للبلاد. اما في الكويت، فقد توقع رئيس قسم التنبؤات الجوية في إدارة الأرصاد الجوية الدكتور حسين الصراف أن تتأثر البلاد بكتلة هوائية باردة اعتبارًا من بعد غد الخميس، قد تتدنى معها درجات الحرارة إلى الصفر المئوي. كما ضربت موجة برد مصحوبة بتساقط كثيف للثلوج والأمطار قسما كبيرا من تركيا امس الثلاثاء، مما أدى إلى اضطراب حركة الملاحة الجوية واقفال عدة محاور طرق وحوادث سير متعددة أوقعت قتيلا على الأقل وعددا من الجرحى. وبعد تساقط الثلوج، توقعت مديرية الأرصاد الجوية درجات حرارة قطبية في قسم كبير من الأراضي التركية للأيام المقبلة. وستتدنى الحرارة إلى ما دون العشرين درجة مئوية على سبيل المثال ليل الأربعاء الخميس في أنقرة. وفي الوقتِ الذي تكثف فيه السلطات المعنية في هذهِ الدول بث رسائل تحذيرية للمواطنين والعمل على التخفيف من حدة آثارِ العاصفة، تسارع العائلات إلى المحال التجارية لشراء مستلزماتها قبل أن تُعيق حالةُ الطقس وتراكم الثلوجِ تنقلاتهم. إلا أن المتضرر الأكبر من العاصفة "هدى" أو "زينة" أو أيا كان اسمها، هم اللاجئون والنازحون السوريون الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة بعيدا عن منازلهم، وسط تدني درجات الحرارة وانعدام وسائل التدفئة. ويعاني حوالي مائة ألف لاجئ سوري، في عرسال شمال شرق لبنان، نقصا في محروقات التدفئة والمساعدات رغم إعلان الأممالمتحدة وهيئات إغاثية تقديم معونات قبل وصول العاصفة. واشارات التقارير الاعلامية إلى أن الاستعدادات بمخيمات اللاجئين لهذه العاصفة بسيطة، وتتمثل في جعل الخيم المصنوعة من القماش أكثر متانة، وأكدت وجود نقص بالأدوية خاصة أدوية الأطفال، وفي المحروقات اللازمة للتدفئة رغم المساعدات الأممية المحدودة. من جانبها تقول الأممالمتحدة إن أربعمائة ألف لاجئ سوري سيكونون الأكثر تأثرا لأقسى الظروف الجوية بمنطقة البقاع المرتفعة جدا عن سطح البحر.