تعهد رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد اليوم السبت بالمحافظة على الديمقراطية في بلاده بعد أيام من احتجاجات عنيفة عمت مختلف المدن للمطالبة بالوظائف، وفرض على اثرها حظر التجول ليلاً في كل ارجاء البلاد . وقال الصيد في كلمة وجهها للشعب من قصر الضيافة بقرطاج اليوم "ادعو الى الهدوء وأحث كل الاطراف السياسية والاجتماعية في البلاد على الوحدة الوطنية للمحافظة على الديمقراطية الناشئة في تونس كنموذج ناجح ومتميز في المنطقة". واوضح الصيد إن حكومته واعية تماماً بحجم المصاعب الاقتصادية التي تعانيها بلاده وتتفهم مطالب المحتجين .. متهماً بعض التيارات التي وصفها ب "الهدامة" دون تسميتها بمحاولة استغلال الاحتجاجات . واكد رئيس الوزراء التونسي إن حكومته منكبة على ايجاد حلول للشبان المحبطين الذين قد تحاول تيارات متطرفة استغلال يأسهم وإحباطهم. ولم يعلن الصيد في كلمته عن اي اجراءات عملية أو خطط لامتصاص غضب العاطلين عن العمل في البلاد .. مكتفياً بالاعراب عن تفاؤله بالخروج من الوضع الصعب رغم إن ذلك يتطلب وقتاً. ويأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 بالمائة في عام 2015م مقارنة مع 12 بالمائة في 2010م بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس. وكانت الاحتجاجات ضد البطالة قد بدأت يوم الثلاثاء الماضي في مدينة القصرين عقب انتحار شاب محبط لرفض قيد اسمه في سجل المرشحين للوظائف قبل ان تنتقل بوتيرة سريعة الى أرجاء البلاد . وشهدت المدينة اعمال عنف هاجم على اثرها المحتجون المقرات الحكومية واحرقوا مراكز للشرطة ورفعوا شعارات تطالب بالكرامة وايجاد فرص العمل . واضطرت السلطات امس الجمعة لإعلان حظر التجول الليلي في كل البلاد مع توسع رقعة الاحتجاجات العنيفة سعياً للسيطرة على الوضع.