على الرغم من دوي انفجارات صواريخ العدوان السعودي الغاشم وما نتج عن حصارهم من تدهور في الأوضاع الاقتصادية وانقطاع التيار الكهربائي وغيرها الا ان طلابنا في المدارس الأساسية والثانوية استمروا في دراستهم بل وحققوا نتائج متميزة في قصص يحكيها أوائل الجمهورية في الثانوية في هذا التقرير الذي استنطقت من خلاله وكالة الانباء اليمنية (سبأ) المعاناة التي خرج من رحمها تميز هؤلاء الطلاب والطالبات. تقول الطالبة سميه مجلي الحاصلة على المرتبة السابعة " بتوفيق الله و عزيمتي و إصراري تغلبت على خوفي من دوي انفجارات الصواريخ وقلقي وحزني على حال اليمن" ، مشيرة الى الاثر السلبي الذي انعكس عليها نفسيا نتيجة للإشاعات والأخبار الكاذبة التي كان يروج لها البعض حول توقف الدراسة و تأجيل العام الدراسي والتي سببت لها حالة من اليأس والاحباط وفقدان الامل فضلا عن المتاعب التي خلفها الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي و حالة الارباك التي سببها الخوف والنزوح من مكان لأخر طلبا للأمان". فيما يؤكد الطالب أحمد العامري من محافظة حضرموت الحاصل على الترتيب الرابع ان المشاكل والصعاب التي واجهها الطالب اليمني ماهي إلا محاولة لإعاقة مسيرة التعليم في بلادنا، مضيفاً " لكنها كانت بالنسبة لي ولكثير من الطلاب حجراً صغيراً أمام إرادتنا القوية وعزيمتنا على النجاح والتفوق " . واعتبر النجاح في هذا العام الدراسي تحدياً كبيراً نتيجة للأوضاع التي تعيشها البلاد من قصف وقتل وتخريب ودمار وظلام سرق الابتسامة والنور من وجه الطفولة، مستدركاً " لكن سوف يأتي يوم وينجلَّي الظلام وتشرق الشمس في كل ربوع وطني الحبيب اليمن إن شاء الله " . و تقول الطالبة نشوى منور من محافظة عدن الحاصلة على الترتيب الخامس :" كل ذلك كان بفضل الله عز وجل و الجد والاجتهاد المتواصلين وجهود والداي المضنية لتوفير البيئة المناسبة لهذا التفوق وكذا جهود معلمي مدرستي ثانوية 14 اكتوبر". فيما قالت الطالبة هديل مدار من أمانة العاصمة: " ادركت بأنه لامجال للاستسلام فقصف الطائرات في كل مكان من قصف نقم الى قصف عطان ؛ فبدأنا في الانتقال من مكان لأخر بحثاً عن الأمان الى ان انتهى بنا المقام بريف اب " . واشارت الى الحالة النفسية التي اصابتها لدى سماعها للإشاعات الهدامة التي كانت تتردد عن انهاء العام الدراسي وعدم اجراء الامتحانات الأمر الذي اصابها بحالة من الانهيار، وتضيف " لكن مع كل لحظة يأس تكاد تعصف بي أجد والدتي تقول لي من رَحِم المعاناة تولد المعجزات ويردد أبي لا تدعي لليأس سبيلاً إليك ويعود بصيص الأمل بعودتي الى مدرستي والفرحة تغمرني لبدء الامتحانات النهائية ". وتصف الطالبة هديل الرعب الذي عاشته مع زميلاتها اثناء تأديتهن لامتحان مادتي التكامل والفيزياء قائلة " لكن لم تدم الفرحة فيوم امتحان التكامل تنهمر دموعي رعباً، ولا يقل عنه يوم امتحان الفيزياء فأزيز الطائرات ودموع وصراخ الطالبات بعد كل انفجار تعيد إليَّ خوفي من عدم إتمام الامتحانات فيتم نقل مركزنا الإمتحاني لمركز اخر لربما يكون اكثر اماناً .... وسأظل أردد مراراً وتكراراً: اللحظات الشاقة ستصبح ذكريات جميلة ترويها في قصة نجاحك". و من محافظة تعز تقول الطالبة آيات المخلافي الحاصلة على الترتيب الثالث بدأت عامي الدراسي تحت شعار قوله تعالى " وما توفيقي الا بالله " وبكل اصرار وعزيمة وثبات استطعت الحصول على المركز الثالث على مستوى الجمهورية لأني طرقت باب الكريم فلم يخذلني وطرقت باب والداي فكانت دعواتهم سندا لي وطرقت باب أساتذتي فكانوا حافزا لي". و اعتبرت الطالبة تفوقها رحلة بدأتها في مدرسة خديجة بمحافظة تعز التي كانت تبحث فيها عن كل معلومة وتصر علي فهمها من معلماتها في المدرسة او اساتذتها في المعهد او اطلاعها علي كتب اخرى . وتتذكر آيات حالة الرعب التي خلفها صوت انفجارات الصواريخ وتضيف " إلا اني لم افقد ارادتي واصراري على التحصيل العلمي رغم انقطاع التيار الكهربائي وحالة الفوضى و الإرباك التي عشناها بسبب الحرب ودخول الجماعات المسلحة للمدارس ما اجبرنا على النزوح الى صنعاء وهنا التحقت بمدرسة زينب التي استطعت فيها اكمال المنهج الدراسي وعندما عدت الى تعز وبدأت الامتحانات في مدرستي كان والدي يرافقني الى الامتحانات لان الوضع كان غير مستقر والحمدلله استطعت تحقيق هدفي وغمرتني الفرحة بنتيجتي " ، معربة عن الشكر لله ولوالديها ولوزارة التربية والتعليم التي بذلت الكثير من انجاز العام الدراسي .