أكد وزير الشئون المغاربية والاتحاد الافريقي بالجزائر عبد القادر مساهل اليوم الأربعاء رفض بلاده لتعدد المبادرات لحل الأزمة في ليبيا.. داعيا إلى تبني مبادرة يقبلها الليبيون أنفسهم وعدم التدخل في شئونهم الداخلية. وقال مساهل، في حديث لإذاعة الجزائر الحكومية، إنه "بقدر ما تعددت المبادرات لحل الأزمة الليبية بقدر ما كان الحل بعيدا"...مشددا على أن "الأزمة الليبية هي مسألة الليبيين والحل يجب أن يكون مؤسسا على الحوار المباشر ما بين الليبيين أنفسهم وهم قادرون على الخروج من أزمتهم بعيدا عن أي تدخل في شئونهم". واعتبر الوزير الجزائري أن "الأمثل هو أن تكون المبادرة ليبية".. مشيرا إلى الإتفاق السياسي "المرجعي" الذي وقعه الليبيون بمدينة الصخيرات في المغرب. وأشار إلى أن اجتماع تونس الذي عقد بين الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا قبل أيام "سمح بتقريب وجهات النظر والعمل سويا من أجل قيادة الفرقاء إلى طاولة حوار واحدة". واعتبر أن "الجزائر تحظى باحترام ومصداقية من الأشقاء الليبيين وذلك لأنها كانت وما زالت بعيدة كل البعد عن التدخل في الشئون الداخلية لهذا البلد وهي الثقافة التي اكتسبتها منذ تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، بالإضافة إلى أنه ليس لديها مصالح في ليبيا فهي لا تملك لا جالية كبيرة ولا مؤسسات وهي تقدم دوريا مساعدات إنسانية للمواطنين على الحدود مع بلادنا". وتستضيف الجزائر منذ ديسمبر العام 2016 سلسلة من اللقاءات مع مسئولين ليبيين من أجل تقريب الرؤى بين الفرقاء، كان آخرها الزيارة التي قام بها النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد عمر معيتيق إلى الجزائر أمس الثلاثاء. وأعلنت الجزائر دعمها لحل سياسي للنزاع بليبيا في إطار تطبيق الإتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية في 17 ديسمبر العام 2015 في الصخيرات بالمغرب من خلال حوار شامل ما بين الليبيين والمصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة والسلامة الترابية لليبيا وسيادتها وانسجامها الوطني ووضع حد نهائي للأزمة. وتتقاسم الجزائر حدودا طويلة مع ليبيا، واستضافت جولات من الحوار الليبي لوضع حد للصراع في البلاد. كما تترأس الجزائر لجنة تتكفل بمسائل الأمن أنشأتها مجموعة دول جوار ليبيا التي تأسست في العام 2014 وتضم أيضا مصر وليبيا وتونس والسودان وتشاد والنيجر.