واستمع المشاركون في بداية الحلقة التي أدارها الدكتور رشيد بارباع وزير النفط والمعادن، إلى ورقة عمل قدمها عن المنظمة العربية الدكتور أبو الحسن عبدالروؤف رئيس الهيئة المصرية للمساحة الجيولوجية والمشروعات التعدينية، عضو اللجنة الاستشارية للثروة المعدنية بالمنظمة، حول //واقع وآفاق الاستثمار المعدني في الدول العربية والإمكانات المتاحة ومعوقات الاستثمار//. وأوضحت الورقة بأن مساهمة النشاط التعديني في الدول العربية لم يتجاوز الواحد بالمائة من إجمالي الناتج القومي الإجمالي عام 2001م، على الرغم من الإمكانات الكبيرة للثروة المعدنية في الوطن العربي، والتي يتميز بعضها بجودة عالية وشهرة عالمية مسجلة، لافتة إلى تفاوت الأهمية النسبية للنشاطات التعدينية والصناعات المرتبطة بالتعدين، تفاوتاً كبيراً بين الدول العربية, وإلى أن المعوقات العديدة سهلت الخيارات القائمة على رتابة الوضع، المتمثلة في سهولة تصدير المنتجات الخام والأولية، لسد الحاجة من العملات الصعبة مما يتم تصديره. وفي معرض تقييمها للنشاط التعديني في الدول العربية، أشارت الورقة إلى هذا النشاط ظل متركزاً في خامات الفوسفات والأسمدة في المغرب وتونس والأردن وسوريا، وانفراد الأردن بانتاج البوتاس، وانتاج الخامات المرتبطة بصناعة الحديد والصلب في موريتانيا والجزائر ومصر، فيما ظلت الجزائر والسعودية والعراق ومصر والمغرب وقطر أهم الدول العربية المنتجة والمستهلكة لمنتجات الحديد والصلب، فضلاً عن حدوث تطور وتوسع في طاقات مصاهر الألمنيوم في البحرين والإمارات ومصر، وتحقيق نمو واضح في صناعة الإسمنت المرتبطة بالتعدين، لارتباطها المباشر باحتياجات الإنشاء والتعمير. وحددت الورقة طائفة من معوقات الاستثمار في قطاع التعدين في الوطن العربي، أهمها القصور في البنية الأساسية، ومحدودية السوق المحلية، وضعف التجارة العربية البينية، وضعف أو قصور نشاط الاستكشاف والتحري المعدني، وعدم الإستقرار الأمني، والمديونية وقلة الموارد المالية، فضلاً عن قصور التشريعات وعدم توفر البيانات، بالإضافة إلى موقف القطاع الخاص المتردد في الإستثمار المعدني. وخلصت الورقة إلى جملة من التوصيات والمقترحات الكفيلة بتجاوز تلك المعوقات، وتعظيم دور الثروة المعدنية في الاقتصاد العربي وزيادة مساهمته في إجمالي الناتج القومي الإجمالي. كما قدم الدكتور /نوك فريك/ وهو خبير من جنوب إفريقيا، ورقة عمل حول "أولويات الأبحاث الجيولوجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العقد القادم" أشار فيها إلى الأهمية الحيوية لتعزيز النشاط الجيولوجي المرتبط بالبحث والتنقيب عن مختلف المعادن في المنطقة، بالنظر إلى الآفاق الواسعة للتطور الذي ستشهده اقتصادياتها على مستوى النشاطات المعدنية الإنشائية والصناعية، خاصة وأن المنطقة تحوي العديد من المعادن وبكميات كبيرة، وهو الأمر الذي يجعل المعادن أوفر حظاً من الثروة النفطية الناضبة. وخلال الحلقة عرضت بطاقات مشاريع تعدينية عربية معروضة للاستثمار، كما جرت نقاشات جادة حول موضوع حلقة النقاش من قبل المشاركين. وستواصل أعمال المؤتمر العربي الثامن للثروة المعدنية صباح غد الثلاثاء لمناقشة أوراق العمل الخاصة بالمحور الأول للمؤتمر //الواقع الحالي لقطاع الثروة المعدنية العربية ومتطلبات تطويره//. وكالة الانباء اليمنية سبأ