أكد رؤساء وكالات أنباء عربية اليوم ،أهمية بلورة رؤية إعلامية إخبارية موحدة في مواجهة تحديات ومتغيرات الخطاب الإعلامي الدولي . ودافعوا في تصريحات على هامش مؤتمر فانا،عن ما يمكن تسميته "خطاب إعلامي عربي موحد"، لكنهم قالوا أن ذلك يقتضي الخوض في معالجة قضايا جوهرية تتعلق بمتطلبات نهوض إعلامي حقيقي داخلي ، وحوار بناء بين وسائل الإعلام العربية على حد تعبير الدكتور فريد أيار الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية. وقال أيار، أن الوقت ليس مناسبا للحديث عن خطاب إعلامي موحد في ظل التباين موجود "وليس دليلا أيضا عن وجود انقسام في الخطاب الإعلامي تجاه القضايا القومية المتفق عليها بين الوكالات العربي". ويرى محمد الشيخ ولد سيدي ، مدير وكالة الأنباء الموريتانية أن الخطاب الإعلامي العربي الموحد ضرورة ملحة" خاصة في ظل المستجدات التي يشهدها العالم والوطن العربي خاصة "، وهو مطلب ضروري من وجهة نظر الشيخ " إذا ارتبط بالبعد المهني والتنموي وفقا لرؤى ثقافية تقلل من الفجوة بين توجهات القارئ العربي والخبر الذي يلبي احتياجاته ". وتعكس مطالب الإعلاميين العرب رؤى سياسية تفرضها مخاوف اتساع هجمة إعلامية،تقودها وسائل إعلامية دولية في إطار الحرب الدولية على الإرهاب التي تبدو طويلة حتى الآن . يقول مدير وكالة الأنباء السورية ،غازي الذيب ، أن مسئوليات الخطاب الإعلامي الموحد ضرورة ملحة ، في عصر اكبر ما يميزه هو حرب الفكر والمصطلحات ،" و حيث تتعرض الأمة العربية لحملات من التشويش تطال ثوابت ومعتقدات وأسس حضارية و تصور المواطن العربي كإرهابي يكره الحياة ويعشق الموت". واستبعد مدير عام وكالة الأنباء الإماراتية، إبراهيم العابد إمكانية قيام خطاب إعلامي عربي موحد، وقال .. انه " في خانة الصعب إن لم يكن مستحيلاً ، خاصة في الظروف الحالية الحساسة التي تعيشها الأمة العربية ". لكنه قال بإمكانية وجود خطاب إعلامي مطلوب " يجسد الدور الممكن ان تتحمله الوكالات من خلال الابتعاد عن الخلافات العربية والعمل على إيجاد بيئة ملائمة لخلق الحوار العربي الراقي الذي يرتقي إلى مستوى مسئولياته من خلال تبادل الخبرات وتكريس العلاقات والتعاون الإعلامي في مجال التبادل الإخباري بين الوكالات. ويرى مدير عام وكالة الأنباء السودانية دكتور ربيع عبد العاطي عبيد .. أن فرض الخطاب الإعلامي العربي الموحد ، سيستغرق جهدا و نشاطا مضاعفا للوكالات في إيجاد جو من العلاقات الراقية بين الدول العربية لتواجه التحديات. واستبعد إمكانية قيام اتحاد(فانا) بمثل هذة المهمة الصعبة ، معتبرا ان خطوة تدشين الموقع الالكتروني للاتحاد في الدورة التاسعة والعشرين يعد خطوة جادة لتفعيل الخطاب الإعلامي الموحد و يتيح فرصة لتطوير التبادل الإخباري المعلوماتي بين الوكالات . ومن منظور أخر يقول خليل خوري مدير وكالة الأنباء اللبنانية.." الواقعية تتطلب ان نعترف بان الخطاب الإعلامي قد يكون متعذرا ان لم يكن مستحيلا،"ولان الاتحاد أيضا لا يملك قوة تنقيذية . ويمثل اتحاد وكالات الأنباء العربية وسيلة واحدة لا تختلف على الثوابت القومية الأساسية التي يجب ان توحد أرائها ومواقفها تجاهها . الدكتور احمد جاسم الحمر مدير وكالة الأنباء القطرية يرى ان الخطاب الإعلامي الموحد يعتمد على توجه الاتحاد في تعزيز وجعل الخطاب العربي خطابا نافعا وقادرا على تلبية متطلبات المرحلة والدفاع عن قضايا المنطقة .لكنه يرى من ناحية أخرى ، ان ذلك لا يعني إيجاد وصفة موحدة أو(اكليشة )محددة حيث لكل وكالة أنباء خصوصيتها وفي إطارها تقوم بدعم المشروع القومي ومناهضة المزاعم التي تنال من القضايا العربية . وقال متفائلا : نتصور أن صنعاء الوحدوية التي تحققت على أرضها أول وحدة عربية قادرة على تحقيق طموحاتنا وكسب ثقة المجتمع العربيِ في مشاريع من هذا النوع من جانبه دعا محمد البرقاوي مدير العلاقات الخارجية في وكالة الأنباء الجزائرية إلى ضرورة إيجاد خطاب إعلامي موحد يواجه التكتلات الدولية ويحمي المصالح العربية . وهو المطلب الذي أعلنه رئيس الوزراء عبد القادر باجمال لدى افتتاحه مؤتمر فانا،لكنه اشترط ان تكون الحقيقة المطلقة والانتصار لها مبدءا إنسانيا وثقافيا ومهنيا يعطي للحوار محتواه الحضاري.. وكالة الأنباء اليمنية (سبا)