تزيدات التحذيرات في الاونه الأخيرة التي تنذر بحدوث كارثة بيئية وإنسانيه كبرى تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة بسب تسرب الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي. وأكدت العديد من الدراسات والأبحاث التي أجرتها مراكز الرصد المتخصصة وجود تسرب إشعاعي نووي من المفاعل اثر تعرضه لمشكلات وأعطال فنية مؤخرا بسبب انتهاء العمر التشغيلي الافتراضي له. ولعل ما قامت به إسرائيل عندما وزعت أقراص اليود على المستوطنين المقيمين بالقرب من مفاعلي ديمونة ونحال سوريك النوويين يثبت خوف إسرائيل من التسرب الإشعاعي. فقد اشار جيش الاحتلال في بيان له ان تلك الأقراص توفر حماية من النشاط الإشعاعي في حال تعرض المنشآت النووية لحدوث تسرب إشعاعي منها. وتأتى بعدها تأكيدات المكتب الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة الذي حذر من خطورة الإشعاعات النووية الصادرة عن مفاعل ديمونا الإسرائيلي الموجود في صحراء النقب. وبدأ علماء اسرائيليون يؤكدون ذلك الخطر الذي يحدق بمنطقة الشرق الأوسط حيث اثبت بحث علمي إسرائيلي أجرته جامعة بن غوريون إضافة إلى تصريحات الخبير الاسرائيلي موردخاي فعنونو الذي اعتقل لسنوات بسبب كشفه أسرار نووية إسرائيلية ان هناك تسربا اشعاعيا من ديمونة إضافة إلى قيام فعنونو بتقديم نصيحة للأردن بإجراء فحوصات على المواطنين الأردنيين القريبين من الحدود مع الاراضي المحتلة. واشارت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية في منتصف يوليو الماضي على استحياء الى نتائج البحث العلمي الذي اجرته جامعة بن غوريون بالتعاون مع مركز الابحاث الذرية في منطقة وادي سوريك ومصلحة المياه في اسرائيل الذي اثبت وبوضوح وجود تسرب اشعاعي في المياه الجوفية في منطقتي وادي عربة على الحدود مع الاردن 00 اضافة الى عدد من ابار المياه الجوفية في منطقة صحراء النقب. وحذر التقرير من انتقال هذا التلوث من المياه الجوفية الى الإنسان.. منبها على ان معظم الأحواض التي ثبت تلوثها بالإشعاعات الضارة المنبعثة من ديمونة تستعمل لغايات تربية السمك الذي من الممكن وبقوة ان ينقل إضرار هذه الإشعاعات إلى الإنسان . واوضح التقرير ان هناك بوادر اولية لوجود تلوث في التربة التي ستعمل على نقل خطر الاشعاعات عن طريق المزروعات الى الانسان غير ان اخطر ما اشار اليه هذا البحث العلمي هو تأكيده ان نسب التسرب الاشعاعي تزايدت في الاونة الاخيرة لا سيما مع التقارير عن وجود تصدع في مفاعل ديمونة الذي تصنفه العديد من المراجع الاسرائيلية على انه مفاعل عجوز . وكانت وزارة البيئة الإسرائيلية قد تناولت في تقرير خاص ان الهزة الأرضية التي ضربت إسرائيل مؤخرا وخاصة ميناء أشدود حيث يتم تخزين المواد الكيماوية واتضح بعدها أن علاج المواد الكيماوية في الكيان الصهيوني غير سليم وينذر بكارثة كبيرة قد تمس عددا كبيرا من السكان . وأوضح التقرير أن هناك 439 مخزنا للمواد الكيماوية تديرها 182 جهة لم تقم بخفض كمية المواد الكيماوية المخزونة لديها في تلك المنطقة وأن هذه المخازن غير جاهزة لأوقات الحرب أو الكوارث الطبيعية او «عمليات عدائية» . ولم يقتصر الامر على تسرب اشعاعي فحسب بل امتد لماهو اخطر من ذلك فيتوقع ان ينفجر المفاعل في ايه لحظة حسبما اكد كلا من فعنونو والخبير الاردني في شؤون امراض السرطان سمير الكايد ان مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي يشكل قنبلة موقوتة مثله مثل مفاعل تشيرنوبل الروسي الذي انفجر قبل عداة أعوام وأداى إلى وقوع أضرار جسيمة بالسكان والمنشآت في الإتحاد السوفيتي سابقا . ومما لا شك فيه أن مفاعل ديمونا الإسرائيلي قد بدأ يشيخ وعلامات الشيخوخة بدات تظهرعلى المفاعل الذي تم إنشاؤه عام 1963م بدعم فرنسي، وبقي أحد أهم الأسرار العسكرية الإسرائيلية . ولم يسمح للعامة أو حتى للباحثين غير الإسرائيليين بالدخول إليه أو الاقتراب منه أو معرفة نوعية التجارب القائمة فيه . وتقدر الوكالات الحكومية الأميركية ومصادر موثوقة أخرى أن إسرائيل تمتلك الآن ما بين 100 و200 قنبلة نووية، كل منها أقوى أضعافاً من تلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي الامر الذي يجعل إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم. كما تتضمن ترسانتها النووية قنابل يمكن إلقاؤها من الجو، وألغاماً أرضية، ورؤوساً حربية يمكن إيصالها إلى أهدافها باستخدام صواريخ بالستية مثل صواريخ "أريحا" التي يعتقد أن مداها يصل إلى حوالى1500 كيلومتر . وتشير بعض التقديرات الغربية إلى أن إسرائيل تمتلك من البلوتونيوم ما يكفي لإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى لكن هذه القوة النووية المدمرة ليست خاضعة لأي مراقبة دولية اذ لم توقّع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وحسب التقارير الداخلية التي صيغت في ديمونا، وكشفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عام 2001م رغم الرقابة العسكرية، فان المفاعل النووي يعاني من ضرر خطير ينبع من إشعاع نيوتروني ويحدث هذا الإشعاع أضراراً بالمبنى المحكم السداد للمفاعل فالنيوترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى، مما يجعله هشاً وقابلاً للتصدع . وتقول التقارير انه بالرغم من استبدال بعض الأجزاء فان هناك خلافاً جدياً حول ما اذا كان من الأفضل وقف العمل في المفاعل بشكل تام قبل وقوع الكارثة. والخطر الهائل الذي يمثله مفاعل ديمونا لا يقتصر على ذلك فالصور التي التقطها قمر اصطناعي روسي عام 1989م تظهر في التحليل أن المنشأة تعاني من مشكلة تلوث خطيرة والصور التي التقطتها كاميرا من نوع "اميكي4" تعمل بالأشعة ما تحت الحمراء، تتيح للعلماء الفصل بين الوحدات الحقيقية في المفاعل والوحدات التمويهية . ومن تكبير الصور إلكترونياً يتبين أن منطقة استنبات غير طبيعي تقع غربي المفاعل وحسب التقارير، فان هذه المواقع هي التي تعالج فيها نفايات المفاعل. ورغم أن صور القمر الروسي أخذت قبل 14 سنة، فان الاحتمال ضئيل أن يكون الوضع تحسن في ديمونا بل من المعقول جداً أن تكون قد طرأت زيادة على مستوى التلوث من جراء استمرار المفاعل في العمل طوال هذه السنوات . وكان البروفسور عوزي ايبان أحد كبار العلماء سابقاً في ديمونا قد صرح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عام 2000م بأن المفاعل النووي خطير وغير آمن ويجب إغلاقه خلال فترة قريبة أو على الأقل البدء بخطوات تؤدي إلى إغلاقه قبل وقوع الكارثة .. مضيفاً أن المفاعل خطط له في الأصل أن يعمل 30 عاماً ولكن مر عليه بالفعل 40 عاماً . وحذر ايبان من المشاكل الناجمة عن استمرار تشغيل المفاعل وأهمها صعوبة السيطرة على عمله: "ينتج لب المفاعل مادة النيوترونيوم التي تتسبب في شقوق وتشوهات في اللب المصنوع من الاسمنت والحديد وقد يؤدي تشويه اللب إلى المسّ بقضبان اليورانيوم التي تشكل أساساً لعمله، مما قد يجعل من الصعب إخراج القضبان من أجل وقف عمل اللب" . أما المشكلة الثانية في رأيه، فناجمة عن احتمال تسرب مياه التبريد: "أنابيب تبريد اللب مصنوعة من الفولاذ ويؤدي النيوترونيوم إلى حدوث فقاعات داخل الفولاذ، ومع مرور الزمن يمكن أن يتشقق الفولاذ فتتسرب المياه المشعة وتهدد البيئة". وفي ظل تجاهل الولاياتالمتحدة البرنامج النووي الإسرائيلي في حملتها العالمية ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل و السرية العسكرية الإسرائيلية والنفي الرسمي العربي لوجود أخطار من مفاعل ديمونا مقروناً بعدم السماح بالإطلاع على نتائج البحوث والمراقبة الخاصة بالإشعاع فإن محاولة تحليل الوضع البيئي الحقيقي للمفاعل تعتمد بشكل رئيسي على الحالات النادرة التي يتم فيها خرق حاجز الصمت من قبل بعض الإسرائيليين أنفسهم وهم الأقرب إلى المفاعل وإلى معرفة حالته. سبأ - وكالات