سادت حالة من القلق والحزن الشديدين في شمال قطاع غزة، في أعقاب الإعلان عن تدهور الحالة الصحية للرئيس الفلسطينى ياسر عرفات. فالدموع خنقت الكلمات فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمين عام الرئاسة الفلسطينى الطيب عبد الرحيم ووزير شئون المفاوضات الدكتور صائب عريقات الليلة رغم رباطة الجأش.. الرجلان المقربان من الرئيس الفلسطينى حاولا الصمود وكبح مشاعرهما.. والشعب الفلسطينى مازال معلقا بخيط من أمل ولا يريد ان يسمع إعلان الأسوأ الذى مهد له عبد الرحيم وعريقات. وجاء الحديث عن ترتيبات الدفن فى مقر المقاطعة برام الله التى شهدت على صمود الرئيس فى مواجهة الاحتلال الاسرائيلى لثلاث أعوام أضعف الأمل فى أن يقوم طائر الفينيق الأسطورى من مرقده وينهض من تحت رماد المرض الذى تمكن منه وأفلح فيما لم يفلح فيه كل من حاول النيل منه . الصقر البرى الذى ظل لأربعين عاما يضرب بجناحيه حاملا القضية الفلسطينية الى فضاء العالم الحر محلقا يبدو انه يتجه فى طريق محطته الأخيرة المحتومة.. عرفات قد يتوقف.. لا أحد بالشارع الفلسطينى يصدق ويحاول أن يتابع خيط الأمل الرفيع بعد الإعلان عن نزيف دماغى ضرب أبا عمار..وأصبح الارتباك هو السمة المميزة للشارع الفلسطينى لتضارب الأنباء حول وضع عرفات الصحى. أهل غزة مكثوا فى ديارهم منذ الإفطار أمام شاشات التليفزيون يتتابعون الأنباء المرتبكة حول مصير ياسر عرفات القائد الرمز ..وفى رام الله وصلوا الى مقر المقاطعة علهم يجدون ما يبدد حيرتهم . انخرط المصلون بعد أداء صلاة العشاء فى ليلة القدر فى ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك فى الدعاء لعرفات والابتهال لله من أجل فلسطين .. الشارع الفلسطينى أصابه الوجوم والحزن .. الناس قبل عيد الفطر الذى يطرق الأبواب لا يحسون طعم الفرح والهموم بادية على الوجوه .. عيونهم أصبحت زائغة مع دخول عرفات مرحلة الخطر..فقد مضى أكثر من سبعة وعشرين يوما على مرض الرئيس الشديد ..اثنى عشر يوما منها أمضاها الرئيس عرفات فى مستشفى بيرسى العسكرى الفرنسى.. ولم يصدر عن المستشفى الفرنسى أو المسئولين الفلسطينيين سوى مايزيد حالة الارتباك . الفلسطينيون فى انتظار وصول وفد القيادة الفلسطينية الى رام الله فجرا .. فيما أعلن فى رام الله عن اجتماع يشمل كافة أطر القيادة الفلسطينية لتبديد الشكوك والفصل فى وضع عرفات الصحى .