العلاقات اليمنية الألمانية والعلاقات اليمنية الإيطالية نموذجان عصريان لعلاقات الصداقة بين الدول التي تعتمد منهجا عقلانياً يقوم على رعاية وتنمية المصالح المشتركة بروئ واقعية طموحة تسعى إلى توظيف الممكن وترتيب الاولويات بحسابات حضارية. ما يؤكد ذلك النتائج الملموسة لجهود التعاون الثنائي بين اليمن وكل من المانيا وإيطاليا خلال السنوات الماضية وهي جهود اتسمت بالتفاعل الإيجابي المشترك والإدراك المتبادل لدواعي ومقتضيات توثيق الصلات وتبادل المنافع وتنسيق المواقف إنطلاقاً من التشابة والتجانس في التجارب والتوجهات والسياسات الداخلية والخارجية للبلدان الثلاثة والتي تمثل قواسم مشتركة تجمعها برغم وجود بعض التمايز والخصوصيات . وقد أكتسبت زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لكل من جمهورية ألمانيا الإتحادية وجمهورية إيطاليا أهميتها البالغة من كونها جاءت بعد أن قطعت العلاقات الثنائية بين اليمن وكل من الدولتين الصديقتين أشواطاً غير قليلة في النمو والتطور على المستويات الإقتصادية والتجارية والسياسية وبعد أن تهيأت جملة من الظروف والمناخات المناسبة لتحقيق إنطلاقة جديدة واعدة لتحقيق خطوات أكبر نحو تعزيز الشراكة وتعميق وتوسيع مجالات التعاون بما يلبي الطموحات والخطط المشتركة . وحظيت جولة فخامة الرئيس الأوروبية واللقاءات مع كبار المسؤولين الألمانيين والإيطاليين بنصيب وافر من إهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية ، ما يؤشر على الأهمية الكبيرة التي شكلتها الزيارة في مسار تطوير التعاون اليمني الألماني واليمني الإيطالي .. فإذ سلطت وسائل الإعلام المختلفة الضوء على مباحثات فخامة الأخ الرئيس في كل من برلينوروما والتي إلى جانب أنها تناولت جملة من القضايا والموضوعات الهامة مثل دعم جهود إقامة الدولة الفلسطينية وإعادة الإستقرار إلى العراق والإسهام في إعادة الإستقرار إلى الصومال وجهود مكافحة الإرهاب والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .. فقد ركزت بصفة خاصة على تطوير علاقات التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين اليمن وكل من البلدين الصديقين . فخلال زيارته لجمهورية ألمانيا الاتحادية ولقاءاته بالمسئولين الألمان و رؤساء كبريات الشركات الألمانية وأعضاء الغرف التجارية تجسدت الرغبة المشتركة في تعزيز وتوسيع الشراكة الإقتصادية بين اليمن وألمانيا .. وعبر المستثمرون الألمان عن رغبة وإستعداد للإستثمار في اليمن في المجالات المختلفة خاصة في ظل الإستقرار والأمن الذي تعيشه اليمن و في ظل وجود العديد من التسهيلات والمزايا التي تقدمها الحكومة اليمنية بتشجيع الاستثمارات في اليمن وفيما يتيحه قانون الاستثمار اليمني من فرص عديدة ومشجعة للمستثمرين من أجل تعزيز الشراكة الاقتصادية وتنمية وتطوير علاقات التعاون والمصالح المتبادلة بين البلدين والشعبين الصديقين .. وحرص فخامة الأخ الرئيس على التعبير عن الترحيب الحار بالإستثمارات الألمانية في اليمن مؤكداً أنها حظيت وستحظى بإهتمامه الشخصي وبإهتمام الحكومة والشعب اليمني الذي يكن كل الود والإحترام والتقدير للشعب الألماني الصديق .. بينما نوه المستشار الألماني بحكمة فخامة الأخ الرئيس وجهوده من أجل إحداث التطور في اليمن وخدمة الإستقرار في المنطقة كما نوه بالتطور الذي قطعته اليمن في المجالات الإقتصادية والتنموية والديمقراطية مؤكد حرص ألمانيا على مواصلة دعمها لليمن بما يعزز من جهودها الديمقراطية والتنموية مشيراً إلى أن اليمن شريك مهم وفعال لألمانيا . وبنفس القدر من الإهتمام والترحيب الذي أبدته برلين تجاه تطوير العلاقات مع اليمن في المجالات الإقتصادية والاستثمارية تحديدا أعتبرت إيطاليا على لسان رئيس وزرائها .. بأن زيارة الأخ الرئيس جاءت لتفتح آفاق جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين ، مؤكداً إهتمام إيطاليا باليمن ووجود فرص عديدة لتطوير التعاون وجذب الاستثمارات الإيطالية وخاصة في المجالات السياحية .. والإيطاليون كما يضيف رئيس الوزراء الإيطالي ينظرون بإعجاب إلى اليمن كبلد سياحي وتاريخي وثقافي إلى جانب ما انتهجته اليمن من تجربة ديمقراطية . وقال : لقد هنأت الرئيس على إلتزامه وجهوده من أجل التنمية الديمقراطية والاقتصادية في اليمن ، فالرئيس يقوم بهذا الواجب منذ سنوات عديدة بتصميم وروح إصلاحية . وعكس الترحيب الكبير الذي لاقته زيارة فخامة الأخ الرئيس في كل من برلين و روما والذي عبرت عنه اللقاءات والمباحثات الثنائية عن المكانة الكبيرة الذي أصبحت تحتلها اليمن ، بفضل ما حققته وتحققه من إنجازات ديمقراطية وتنموية وسياسية .. والدور الذي تقوم به في تعزيز الإستقرار والأمن في المنطقة وإسهاماتها في تكريس قيم الحرية وحقوق الإنسان و مكافحة الإرهاب وغيرها . إن التعاون المنفتح على الشراكة والمستند إلى رؤى متكافئة للمصالح المشتركة ، هو ما يقدم نفسه اليوم كنموذج أفضل لعلاقات الصداقة والتعاون بين شعوب ودول العالم وهذا ما تدركه بلادنا وتسعى لتجسيده في علاقاتها الثنائية مع الأصدقاء ، وهو ما أكسبها ويكسبها إحترام وتقدير عالميين ، ويجعل من علاقاتها مع دول أوروبا وغيرها من البلدان الصديقة نموذجاً يحتذى به .