تابة الحكم والأقوال المأثورة حق من حقوقي كمواطن، فنحن في بلاد كل من عليها حكيم وعالم...، ولهذا سأبدأ موضوعي بالحكم: ليس بالضرورة أن تكون ما تريد، بل ان تشعر انك اصبحت ما تريد! ليس بالضرورة ان يكون الحكم عادلا، المهم ان تشعر الناس بالعدالة! ليس بالضرورة ان توقف الزمن حتى لا تشعر بالكبر، اصبغ شعرك بالفحم، وستشعر بانك شاب بكامل قواك العقلية والجسدية، وان كنت زميل دراسة مع المنفلوطي! ليس بالضرورة ان تكون وسيما، قف امام المرآة كل صباح وتغزل بجمالك، وقل لنفسك «انا حلو انا حلو» كل يوم سبع مرات، وستقتنع في اليوم السابع بأنك اجمل مافي الكون! عطفا على ماسبق (عطفا محد كتبها من قبل بس انا)، بامكاننا ان نحول بلداننا الى دول حريات وبسهولة، دون اصدار للقوانين، ولا مظاهرات، ولا ثوار، ولا اعتقالات...يكفي ان تشاهد ملصقا في الشارع، مكتوبا عليه «ابتسم انت في بلد الحرية»! ويعلق المذيع في الاذاعة ويقول، صباح الخير، الطيور تغرد، والبجعات تطير، على بلد الحريات العزيز على قلوب اهله! ويكتب مدون رسمي في الانترنت، نحن بلاد الحرية نتعشى ونتفطر حرية، وانا اكتب ما يمليه علي ضميري المستتر بحرية! وتنشر الصحف، مقالات عن الحريات، وأهمية الحريات، ودورنا في تعزيز الحرية والتعددية، ومضار الاسراف في الحرية صيفا! وتبث القنوات الرسمية لقاء مع المفكر الرسمي للدولة ليتحدث حول اهمية الحريات في البناء الثقافي، ودوره في توعية المجتمع ونمائه، واهميته في مواجهة الاخطار التي تحيط بحريتنا الفتية! ويقف المطرب على المسرح ويغني «حرية ياعيني حرية، يا ليلي يا ليلي حرية» والجمهور كعادته يحمل الاعلام ويرقص ويغني للحرية! وتسطر في الكتب المدرسية في مادة التربية الوطنية، نحن بلد ديموقراطي، والحريات من اسس بناء الدولة الفتية، ودونها ينهار البناء على راس اللي خلفوا اهالينا! ويمسك الوزير مقصه ليفتتح لوحة شارع المطار الذي يتغير الى شارع الحرية، لتسير فيه المواكب الرئاسية، وتقام عليه الاحتفالات الوطنية، ويستعرض فيه الجيش والقوات الخاصة عضلاتهم بمناسبة اعياد الحرية...! لان السلطات اعلنت ايضا عن عيد وطني خاص باسم الحرية، متزامن مع ولادة «سبارتاكوس» محرر العبيد في روما! عطفا على ما سبق، السلطات في بلاد العرب لا تعطيك الحرية، انما تشعرك انك تملك الحرية! وعطفا على كل ما سبق لك الحرية على نقد المقال، ولكنك لست حرا في استخدام عبارة «عطفا على ماسبق» لانها ملكية خاصة، ولا حرية لكائن من كان استخدامها!