باسم "ثورة التغيير" و"المصلحة العليا لليمن" يريدوننا أن نصمت على جرائمهم بحقنا وظلمهم لنا وان لا ننتقد أخطائهم, فان تكلمنا فان تهمة من "بقايا النظام" لنا بالمرصاد وكأنهم نسوا أننا وحدنا فقط ومنذ البداية من لم يساوم صالح ولم يسكت على ظلمه وتجاوزاته, في حين كانوا هم نعم الشركاء ونعم الأصحاب يباركون جرائمه ويلبسوها مسوح الدين والوطنية. ولأننا نحن وحدنا من دفع الثمن كاملا: قتلا وسجنا وتشريدا وتهميشا وإقصاء وقلقا وخوفا ومضايقات وقمطا للحقوق بسبب تصدينا للطاغية فإننا لا نخشى "ثوار" الغفلة, ولا ردة فعلهم ولا مزايداتهم ولا ركوبهم موجة "التغيير", وسنقول رأينا دون خوف أو وجل ولن ترتعش أقلامنا ونحن نسطر مواقفنا وننتقد الظلم والجرائم والتجاوزات بحق أرضنا وأهلنا, ومن لها غيرنا؟؟ ونقولها دون غرور!!! بعد "انتصار" "ثورة التغيير" وباسمها وباسم "مصلحة اليمن العليا" رأينا العجب العجاب من الوزراء "الثوار" ناهيك عن وزراء العهد البائد, وان كانوا والحق يقال أكثر رحمة من زملائهم الجدد، رأينا كيف تحول كلامهم الثوري ومزايداتهم باسم الوطنية والنزاهة إلى أفعال قبيحة يخجل منها الخجل ذاته, أفعال هي بمثابة صدى لما تكنه نفوسهم من عقد وأمراض نفسية وأحقاد شخصية، فمنهم من باشر فور توليه منصبه إقصاء كوادر وزارته وإحلالهم بالبديل من أعضاء حزبه وأبناء منطقته وأفراد أسرته, ومنهم من وجه مواهبه "الثورية" وقدراته "الإبداعية" إلى تحقيق الثراء الشخصي عبر تملك السيارات وبدلات السفر والحوافز والمكافآت, بل أن احدهم استغل سلطته لمحاربة أبناء إحدى المحافظات الجنوبية لمجرد أن أمه تزوجت من احد أبنائها بعد أبيه وهو لذلك يكره كل من يمت لهذه المحافظة بصله. ومن الوزراء والمسئولين من يقوموا حاليا بمعاقبة عدن وأبنائها في ظل حكومة "الوفاق الوطني" "الثوري" بحرمانهم من خدمات الكهرباء والماء والنظافة, وبفضل هؤلاء الوزراء تعيش عدن أوضاع هي الأسوأ في تاريخها,, ربما لدى كل مسئول ووزير من هؤلاء سببه الوجيه الذي يبرر له ما يفعله بحق عدن وأهلها, فاحدهم يعاقب عدن ربما لأنها مدينة منفتحة لا تتحلى بالحياء والمحافظة و"الأخلاق الإسلامية" وفقا لعقليته المريضة, والاهم ربما لأنها لا تحب فكر حزبه السياسي, وآخر ربما يرى فيها مدينة انفصالية ويجب معاقبتها وتأديب أهلها حتى يتخلوا عن انفصاليتهم, وثالث يعاقب عدن ربما لان إحدى بناتها رفضت الزواج منه وربما هناك أسباب أكثر وجاهه مما ذكرت يفضل أصحابها عدم إظهارها أو إعلانها. عموما فان كل من لديه ثأر شخصي أو عقدة نفسية نحو عدن وأبنائها يمكنه أن يفعل ما يريد فليس هناك من سيوقفه. إن لم يجد من يشجعه على ذلك. لما لا ورئيس حكومة "الوفاق الوطني" "الثورية" ليس لديه ما يقدمه لنا سوى الدموع.