أتيح لي أن أتابع الحلقات الأخيرة من برنامج "أراب أيدول" بعدما وجدت اغنية لمحمد عساف على الإنترنت، وقررت دعمه معنويا وإعلاميا بصفته مبدعا وربما لأنه فلسطينيا منكوبا، شعرت بسعادة وأنا استمع للمشاركة الكردية برواس حسين وهي تغني أغان كردية. رأيت كاتبا كرديا قبل أسبوع يتهجم على المطربة أحلام، التي هاجمت أداءها سابقا، ويعتبرها بعثية لأنها قالت أن برواس تمثل العراق كله وليس أكراده، رددت على صفحته وأنا لست من معجبي أحلام، قلت له لست بعثيا ولا ادافع عن أحلام، كانت أحلام تريد أن تشعرها بأنها تمثل العراق وأن كل العراقيين معها وليس الأكراد فحسب، كان عليك أن تشكرها، استغربت من سخافة البعض الفكرية الذين ينظرون بشك وريبة لكل موقفي عربي أو عروبي.
جاءني صديق سوري قبل أيام يقيم حاليا في مصر في أمر ما، يقول أنه كردي الأصل لكن ثقافته عربية وهو يحب العرب ويشعر أنه عربي.
الأكراد هم جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا وهم ساهموا في إثرائها، تبوأوا المناصب والمراكز الهامة دون تمييز على أصولهم، فأنت ترى العرب من ذوي الأصول الكردية في بلاد عربية شتى سواء حملوا لقب "الكردي" أو لم يحملوه، وهناك كتاب عن المصريين من أصل كردي وربما كتب أخرى عن أصولهم في دول أخرى، إذا هم ليسوا غرباء علينا وعلى ثقافتنا وهم بيننا ويعيشون معنا لقرون. أحب الاستماع للأغاني الكردية ولا أمانع في أن يكون للأكراد دولة مستقلة لكن أن يصف الكردي نفسه بالعربي، فهذا ليس أمرا مخجلا! فمحمد العربي هو سيد الجميع، عربا وأكرادا وشيشان!