يدرك الكثير من أبناء شعبنا العظيم وفي المقدمة السياسيون والمفكرون والصحفيون،بأن السواد الأعظم من المواطنين في بلادنا لم يعودوا يهتموا بشيء في حياتهم ،كاهتمامهم المتواصل منذ أكثر من ستة أشهر،لما سيسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أوشك على الإنتهاء من مهامه وأعماله،من مخرجات تضع الحلول الناجعة لما يعانونه من إختلالات أمنية وفساد مالي وإداري وإخلاقي...،ومن إستحواذ على السلطة والثروة..،ومن مركزية شديدة تهدر الوقت والجهد والمال وتعيق مصالح عامة المواطنين ،إلا أنه وفي ظل هذا الإهتمام والإدراك الجماهيري الكبيرين ،تحاول بعض القوى التقليدية والدينية وبعض الشخصيات والأطراف السياسية أن تنحو بالمجتمع منحى أخر يخدم مآربها ومصالحها على حساب المآرب والمصالح الجمعية لمختلف شرائح ومكونات المجتمع اليمني،وذلك من خلال توجيه حملة إعلامية شرسة ضد ما بدأ تسريبه من مخرجات الحوار الوطني لوسائل الإعلام المختلفة في الداخل،وإظهار تلك المخرجات بصورة مغايرة لمقاصدها ،خاصة المخرجات المتعلقة ببناء الدولة ونظام الحكم،للرأي العام المحلي ،وبالتالي إشعاره(الرأي العام) بأن تلك المخرجات تستهدف وحدة اليمن التي أعيد تحقيقها سلميا في 22مايو 1990م ،وتسنهدف الشريعة الإسلامية السمحاء،مع أن الحلول التوافقية التي توصلت لها فرق الحوار الوطني ،وكما يعلم السواد الأعظم من أبناء الوطن – بمن فيهم المروجون للأكاذيب والمزاعم – تصب في صالح تعزيز الوحدة الوطنية ،وفي حل قضايا المواطنين بعموم محافظات الجمهورية،والنهوض بمستوى أداء ومهام مؤسسات وأجهزة الدولة المركزية وسلطاتها المحلية،وتقوي اليمن في مختلف الجوانب،وتحفظ للدين الإسلامي قدسيته دون تشويه أو إستغلال... وهو ما يعني وبما لا يدع مجالا للشك أن تلك الحملة الإعلامية المضللة تهدف إلى إفشال ما تبقى من أعمال ومهام لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل ،وإعاقة إخراج ما توصلوا إليه من حلول إلى العلن وإلى واقع التنفيذ،بعد ستة أشهر من الجهود المضنية التي بذلوها في سبيل الوصول بالبلد إلى بر الأمن والأمان ...،وبالتالي إبقاء الوضع الداخلي المتدهور على ما هو عليه منذ سنوات عديدة ،خدمة لمآرب ومصالح من يقفون وراء حملة التضليل الإعلامية ،وهذا بالتأكيد لن يتحقق أبدا،خاصة بعد أن كشفت كل الأقنعة لعامة المواطنين ،عقب قيام الثورة الشبابية الشعبية في 11فبراير 2011م. وفي الأخير نقول بالفم المليان:لن يفلح المجرمون والفاسدون والكاذبون والمروجون للمزاعم،مهما أستمرأوا في إرتكاب الجرائم وفي نهب المال العام وفي ترويج المزاعم والأباطيل...،ومهما خربوا المنشأت الخدمية وأستهدفوا المصالح العامة ،كونه لم يعد في صفوف اليمنيين من يؤمن أو يقول بالعبودية أو ينقاد وراء من يحاول تزوير الحقائق ،ممن يستهدفون مصالح ووحدة الأمة اليمنية.