قصة قصيرة الخواء الذي تكتض به قلوبنا وعقولنا يكاد يمثل الحقيقة الوحيدة في حاضرنا الوقح !إلا ان احدا لا يريد ان يعلن ذلك ربما خوفا من ان تطمه سيول البلادة الجارفة التي تخترق شعاب عقولنا وأفئدتنا وتدك ما تبقى من حصون الوعي لماذا نحن هنا ؟ لماذا لا نكون هناك ؟ ذاك مجرد سؤآل او ربما تساؤل ؟! غير ان المشكلة الحقيقية ان احدا لم يعد يفرق بين هنا وهناك ! الأمس واليوم ! العدو والصديق ! الصواب والخطأ ضحك محدثي حتى بانت لهاه الملوثة بخضرة تميل الى السواد ! بقايا ما اعتلفه بالأمس من اوراق القات وقال من خلال ما يمكن ان يطلق عليه تشنجات صوتية هي الى العطاس اقرب : اذا انت لا تفرق بين السؤآل والجواب ،واصل ضحكته ولكن في تشفي هذه المرة اذ ظن انه انتصر .! قلت غير مبال اتحداك في يومك هذا وبهيئتك هذه وبهذه الفارغة المسماة الجمجمة ان تفرق بين الحاضر والماضي !!! لوى عنقه فيما يشبه الدورة الكاملة كمن يلاحق ببصره نحلة تحاصر مخيلته ثم لطم رأسه بدلا عن الهواء المشحون بمخاوفه ورمى بها في نشوة فارغة من المحتوى : الأمس هو الأمس واليوم هو اليوم ، كلها ايام ، والأيام لله والله سبحانه !! ارتج عليه فيما يبدوا فقطع ماكان قد حفظه من خطبة الجمعة ! واستدرك متسائلا : الم تقل إنك ستحدثني عن السر المشاع ! قلت : اجل ، هل سمعت الآلاف ممن خرجوا الى الشوارع في مسيرات ينادون بقتل يزيد بن معاوية ؟! اهتز عند سماع الأسم كمن لسعته عقرب وقال : اجل يقتلوه ويقتلوا ابوه قلت: قيامته قامت قبل ما يزيد عن الف وثلاثمائة عام الم تعرف ذلك بعد ؟! تسآءل في دهشة وهل قامت قيامته ؟ اجل وقامت قيامة ابوه والذين من قبله خلفوه ..! وقامت كذلك قيامة من جاء بعده وبعده وبعده ! ونحن سنمضي اليهم ولكن بلا مدد او بعدة هذا هو السر ...!!! صار مشاعا ! ياليتني مت قبله او ليتني جئت بعده !!!