سنة 2001 تقريبا أنشىء لي الصديق "سمير الحويج "أول ايميل على ال hotmail ، ولم اكن اعرف – حينها - كيف يستخدموه ، ولا من اين يدخلوا له ، ولاكيف يخرجوا منه . المهم اصبح عندي ايميل وهات يازنط . وكان أي واحد يسألني ايامها : عندك ايميل ؟ اقول له أكيد ، وعلى طول أعطيه الأيميل الخاص بي مع كلمة السر . أصلا كنت اقول : كيف بيدخل ايميلي ويطرح لي الرسالة اللي يشتيها والباسوورد مش معه ؟! في احدى المرات حصل وان طلب مني احد الأصدقاء ان اعطيه ايميلي .كنت ايامها ممتعضا منه لأسباب شخصية ، لكنني اخذت قصاصة من حقيبتي وكتبت له فيها الأيميل من دون كلمة السر .. قلت عشان يتأدب . ويعرف كيف يتعامل مع الناس . حصل ذلك في الصباح وفي المساء نشطت نفسي اللوامة ، ورحت أجلد نفسي على فعلتي تلك : ليش زعلته وماجبتلوش كلمة السر؟! وكان يفترض اقوله انت زعلتني بكذا وكذا افضل مما اعمل معه مثل هذه الحركة البايخة . وذلحين بيقول ان قدنا " أزنط " عليه وهذا ليس طبعي على الاطلاق . ولو حصلني في الشارع وقال لي : الله المستعان ؟ شكرا لثقتك بي ، اااو سأشعر بالإحراج . المهم جلس قلبي يلهبني عليه يومها ،ونفسي اللوامة جلدتني حتى رحت اتصور نفسي قبيحا ، وتيقنت تماما انني لن استطيع النوم قبل أن اعتذر منه واصلح خطأي الفادح ذاك ، وملعون ابو الذي يزيد يخبي على صاحبه كلمة السر . الساعة العاشرة ليلا رحت ابحث عن هاتفه لدى عديد من الأصدقاء حتى وجدته . طلبت الرقم وانا خجلااان من نفسي ، وخايف – في ذات الوقت - لومايردش علي او ان يكون جواله مقفل .. والحمدلله - بعد الرنة الخامسة – نط صوته ضاحكا وطريا : اهلا فكري (رديت عليه بسرعة) - اولا اعتذر ياخي عن الموقف اللي حصل مني اليوم بخصوص كلمة السر.( واردفت بسرعة) هيا سجلها عندك الان (123456 ) . يعني حتى كلمة السر نفسها كانت هبلا ...! بالمناسبة ، كان الزميل "سمير الحويج" مدير قسم الكمبيوتر في صحيفة الجمهورية ، يشبه تماما "علي محسن " فهذا الأخير يوزع الاراضي لأنصاره واعوانه ، و"الحويج"كان يوزع لنا ايميلات ، وخلي الشعب يرتاح . كثيرا من اصدقائي ايامها كل واحد منهم كان عنده ايميل ،وبدأت نفسي المفجوعة واللوامة تشتغلني : الناس قد معاهم ايميلات وانت هاضاك انت ، لامعك ارضية ولا وظيفة ولاسيارة ولاحتى ايميل! وكان صوتا قاس يصرخ من داخلي : اين هي الرجالة ؟ "اشتحط " وانتع لك ايميل من الان ، رجال الله قد "قشقشوا" كل شيء وانت جالس مقُقعي . لم تدم "طنانتي" كثيرا ، إذ أنشىء لي " الصديق الحويج" أول ايميل وعدت يومها الى البيت وانا منتشيا ، لكأنني قد بدأت اول خطوة في طريق المستقبل . قلت لوالدتي يومها ،وكانت قد اشتكت لي من إزعاج المؤجر : اطمني يا اماه وماتخافيش ..اليوم استلمت حقي الإيميل والحمدلله . كانت تعابير الفرح في وجه والدتي ضخمة جدا،خصوصاوانا اشرح لها - بطريقة واحد مافيش مع ابوه حاجه - فائدة الإيميل واهميته في المستقبل وللمستقبل . كانت امي رعاها الله تستمع الي وفي عينيها المتعبتين زهو ب " ولدها " الذي اصبح لديه شهادة جامعية و"ايميل "كمان . أررع .. منو مثلي . في العادة ، والدتي - رعاها الله - لاتحتفظ بالأسرار العظيمة الخاصة بي ، خصوصا تلك التي تعتقد انه فيها مجالا للزهو لدى نساء الحي . لكنها في ذلك اليوم تحديدا نبهتني بحرص : - كما هاه .. اعتمدوا على قضاء حوائجكم بالكتمان . بعد ايام كان المؤجر يطرق باب بيت الشقة " يشتي " حقه الإيجار ، وكانت أمي تقف امام باب البيت تتحدث إليه وتقنعه بثقة تامة : اول مايشتغل الأيميل حق ابني باندفع لك حق سنه مقدما ! المؤجر –هو الاخر- شعر بأن الإيميل هذا يعتبر شيء ضخم وفيه رزق ساع التراب . ماجعله لأول مرة يطلع " مُحطرم" ويغادر باب البيت من دون تهديد . في اليوم الثاني التقيته في الشارع ، ناداني باحترام ، وطمئنني بشأن الإيجار وهو يقول بدماثة أخلاق: - عااادي لو تأخر الإيجار .. ما اعتمرتش صنعاء بيوم . شكرته من قلبي . ثم وجدته يحدثني عن ابنه العاطل عن العمل ، وفي نهاية اللقاء سحبني على جنب وهمس الي برجاء وقال : - هيا امانه شوف لأبني "قائد" أي خُزقي في الأيميل حقك.. وظفه معك ، والله انه رجال جيد ومعه شهادة والكل؟! ياااااو والحنبة