*كما كان متوقعا استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لنداء الرئيس عبد ربه منصور هادي لكي تكون العاصمة السعودية - الرياض - مكانا لجمع كافة الفرقاء اليمنيين للوصول إلى كلمة سواء من شأنها تحقيق أمن واستقرار ووحدة اليمن، حتى يكون سعيدا كما كان يطلق عليه. *وكما كان متوقعا فقد سارعت جماعة الحوثي بإعلان عدم الحضور والرفض في المشاركة ظنا منهم أن الرياض لن تقبل بجماعة الحوثي للمشاركة في الحوار اليمني لكن السعودية أظهرت حسن النوايا وحرصها على جارتها اليمن وشعبها الشقيق، إلى أبعد الحدود. * لقد حاول البعض تفسير كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على أنها دعوة للانفصال، لكن الحكومة السعودية سارعت لإظهار موقفها الجلي والواضح، وأكدت السعودية في بيان واضح وجلي لا لبس فيه موقفها الأخوي بشأن الوحدة اليمنية، وأن موقفها هو الحرص على وحدة اليمن وأمنه واستقراره. *على الحوثي وجماعة أنصار الله أن يظهروا أيضا حسن النية، وأن يقابلوا الجميل بالجميل، وحين يأتي الحوثي أو من يمثله للمشاركة في حوار الرياض ليكونوا ضيوفا على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فسوف يجدون كل حفاوة وترحاب، ثم أن مشاركتهم في حوار الرياض سيظهر للجميع حسن نواياهم وأنهم مستقلين في قراراتهم، وليس هناك من يحركهم بالريموت كنترول، وأنهم ليسوا مرتهنين لأحد. *خادم الحرمين الشريفين الذي سيرعى الحوار اليمني – اليمني لن يتدخل فيما يتفق عليه اليمنيون، فهذا شأنهم، ولن يفرض الرؤية السعودية لتسيير الأمور كما يصور ويروج لهذا الأمر الحوثي وجماعته، كل ما ترغب فيه السعودية أن يتحقق لليمن أمنه ووحدته واستقراره ، ففي ذلك مصلحة يمنية في المقام الأول ومصلحة سعودية لأن البلدين الجارين والشعبين الشقيقين، ينبغي أن يعيشا في أمن وأمان، وتكون الحدود بينهما وسيلة للتواصل والتعاون، وليس مصدر قلق وعدم استقرار، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار، حتى قال جبريل ظننت انه سيورثه. *لغة السلام والمحبة أكثر أمنا وأقل تكلفة وتحقق مصالح الجميع، أما لغة التهديد والوعيد، فلن تجدي أحد، وستكون تكلفتها عاليا، وعلى السيد عبد الملك الحوثي والعقلاء من جماعة أنصار الله أن يدركوا أن الرياض لا تريد بأحد سوء، ولن تكون وصية على القرارات التي سيخرج بها اليمنيون في حوارهم. *حظور الحوثي وجماعته للمشاركة في الحوار لن يجعلهم مجبرين للقبول بنتائج الحوار، وأتمنى من السيد عبد الملك أن يكون عاقلا وان يظهر حسن نواياه تجاه الشقيقة الكبرى كما وصفها في خطبته، حتى يتبع القول العمل، لا أن يكون من الذين يقولون ما لا يفعلون، وأنا على قناعة تامة بأن السعودية لن تدخر جهدا، في مد يد العون لجميع الأطراف بما فيهم الحوثيون طالما وان ذلك يحقق الأمن والأمان لليمن والمملكة، ويعيش الجميع بكل ود ومحبة دون توغير الصدور، ونفث سموم الكراهية التي سيدفع الجميع ثمنها غاليا. وختاما أتمنى من عبد الملك الحوثي عدم الاصغاء إلى أولئك الذين يسعون لاقناعه بأن كافة الأطراف والقوى السياسية اليمنية التي قررت المشاركة في حوار الرياض هي أطراف خائنة ولا تريد خيرا لليمن، وان كل ما تسعى إليه هو البيع والشراء والحصول على الأموال، وان جماعة الحوثي فقط هي وحدها التي يهمها أمر اليمن ، أما البقية فخونة وبياعين ....إن هذا لا يمت إلى المنطق والعقل بصلة ......ودمتم بخير