رغم موجات الغضب والسخط والإحتجاج التي أبداها «30» مليون يمني، ومعهم عشرات الملايين الآخرين من العرب والأجانب، إزاء جريمة القتل والتعذيب الوحشية التي طالت الشهيد المغدور «عبدالله الأغبري»، وكذا مطالباتهم بالكشف عن دوافعها وأسبابها وكل المتورطين في ارتكابها - إلاّ أن سلطات الطغيان الحوثي لم تحترم إرادة تلك الملايين، ولا تزال تتعمد التستر عن أسباب الجريمة وخفاياها ودوافعها، ومن شاركوا في ارتكابها، ومن يقف وراء تلك العصابة الإرهابية..!! وعلى الرغم من أن مقاطع الفيديو التي سُربت ووثقت الجريمة، وكذا الأحداث التي رافقتها، بدات تتكشف عن الكثير من الحقائق الخطيرة والصادمة، والتي يأتي في مقدمتها التأكيد عن وجود شبكة اجرامية منظمة تقف وراء عصابة القتلة، وأن هناك قيادات ومسئولين حوثيين كبار متورطين في ادارتها - إلاّ ان تعاطي سلطاتها مع الجريمة يوحي أن هناك تعمد واضح ومكشوف لإخفاء تلك الحقائق، بدليل قيامها بإجتزاء ومونتاج إعترافات الجناه، واصدارها توجيهات وتهديدات صارمة بمنع التظاهرات والاحتجاجات، واتهامها المحتجين بالخيانة والعمالة والكفر واثارة الفوضى ومحاولة الانقلاب عليها. وعلى الرغم ايضا من تأكيد بعض الأطباء وضباط الأمن في مستشفى «يوني ماكس» بأن المجني عليه الشهيد «عبدالله الأغبري» - وصل الى المستشفى لحظة إسعافه حياً يرزق، وتأكيد الكثير من الاطباء بأنه كان هناك امكانية كبيرة لانقاذ حياته .. وفي الوقت الذي تبين فيه بأن مدير مستشفى «يوني ماكس» المدعو «باسم محمد زغير سعيد العامري» والقاتل المدعو «وليد سعيد زغير سعيد العامري» هم أساساً أولاد عم - إلاّ أن مليشيات الحوثي لم توجه أي إتهام للمستشفى، ولم توجه ايضا بإجراء تشريح لجثة المجني عليه والتحقق من اسباب الوفاه، بل انها وجهت احدى قنواتها لإجراء لقاءات مع إدارة المستشفى بهدف تمكينهم من تبرير تورطهم ومشاركتهم في جريمة القتل ومحاولة تضييعها. وعلى الرغم من ظهور اكثر من فتاة على التواصل الاجتماعي يؤكدن تعرضهن للإبتزاز والاستغلال من قبل عصابة القتلة أنفسهم، وقيام اخريات بنشر وثائق وصور محادثات مختلفة تكشف جميعها عن انتماء القتلة لشبكة اجرامية منظمة وكبيرة تدار من قبل شخصيات كبيرة في النظام الحوثي - إلاّ ان تلك المليشيات لم تُعر ذلك اي اهتمام ولم توجه بإستجواب أحد، كما انها لم تكشف اية معلومات أو تفاصيل محتوى التسجيلات التي وثقتها الكاميرات الخاصة بالمحل الخاص بالقتلة وغرفة التعذيب الملحقة به من قبل، ولا تزال تتعمد طمس ودفن كل الحقائق. وعموما وبما أن هذه الجريمة الشنعاء وغير المسبوقة لم تعد مرتبطة بالثأر للشهيد المغدور «عبدالله الأغبري» فقط، وبعد أن تحولت الى قضية رأي عام محلي ودولي مرتبطة بأعراض وشرف اليمنيين عامة - اضحى لزاما على كافة مكونات وافراد الشعب اليمني، مواصلة انتفاضتهم وتصعيد احتجاجاتهم ضد سلطات الكهنوت الحوثية حتى ترضخ وتحترم ارادتهم، وتجيب عن كافة تساؤلاتهم .. وتكشف كافة خفايا وتفاصيل وحيثيات القضية وكل الاطراف والمجرمين المتورطين في ارتكابها .. مالم فليتخذوا من الشهيد المغدور «عبدالله الأغبري»، «بوعزيزي اليمن» ولتكن ثورة عارمة تجتث المليشيات بكل لصوصها، وتضع حد لطغيانها وانتهاكاتها وبشاعاتها ودعارتها وكل قبائحها الى الأبد.