اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، دولة الجنوب بعرقلة عملية إعادة ترسيم الحدود وبناء الخط الصفري الذي يقوم عليه تحديد المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين دولتي السودان وجنوب السودان. ووصف هذا الأمر بالمزعج. وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني، ياسر يوسف، إن هناك معوقات من الطرف الآخر حالت دون استمرار جهود إعادة ترسيم الحدود وبناء الخط الصفري مع دولة الجنوب الذي يقوم عليه تنفيذ المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين الدولتين التي تمثل أهم الاشتراطات في المضي قدماً في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بين السودان ودولة الجنوب. وأضاف يوسف عقب اجتماع القطاع السياسي أمس برئاسة رئيس القطاع، د.الحاج آدم يوسف "نأمل أن تتم معالجة هذه المعوقات، ورغم تقديرنا الشديد للظروف السياسية التي مرت بها حكومة الجنوب إلا إننا نعتقد أنه قد مضى الكثير من الوقت الذي كان يجب أن يستثمر في تنفيذ هذا الاتفاق". وأكد تمسك السودان بالشروط الأساسية في تنفيذ اتفاق التعاون خاصة الجوانب الأمنية والمنطقة منزوعة السلاح التي هي في قلب تلك الشروط ولا بد من الالتزام بها. من جانبها أوضحت وزارة الخارجية السودانية أن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي، حول العلاقات بين السودان وجنوب السودان بهذه الصيغة المتوازنة جاء نتيجة جهود كبيرة بذلتها الدبلوماسية السودانية بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة الأعضاء بمجلس الأمن، استمرت لبضعة أشهر . وقالت الخارجية السودانية – في بيان صحفي أمس أن بيان مجلس الأمن جاء متوازنا إلى حد كبير واتسم بكثير من الموضوعية في تناوله لواقع هذه العلاقات وما هو مطلوب لإصلاحها بما يتفق في معظمه مع رؤية السودان. وعاب بيان الخارجية السودانية ، ما وصفة بالتلخيص المخل لبيان مجلس الأمن في بعض التغطيات الصحفية، والذي صور البيان بأنه خصص فقط لموضوع نقل نفط الجنوب، وأوضحت أن بيان المجلس شدد على تنفيذ اتفاقيات التعاون التسع الموقعة بين البلدين في سبتمبر 2012 بشكل كامل وفوري، وهو عين ما ظلت حكومة السودان تطالب به. وتضمن البيان، حث حكومتي البلدين لمواصلة حوارهما لضمان استمرار تدفق نفط جنوب السودان عبر السودان ، وحث حكومة السودان لتعليق أي أنشطة تؤدي لوقف ذلك التدفق للسماح للفريق الفني المكلف بإكمال ترسيم المنطقة الآمنة العازلة بين البلدين، ولجنة التحقيق في اتهامات الدعم والإيواء بإكمال عمليهما ولم يستخدم البيان عبارة تهديد أو أي لغة مشابهة. وقالت الخارجية السودانية، إن من أهم ما ورد في البيان الرئاسي عند تناوله لقضية أبيي أنه شدد على ضرورة الإسراع بإكمال تطبيق اتفاقية الترتيبات الأمنية والإدارية المؤقتة التي تم توقيعها في يونيو 2011، وخاصة في ما يخص تشكيل المجلس التشريعي لأبيي ، وإدارية أبيي وقوة الشرطة ، ومن ثمّ بدء مفاوضات بين البلدين حول الوضع النهائي للمنطقة ، وذلك يتطابق مع موقف حكومة السودان ، ويعني ضمنا استبعاد أي حلول أُحادية مثل إجراء الاستفتاء من طرف واحد . في سياق آخر أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد، أن القوات المسلحة تمكنت أمس من تحرير أحدى القرى في منطقة "قيسان" على الحدود السودانية الأثيوبية بولاية النيل الأزرق. وأشار الصوارمي، في تصريح له إلى أنه قبل عدة أيام كانت مجموعة متمردة تتبع للحركة الشعبية، قد دخلت القرية وقامت بحرق السوق ونهب أموال المواطنين وممتلكاتهم. وأكد أن القوات المسلحة السودانية قامت بمهاجمة هؤلاء المتمردين، الذين لاذوا بالفرار مخلفين وراءهم عددا من القتلى، مشيرا إلى أن قوات الجيش ما زالت تطارد فلولهم، وأن الأحوال الأمنية بالمنطقة مستقرة حاليا.
من جهة أخري أعلنت الحكومة السودانية رسمياً دخول اتفاق الدوحة للسلام المبرم مع حركة العدل والمساواة بزعامة بخيت دبجو، حيِّز التنفيذ الفعلي بوصول وفد المقدمة من الحركة للعاصمة الخرطوم مساء أمس برئاسة نائب رئيسها التوم سليمان. وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية د. أمين حسن عمر مسؤول مكتب متابعة سلام دارفور، في تصريحات صحفية لدى وصول الوفد مطار الخرطوم "الآن نعلن دخول اتفاق السلام الموقَّع حيّز التنفيذ بوصول وفد المقدمة وذلك بعد البطء الذي صاحب تطبيقه على أرض الواقع بسبب اغتيال عدد من قادة الحركة على أيدي أعداء السلام. وأكد أن وثيقة الدوحة هي القاعدة الأساسية لكل اتفاقيات السلام التي تحفظ حقوق أهل دارفور. و أوضح نائب رئيس الحركة سليمان، أن اغتيال قيادات الحركة أدى إلى تأخير الشروع في التنفيذ، مؤكداً أن هذه العملية لن تثنيهم عن مواصلة السلام والمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق. وأعلن أن الأيام القادمة ستشهد وصول رئيس الحركة بخيت دبجو برفقة وفد رفيع المستوى من دولة تشاد، كاشفاً عن اقتراب الإفراج عن أسرى الحركة المعتقلين لدى فصيل جبريل ورد اعتبارهم. ودعا التوم سليمان الحركات غير الموقعة إلى الدخول في العملية السلمية من أجل الوصول إلى سلام دائم في دارفور. وقال إن الحرب في السودان لا تنتهي بالحسم العسكري بكل الحسابات، وإنما تنتهي بالتفاوض و"التعادل السلبي بلا أهداف".