كعادتهم إحتفلوا بإيقاذ الشعلة ، في مثل هذا اليوم ، من كل عام ، معّبرين عن إجلالهم لعظمة ثورة 26 سبتمبر ، وتقديسهم لدماء الشهداء الأبرار –هكذا يُفترض من عمل( كهذا)-! ولكن هل تساءل (المحتفلون) الكرام - دون مكابرة او عناد- بالقول: هل حققت ثورة 26 سبتمبر أهدافها (الستة) التي تتصدر الصفحات الأولى في الصحف الرسمية الحكومية (اليومية)؟ هل أنهت هذه الثورة ، عهود الظلم والفقر والاستبداد؟ هل حقا فتحت الثورة (أفاق) جديدة ، نحو التحرر من إستعباد الانسان لأخيه الانسان؟ هل تحققت أسمى أهداف الثورة ، والمتمثلة بتحقيق "الوحدة اليمنية"؟ وهل تحققت الوحدة اليمنية على الأرض- في النفوس والواقع- فعلا؟ او أن ما هو مُعاش وماثل ، ما هو إلا مجرد (إعلان) عن تحقيق الوحدة اليمنية ..ليس إلا؟ لماذا –إذا- قامت ثورة سبتمبر 62م؟ هل قامت لتعيد شكلا آخر من استعباد الإنسان لأخيه الإنسان ، ولكن على شكل نظام (جمهوري)؟! هل هذه الثورة التي كنا نتطلع ، أن تنهي تلك العهود البائدة ، وتضع حداً نهائيا ، لكل أشكال وصنوف ظلم الإنسان ، ونهبه والتسلط عليه ، ومصادرة أحلامه ، في العيش السوي (الآمن)؟ طبعا هم يحتفلون ليتظاهروا امام العالم انهم حققوا اهداف الثورة ولكن الواقع الاليم يثبت عكس ذلك تماما! فلم تحقق الثورة السبتمبرية من اهدافها المعلنة سوى تغيير اسم الدولة من ملكية امامية الى جمهورية اسرية مفضوحة لا محالة! حتى وأن تغنوا بالوحدة ، واعلنوا فرحتهم بالدفاع عنها ، بما في ذلك تحقيقهم ل(نصر) غير محسوس ، على إخوانهم في الجنوب ، عام 94م تحت اسم (الشرعية)! .. فأنهم –لا شك- يقرّون في أعماقهم ، أنهم منهزمون ويائسون ومتخبطون ..ولم يحققوا سوى توزيع خيرات الجنوب لأسر بعينها ، في الشمال وقليلة في الجنوب ، وخاصة تلك الموالية لنظام تكريس الهيمنة على الجنوب! يجب ان نتحلى بالصراحة والشفافية طالما الحديث عن ثورة إستبد بها المهيمنون ، على مقاليد الحكم! فكثير من أبائنا في محافظات الشمال والجنوب ، يتمنون عودة الحكم الإمامي والاستعماري؟ لماذا؟ هل لإنه يُشكِّل حالة أفضل ، من حيث الاستقرار النفسي والمعيشي والحياتي؟ أو لإن الوضع الراهن أسوأ بكثير ، مما كان عليه ، في عهود التسلط الامامي الكهنوتي المستبد –كما يقولون- والاستعماري البغيض؟؟ لماذا يُهان الناس في أرضهم ..هل سأل القائمون على الحكم ، أنفسهم ، ، ووضعوا الاجابات (العملية) لإنهاء تلك الإهانة التي تلحق ب(شرفاء) وأحرار الوطن؟ لماذا تستأثرُ قلة قليلة بثروات الوطن ، وتهيمن على حياتنا ، في الشمال والجنوب؟ لماذا يلصقون التهم ، بكلّ من يقول كلمة حقٍّ في نظام فاسد حتى النخاع؟ لماذا لا يُمنح الغيورون على الوطن التكريم اللائق بهم والذي يستحقونه في مثل هذه الذكرى من كل عام؟ لماذا أصبحنا من الضعف ، بحيث لا نقوى حتى على اتهام الظلمة بالظلم الذي يجرعوننا إياه -ليل نهار- في ظل عهد الوحدة الذي يطلقون عليه ب(العهد الميمون)؟ هل أدرك ناس هذا الوطن ، انهم مستعبدون وأنهم مظلومون ، وان خيرات الثورة والوحدة ، لا تصلهم بالقدر الكافي الذي يجب أن يكون! وأنهم راضون –مكرهين- بأقل القليل ، في الوقت الذي نرى فيه ، كروشا تنتفخ وأوداجا تتورم ، بفعل نهب خيرات هذا الوطن ، من قبل (ثلة) مارقة شريرة ، لا تزال متربعة ، على مقاليد حكم اليمن! وللموضوع صلة في مرات قادمة إن شاء الله تعالى صنعاء في 26سبتمبر-ايلول-2010م [email protected]