يا جماهير شعبنا الأبية الحرة الصامدة، لقد تابعنا بقلق كبير ما يجري على الساحة اليمنية عموما والساحة الجنوبية خصوصاً من تطورات كارثية متسارعة، تقتضي منا كجنوبيين أن نتظافر ونتكاتف فيما بيننا للوقوف صفا واحدا للدفاع عن الجنوب للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن الأرض والنفس والعرض والممتلكات العامة والخاصة. وإننا من منطلق المسؤولية الوطنية نرى أن الظروف الحرجة والصعبة والمعقدة التي يمر بها الجنوب تقتضي منا ترك المناكفات والمزايدات وتقتضي منا أيضاً ترك خلافاتنا السياسية جانبا والالتفاف حول راية واحدة للدفاع عن الجنوب من الهجمة التي يرتب لها النظام اليمني السابق وحلفائه الحوثيين وصنيعتهما المسماة القاعدة التي تعد الوجه الآخر لذلك التحالف.
وإن من مقتضيات هذا الاصطفاف أن يسارع أبناء الجنوب إلى الالتحاق باللجان الشعبية الجنوبية بقيادة اللواء/ محمود الصبيحي وزير الدفاع، لأننا نرى أنه ليس من سبيل آخر للدفاع عن الوطن في هذه المرحلة إلا الالتحاق بتلك اللجان، وفق آليات منظمة وخطط مدروسة بما يؤدي إلى إنشاء لجان شعبية منظمة بعيدة عن الإرتجالية والعشوائية والفوضى. وإننا بدورنا سنقدم كل الدعم المساندة لتلك الخطوات النضالية بكل ما نستطيعه.
وبهذه المناسبة فإننا نتمنى من الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، مغادرة دائرته الضيقة في معاشيق، فمثل هذه الدائرة الضيقة من تلك البقعة، هي من جر الجنوب إلى النفق الذي لا زلنا فيه حتى يومنا هذا، فالجنوب كبير من المهرة إلى باب المندب، وندعوه إلى أن يمد يده لكل أبناء الجنوب بدون استثناء لخلق اللُحمة الجنوبية الحقيقية القادرة على التصدي لكل أشكال العدوان الذي تسعى إليه العصابات الحاكمة في صنعاء، التي اكتوى بنارها الأخ الرئيس مؤخرا مثلما اكتوى بنارها شعبنا الجنوبي منذ عام 1994م، ونكرر الدعوة للأخ الرئيس إلى التسلح بالكفاءات من أبناء الجنوب في الداخل والخارج في مختلف التخصصات المدنية والعسكرية والسياسية فلن يجد أخلص ولا أأمن منهم، ونكرر الدعوة أيضاً إلى المسارعة في تدريب وتسليح عناصر اللجان الشعبية الجنوبية بما يجعلها قادرة وبكل كفاءة على صد أي عدوان همجي، تزمع العصابات الحاكمة في صنعاء القيام به ضد الجنوب.
يا جماهير شعبنا الجنوبية: وإننا وإذ ندعو إلى الاصطفاف الجنوبي والالتحاق باللجان الشعبية الجنوبية، لا يعني ذلك تراجعاً منا عن هدفنا الجنوبي الكبير المتمثل في التحرير والاستقلال، الذي في سبيله قدمت الأرواح والدماء الزكية، ولكننا نؤكد مرة أخرى أن كل مرحلة تقتضي نوعا من العمل الوطني بما يتناسب مع تلك المرحلة، وبما يفوت على أعداء الجنوب النيل منه ومن أبنائه من خلال مشاريع ظاهرها ثورية براقة قائمة على المزايدة الرنانة البعيدة كل البعد عن الواقع، وتخفي في باطنها الذهاب بالجنوب إلى تبعية طائفية مقيتة لا تمت لشعبنا الجنوبي الأصيل بصلة.
وبهذه المناسبة فإننا ندعو جميع المواطنين في كل محافظات الجنوب إلى حماية الممتلكات العامة والخاصة، وننوه على وجه الخصوص حماية الممتلكات العامة التي هي في حقيقتها ملك لكل أبناء الشعب الجنوبي، وندعوهم إلى الابتعاد عن ثقافة الفيد والنهب والسلب الدخيلة على مجتمعنا الجنوبي المدني، لأن حرمة الملكيات العامة لا تقل عن حرمة الملكية الخاصة، فكلها في ميزان الشرع سواء.
في الختام لا يسعني إلا أن أسأل الله أن يحفظ الجنوب وأهله من كل سوء، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.