اليمن أغنى من دول الخليج وأكرم منها !!.. هي أفضل حالاً من دولة قطر التي يقال بأنها أهم دولة مصدرة للغاز ولهذا لا يتعين عليها أن تساعدنا في إعادة إعمار ما خلفته حروب صعدة الست بل لو أرادوا لأريناهم كرمنا وأمطرنا صعدة حرباً سابعة على حين غرة لتسمع من به صممُ، ولا ندري لماذا العالم أصدقاؤنا وأعداؤنا يصفوننا بالدولة الفقيرة وأحياناً الأشد فقراً .. ماهي معاييرهم في هذا التصنيف المجحف بحق أغنى وأكرم دولة في العالم . لا عجب .. عليهم فقط أن ينظروا بتمعن كيف أن دولة قطر بقضها وقضيضها وغازها وبترولها لم تمنح كوريا الجنوبية عقداً تبيع بموجبه الغاز بسعر يقل بنسبة 80% عن أسعاره العالمية ولمدة عشرين عاماً .. عاماً ينطح عاماً ، كما فعلت حكومتنا .. فلماذا يبحثون في مساعدتنا نحن .. ليساعدوا إذا كوريا الجنوبية الفقيرة جداً ، وأما اليمن فلا تحتاج إلى أحد ففاسديها من أحفاد حاتم الطائي ولكن بنسخة جديدة نسخة فساد وليس نسخة كرم . صفقة الغاز المسال .. ألا يسيل معها ماء وجهنا أمام العالم ونحن نتسول من محفل إلى محفل ومن مؤتمر إلى مؤتمر ؟!! . بالطبع لا فكما يقال ( إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه .. ولا خير في وجه قلّ ماؤه ). ولأنه لا ماء في وجه الحكومة ولا حياء فهي لم تعد تكترث لشيء ولاتهتم حتى للفضائح فما أكثرها وآخرها في قطاع النفط أيضاً كشفتها صحيفة أمريكية وهي مرتبطة بأحد أفراد أسرة الحاكم وكلها فضائح تكشف بأن أية مساعدة لليمن هي بحق مساعدة من أصدقائه لأعدائه على فرض أنهم أصدقاء اليمن كما يدعون . لقد حق القول بأن صفقة الغاز من الكبائر بحق ، حيث تستنزف مال الشعب كما لاتستنزفه غيرها ، ولم تفعل محاولات من كشفوا الصفقة فعلها ، واكتفى رئيس الجمهورية بإصدار توجيهات اعتبرت نوعاً من أنواع امتصاص الغضب وترحيل الموضوع وربما إعطاء فرصة لشراء ذمم الفضائحيين إياهم من برلمانيين وصحفيين وحقوقيين ونشطاء مجتمع مدني . ولله الحمد يبدو أن هذه الفرصة لم تؤت أكلها وبلادنا لايزال فيها خيريين ومخلصين وإن قلوا وندروا ، فقد أعلن مؤخراً عن أنه يجري التحضير حاليا في صنعاء للإعلان عن تشكيل تحالف منظمات مجتمع مدني لمناهضة صفقة الغاز المسال التي تخسر اليمن بموجبها أكثر من 60 مليار دولار نتيجة الأسعار المتدنية والشروط التي بيعت بها الصفقة. ومن المقرر أن يضم التحالف في عضويته صحفيين وحقوقيين وبرلمانيين وخبراء وأساتذة اقتصاد من مختلف التختصصات ، والأمل أن يحققوا شيئاً ملموساً ( إن صدقوا ) . فلا شك أنه من من غير المعقول ولا المقبول أن يباع الألف قدم مكعب من الغاز اليمني لتوتال الفرنسية ب2.5$ ولكوغاز الكورية ب3.2$، بينما يباع الغاز في السوق العالمية خلال الربع الأول من هذا العام بأسعار تترواح بين (10- 12)$، لكل ألف قدم مكعب. وينبغي بالفعل العمل جدياً على إعادة النظر جذريا في أسعار بيع الغاز، وإزالة الخلط والإبهام الذي يراد له أن يشوش الحقيقة ويعومها ، وحسب أوراق الصفقة فإن الاتفاقية الأصلية بين الحكومة وشركة توتال تعود إلى العام 96م ، وهناك عقد بيع موقع في عام 2005م أسقط ثلاثة من أهم بنود الاتفاقية الأصلية في مخالفة قانونية صريحة. و تنص الاتفاقية على أن ترتبط أسعار الغاز ارتباطا تصاعديا بأسعار النفط، فان ارتفعت أسعار النفط ارتفعت أسعار الغاز وفق أسعار وزارة التجارة اليابانية، ولقد تم إسقاط هذا البند السعري من عقد البيع الذي حدد سعراً أعلى لبيع الغاز هو 3.2$ للألف قدم حتى وان وصل سعر برميل النفط إلى 150 دولار. وتؤكد المعلومات أنه تم بيع كل مليون وحدة حرارية من الغاز اليمني المسال ب 3.12 دولار لشركة كوجاز الكورية لمدة عشرين سنة، في حين اشترت ذات الشركة من اندونيسيا ب 12 دولار. مما يعني أن صفقة من العيار الثقيل قد دبرت بليل يستفيد منها ثلة من الفاسدين وتخسر بموجبها اليمن بجيلها وأجيالها اللاحقة ما يشيب له الولدان . وفي سياق الصفقة فقد مارست الحكومة تضليلاً معهوداً تم كشفه حيث قالت وزارة النفط إن سعر 3.2 دولار للمليون وحدة غاز أفضل سعر في المنطقة وأفضل من قطر وعمان، بينما كانت قطر تبيع لكوريا ب 12.10 دولار.! وليس الكذب بأمر جديد على حكومتنا التي قالت ببجاحة وعين حمراء إن حصة الحكومة خلال 20 سنة سيكون من 14- 28 مليار دولار في حين أن الواقع هو 4 مليار دولار فقط..!! وعلى ما يبدو أنهم يقصدون حصة من وراء الصفقة وليس حصة الحكومة لكن الأمر اشتبه على بعضهم. إن قيام تحالف لمواجهة الصفقة بالذات والفساد عموما يستحق تأييدنا جميعاً وقد بات بحكم الواجب الوطني والمسؤولية التي ستحاسبنا عليها الأجيال اللاحقة ولنقل لهم بصوت عال ... خلاص ... واتقوا الله في شعبكم ووطنكم أيها المطففون . قال تعالى : ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ، ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ) . [email protected] عن صحيفة اليقين اليمنية