شككت الولاياتالمتحدة في دوافع الحكومة الايرانية من دفع اموال للقيادة في كابول، بعد ان اثارت تقارير صحفية قضية تلقي مكتب الرئيس الافغاني حامد كرزاي "اكياسا من المال" من طهران، واقراره كرزاي لاحقا بحقيقة ذلك. واشار البيت الابيض الامريكي إلى أن لدى الولاياتالمتحدة والعالم "كل المبررات للقلق" بشأن النفوذ الايراني في افغانستان. وقال بيل بورتون نائب المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما "اعتقد ان لدى الاميركيين والعالم باسره ... كل المبررات للقلق من محاولات ايران الرامية إلى ممارسة نفوذ سلبي في افغانستان". واضاف في تصريح للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الاولى التي اقلت اوباما الى رود آيلاند في شمال شرق الولاياتالمتحدة ان واجب الايرانيين "كما كل الجيران هناك، أن يحاولوا أن يكون لديهم نفوذ ايجابي لتشكيل حكومة، وأن لا تكون افغانستان بلدا يستطيع الارهابيون أن يجدوا فيه ملجأ آمنا، او يتم التخطيط فيه للهجمات". وبدوره قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي للصحافيين "سندع للحكومة الافغانية أن تشرح كيفية انفاق المساعدة المالية التي تلقتها من دول اخرى". واضاف "لكننا سنظل نشكك في الدوافع الايرانية انطلاقا من الدور الذي اضطلعوا به في الماضي مع جيراننا لزعزعة الاستقرار". ودعا كراولي إلى "أن تؤدي حكومة مثل الحكومة الايرانية، وكذلك كل حكومات المنطقة، دورا بناء في افغانستان". وتابع "تحدثنا عن هذا الامر مع الحكومة الافغانية". "مساعدات رسمية" وكان الرئيس الافغاني اقر أن مكتبه يتلقى "اكياسا من المال" من ايران ودول عدة، الا انه اصر على ان هذه المدفوعات هي مساعدة رسمية و"شفافة" من طهران. وجاءت تصريحات كرزاي بعد نشر صحيفة نيويورك تايمز الامريكية معلومات عن سعي إيران إلى ترسيخ نفوذها في كابول عبر دفع اموال لمدير مكتب كرزاي. وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي ان "الحكومة الايرانية تساعدنا مرة أو مرتين سنويا وتمنحنا 500 الف او 600 الف او 700 الف يورو كل مرة". واصر الرئيس الافغاني على ان الاموال الايرانية ليست مخصصة لشخص بعينه، بل تستخدم للمساعدة في سد نفقات مكتب الرئاسة. وقال كرزاي في مؤتمر صحفي إن العديد من الدول تمنح الاموال لافغانستان بما فيها الولاياتالمتحدة. وأوضح الرئيس الافغاني: "ما لبثت الحكومة الايرانية تساعدنا مالية بمنحنا مبلغ خمسمئة الف او ستمئة الف او سبعمئة الف يورو مرة او مرتين في السنة. هذه المبالغ عبارة عن مساعدات مالية". واكد الرئيس كرزاي بأن مدير مكتبه عمر داودزاي "يتسلم الاموال من الايرانيين بناء على التعليمات التي اصدرها له." واضاف: "ان العديد من الدول الصديقة تدفع لنا النقود لمساعدة مكتب الرئاسة والموظفين الحكوميين وغيرهم. انها عملية شفافة تماما." ومضى الى القول: "لقد سبق لي ان ناقشت هذا الموضوع مع الرئيس (السابق) بوش في كامب ديفيد. لا يوجد شيء مخفي. ونحن ممتنون للمساعدة الايرانية في هذا المجال. ان الولاياتالمتحدة تفعل الشيء ذاته، فهي تتبرع ايضا بالاموال لبعض مكاتبنا."