العرب - صالح البيضاني وصفت صحيفة (العرب) الدولية، قرارات الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي الأخيرة بأنها تأتي في سياق عملية العبث السياسي التي يمارسها تحت ضغط دوائر الإخوان المحيطة به والتي تسعى لتقويض جهود التحالف في إعادة الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة السياسية في المناطق المحررة. وأشارت الصحيفة إلى سوء النية الظاهر في توقيت إصدار مثل هذه القرارات التي جاءت في الوقت الذي تخوض فيه قوات التحالف إلى جانب الجيش الوطني معركة تحرير آخر المواقع التي يسيطر عليها الانقلابيون في منطقة صرواح بمحافظة مأرب. وقالت الصحيفة " إن هذه الخطوة تعيد إلى الأذهان القرارات المشابهة التي أصدرها هادي في خضم معركة المخا والاقتراب من مشارف محافظة الحديدة وتسببت في عودة التوتر السياسي إلى جنوباليمن وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي. وأصدر هادي فجر الخميس عددا من القرارات قضت بإقالة محافظي ثلاث محافظات أعلنوا انضمامهم للمجلس الانتقالي الجنوبي وفي مقدمتهم اللواء أحمد بن بريك محافظ حضرموت الذي عين خلفا له اللواء فرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية. وشملت القرارات كذلك تعيين علي بن راشد الحارثي محافظا لشبوة وأحمد عبدالله السقطري محافظا لسقطرى. وحول خلفيات هذه القرارات رجحت مصادر سياسية مطلعة ل”العرب” أن تكون على صلة بالزيارة المفاجئة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح لحضرموت في ظل أنباء تتحدث عن دور سيسند له في إطار أي تسوية سياسية قادمة. وكشفت المصادر عن حالة قلق مستمرة ترافق الرئيس هادي تجاه أي تحركات يقوم بها بحاح وخصوصا زيارته لحضرموت التي قوبلت بارتياح شعبي في المحافظة. وأشار المحلل السياسي اليمني منصور صالح إلى أن هذه القرارات استهدفت المحافظين الذين أعلنوا انضمامهم للمجلس الانتقالي الجنوبي بهدف إضعاف قدرته على تمثيل الجنوب. وأضاف صالح في تصريح ل”العرب” أن “هذه القرارات سيكون لها أثرها السلبي وستربك إلى حد ما مسيرة المجلس الذي لم يتمكن حتى اللحظة من عقد اجتماعه الأول وتشكيل هيئاته، لكنها بالقطع لن توقف عجلته لا سيما إذا ما حصل المجلس على إشارات إيجابية من التحالف في ممارسة مهامه. واعتبر الصحافي اليمني محمد سعيد الشرعبي في تصريح ل”العرب” أن قرارات الرئيس هادي بإقالة محافظي سقطرىوحضرموت وشبوة تزيد في تأزيم الواقع الجنوبي كونها انتقامية، وتبدد الوجود الرمزي للشرعية في جنوباليمن.
