الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة الرئيس هادي بمناسبة العيد الوطني ال 55 لثورة ال 26 من سبتمبر
نشر في سما يوم 25 - 09 - 2017

قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية “إن العملية الانقلابية لم تنقلب فقط على الاجماع الوطني الذي مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فحسب ، ولم تقتصر على مصادرة الدولة ومواردها السيادية لحساباتها الخاصة ، ولم تكتف بالقضاء على البيئة السياسية والهامش الديموقراطي ، بل ذهبت بعيداً في وقاحتها لتصادر ثورة اليمنيين الأولى ، بقيمتها الأكثر تعبيراً عنها وهو النظام الجمهوري لتحل محلها افكار الكهنوت والطغيان والاستبداد و الاستعباد”.

وأضاف “ها هو شعبنا اليمني الباسل يحتفل بطريقته بثورته المعجزة ويشهر سيف أيلول الظافر في وجوه اعداء النظام الجمهوري والخائنين له ممن تغنوا باسمه طويلا وتكسبوا من التغني به عقودا من الزمن قبل ان تنكشف حقيقتهم وقبحهم وها هو شعبنا اليمني في مواجهة مباشرة معهم يخوض ملحمة سيدونها التاريخ بأحرف من نور”.

وأشار رئيس الجمهورية الى إن ما نشهده هذا العام من احتفاء شعبي وزخم وتفاعل غير مسبوق بين كل فئات الشعب الذين يحتفلون بذكرى الثورة المجيدة بطريقتهم منذ أكثر من شهر، هو رسالة صريحة واضحة للإماميين الجدد ولأذنابهم من المغفلين الذين سلموا لهم البلاد وباعوا أسوارها حقدا وانتقاما لأن مصالحهم الشخصية وأحلامهم المريضة تقاطعت مع خيارات شعبنا الثائر الباسل.

واكد فخامته إن الحقيقة تقول ومن خلال ما شهدناه إنه حين عادت الإمامة الجديدة ، فإنها لم تقتصر على إلحاق الضرر بالشعب اليمني فحسب ، بل امتدت لتصبح تهديدا يتجاوز اليمن ويعم المنطقة ويهدد الأمن والسلامة الدولي والإقليمي ، ويضع مستقبل اليمن كلها بكل ما تحمله من حضارة وتاريخ رهينة بيد مجموعات مراهقة باعت نفسها للشيطان وارتهنت للخارج ، وقد رأيناهم اليوم خنجر غدر وسهم خيانة ووكيلا اقليميا لأطماع فارس التي أرادت به النيل من أرض اليمن وبلاد الحرمين وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

ولفت رئيس الجمهورية الى ان الامامة تقف اليوم في مواجهة مباشرة مع كل اليمنيين شمالا وجنوبا، بل لم يسبق ان اصطف اليمنيون ضد الامامة بهذا الزخم الهادر الذي يتجلى اليوم في تلاحم الشعب المجيد ليستعيد أمجاد وأجواء الثورات المجيدة وليعيش الثورة من جديد ويخوض النضال مرة أخرى.

وقال فخامة الرئيس “إن مشروعنا كامل الوضوح ، تمثله مخرجات الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها اليمنيون ولاقت تشجيع ومساندة الاقليم والعالم لبناء يمن اتحادي قوي ، يحقق القدر الأكبر من الشراكة في بناء الوطن ، وفق المبادئ الوطنية والقيم العليا التي اجتمع عليها الشعب اليمني من المساواة والمواطنة والحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وضمان حقوق المرأة ومشاركة الشباب وتحقيق أهداف الثورة وكل نضالات الشعب اليمني الممتدة عبر التاريخ الطويل”.

وأضاف فخامته “علينا ان نحارب الجهالة بنور العلم ، وأن نطمس معالم الكهنوت الجديد بمنائر الوعي وأن نحطم أغلال العبودية الجديدة بفضاءات الحرية وأن نكسر هيمنة التعصب بالتسامح وان نرفض ثقافة الكراهية وتمجيد الحروب ، فالكراهية لا تبني الأوطان ، والحروب لا تكتفي بجيل واحد ،والتحية لكل أبناء شعبنا الذين يخوضون معركة الكرامة والتحية لكل الرافضين للخيانة وللصابرين على الألم”.

وعبر رئيس الجمهورية عن شكره وتقديره للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في موقفهم الشجاع في نجدة إخوانهم ونصرة قضية الشعب اليمني ، والشكر لكل ما يبذلونه للتخفيف من المعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها الحرب المفروضة على شعبنا ، والشكر لهم لمكافحتهم الأوبئة والأمراض والوقوف معنا في كل خندق للنضال وفي كل موطن للتضحية ، يعيشون الهم ويبذلون الغالي والرخيص ، وذلك موقف سيظل في ذاكرة الأمة كلها وليس فقط في ذاكرة اليمنيين .


فيما يلي نص خطاب فخامة رئيس الجمهورية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الامين.

يا ابناء شعبنا اليمني الكريم في الداخل والخارج، ايها اليمنيون في كل مكان ، يا ابناء سبتمبر وأكتوبر النجباء .
أحييكم بتحية الثورة والجمهورية والنضال والتحرير والبطولة والإباء
السلام عليكم ورحمة وبركاته ،

الاخوات والاخوة الكرام من ابناء شعبنا الصابر العظيم:
اليوم هو واحد من الأيام المجيدة في حياة الشعب اليمني الحافل بالعطاء والنضال ، الذكرى الخامسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 المجيدة ، وبهذه المناسبة الغالية على كل أبناء الشعب اليمني ، فإنني اتقدم اليكم بالتهاني المخلصة وابارك لكم احتفالكم بهذه الذكرى التي تأتي وشعبنا يعيش فترة عصيبة في ظل حرب ظالمة فرضتها جحافل الإمامة وعصابات الانتقام ضد الدولة اليمنية وضد مبادئ ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين ، هاتان الثورتان العظيمتان التي قام بهما شعبنا فكانتا من أعظم تحولاته واستطاع بهما ان يدك اعتى قلاع الخرافة والكهنوت والرجعية والتخلف المتمثلة بحكم الامامة العنصري السلالي الكهنوتي شمالاً والحكم الاستعماري المستبد جنوباً.

أيها الشعب الكريم
نحتفل بهذه الذكرى في ظل انقلاب أهوج ومتخلف فرض نفسه في لحظة صعبة بعد سلسلة طويلة من المكائد والدسائس والمؤامرات لم تتوقف منذ فجر أيلول متخفياً بمسوح الرهبان وهو يحمل في الحقيقة أنياب الشيطان مستغلاً هذا المجتمع الكريم والشعب المتسامح متربصا بالوطن والشعب ، حتى واتته الفرصة بالتحالف مع مجموعات منفلتة من الأخلاق والمسئولية والقيم ، لينشب أنيابه وأظافره في جسد الوطن الذي طالما أكرمهم ورفع مقامهم فعاقبوه بالعقوق والجحود متجردين من كل قيمة نبيلة وخلق كريم . ففي اللحظة التي اجتمعت فيها القوى اليمنية على وثيقة تعالج مشكلات الماضي وتؤسس لمستقبل جميع اليمنيين مثلتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ورعتها الأمم المتحدة انقلب هذا التحالف الخبيث على كل شيء وأدخل البلد في أتون حرب وحصار ودمار وجوع وأمراض نسيها الناس ونسيتهم منذ زمن بعيد .

إن العملية الانقلابية لم تنقلب فقط على الاجماع الوطني الذي مثلته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فحسب ، ولم تقتصر على مصادرة الدولة ومواردها السيادية لحساباتها الخاصة ، ولم تكتف بالقضاء على البيئة السياسية والهامش الديموقراطي ، بل ذهبت بعيدا في وقاحتها لتصادر ثورة اليمنيين الأولى ، بقيمتها الأكثر تعبيرا عنها وهي النظام الجمهوري لتحل محلها افكار الكهنوت والطغيان والاستبداد و الاستعباد ، ولعل الاحتفالات المختلفة التي يقوم بها الانقلابيون في الفترة الأخيرة والتي تقتطع من قوت الشعب وتتجاهل معاناته وتبالغ في إيذاء مشاعر الشعب المتعب في حفلات العنجهية والصخب تجسد الرغبة الكامنة لديهم في القضاء على كل ما يمت للثورة السبتمبرية والنظام الجمهوري بصلة .

إنه اليوم أكثر وضوحا وأكثر همجية ، ولكنها مع كل ذلك أكثر انكشافا وأكثر هشاشة في مواجهة شعب جسور رضع قيم الحرية والكرامة والتحدي من ثورته المباركة التي ولدت في مثل هذا اليوم لتمنح الشعب الكرامة والحرية والمجد ويمنحها الخلود في دفاتر التاريخ وأذهان الأجيال .
تحل علينا ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة هذا العام مختلفة وترتدي لباسا غير الذي كانت ترتديه لأعوام مضت، ذلك انها تحل علينا واليمنيون يخوضون معركة مقدسة وعظيمة وظافرة مع اعداء سبتمبر ذاته حيث تداعى بقايا وفلول الامامة واذنابها وارادوا اختطاف اليمن من جديد، فكان شعبنا لهم بالمرصاد.

أيها الشعب العظيم
في هذه المناسبة يسرني أن أتوجه بالتحية والإكبار والإجلال لكل أبطالنا في القوات المسلحة والأمن المرابطين في خطوط النار وميادين الشرف ، يا من ترسمون بدمكم وببسالتكم لوحة اليمن المأمول وتكتبون في صفحات التاريخ أعظم بطولات النضال.

تحية إلى ابطالنا في القوات المسلحة وكل الابطال الذين لبوا نداءات الوطن ، لم يلتفتوا لمناصب ، ولم يأبهوا لمغانم ، بل تذكروا فقط أنهم جنود في معركة ، وليس هناك رباط اقدس من رباط الجندي مع أخيه الجندي في مواجهة خطوط الأعداء.

لكل أولئك الذين تجردوا للوطن والتحموا بالتراب المقدس ، وإذا ما تجاهلتهم الظروف الحالية وهم يسقطون في المعارك فإن التاريخ سيحفظ ألقابهم جيدا ، وإن الشعب اليمني سيخلدهم في ذاكرته مثلما خلدت كل الشعوب التواقة للحرية جنودها المجهولين في سجلات الخلود لتقرأ صحائفهم كل الأجيال من بعدهم .

أيها المواطنون الاحرار:
إن الأعمال العظيمة تأتي من المخاطرات العظيمة ، وإن أعظم المخاطرات هي تلك التي تقوم بها الشعوب من اجل حرية وكرامة الإنسان ، وإن شعبنا الذي وصفه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالحكمة والرشد لا يقوم بالثورات إلا عندما يبلغ النظام الحاكم من السوء والطغيان والجهالة والاستهانة بالشعب مبلغا يستحيل احتماله ، مبلغا لا يصلح فيه العيش الا للطفيليات المنتفعة والمنافقين والمتزلفين ومتبلدي الاحساس بالوطن والعوائل التي تنتفخ على حساب البسطاء وتجار الاسواق السوداء ومتنفذين بضمائر ميتة مع مجاميع غارقة في ظلمات الجهالة وضلالات الكهنوت .

ومن هنا تكتسب ثورة سبتمبر قدسيتها الخاصة باعتبارها ثورة ليست فقط ضد نظام غشوم وسلطة باطشة ، بل كانت ثورة في الفلسفة والفكر والثقافة والعلم والتعليم والسياسة والأدب ، إنها الثورة التي ولدت بهذا الشعب وبها ولد الشعب.

إن ما نشهده هذا العام من احتفاء شعبي وزخم وتفاعل غير مسبوق بين كل فئات شعبنا الذين يحتفلون بذكرى الثورة المجيدة بطريقتهم منذ أكثر من شهر، هو رسالة صريحة واضحة للإماميين الجدد ولأذنابهم من المغفلين الذين سلموا لهم البلاد وباعوا أسوارها حقدا وانتقاما لأن مصالحهم الشخصية وأحلامهم المريضة تقاطعت مع خيارات شعبنا الثائر الباسل.

ها هو شعبنا اليمني الباسل يحتفل بطريقته بثورته المعجزة ويشهر سيف أيلول الظافر في وجوه اعداء النظام الجمهوري والخائنين له ممن تغنوا باسمه طويلا وتكسبوا من التغني به عقودا من الزمن قبل ان تنكشف حقيقتهم وقبحهم وها هو شعبنا اليمني في مواجهة مباشرة معهم يخوض ملحمة سيدونها التاريخ بأحرف من نور.

إن التاريخ يعيد نفسه، وها هي الامامة تقف اليوم في مواجهة مباشرة مع كل اليمنيين شمالا وجنوبا، بل لم يسبق ان اصطف اليمنيون ضد الامامة بهذا الزخم الهادر الذي يتجلى اليوم في تلاحم الشعب المجيد ليستعيد أمجاد وأجواء الثورات المجيدة وليعيش الثورة من جديد ويخوض النضال مرة أخرى .

أيها اليمنيون الشجعان :
يتضح لكم اليوم وبكل وضوح ماقلته لكم و للعالم اجمع سابقا فهاهم يتكلمون عن الولاية و أحقية السلالة بحكم بلد وشعب بأكمله وكان هذا الوطن الكبير والشعب العظيم تركة تورث لهم و لأبنائهم ، ففي هذا اليوم المهيب وفي ظل الظروف التي آلت اليها البلاد بعد ثلاثة أعوام من الحرب والدمار والعناد الكاذب والمقامرة الزائفة ، نكرر رسائلنا بصدق لكل المخدوعين الذين طمست نار الاحقاد بصائرهم عن رؤية الحق المبين ليقامروا بالجمهورية والمكتسبات الوطنية على حساب الوطن والشعب ، ولكل الطائشين الذين ركبوا موجة الانقلاب بسذاجة وسخف ظنا منهم أن الإمامة الجديدة ستفرش لهم طريقا آمنا نحو المستقبل فألقمتهم الحجارة وألقت بهم على قوارع الطرقات كالجيف الميتة بعدما جردتهم من قيمهم وعزلتهم عن مجتمعهم وعن محيطهم ، لكل الذين دفع بهم الجهل أو الجوع أو الخوف أو الجبن ليجدوا أنفسهم في صفوف الإمامة الجديدة ، لكل هؤلاء نقول بصوت يملأ الآفاق ، إن المقامرة بالاوطان خيانة ، وإن التراجع عن الباطل شجاعة ، وإن الوطن أوسع من الأحقاد وأكبر من الجميع . إننا نمد أيدينا إليكم بالسلام على أساس المرجعيات الثلاث ، لأنه مهما طال الزمن فإن يد الشعب ستطالكم وسيكون العقاب أليما بقدر الآلام التي زرعتموها على كل شبر في تراب الوطن .

أيها المواطنون الكرام
إن الحقيقة تقول ومن خلال ما شهدناه إنه حين عادت الإمامة الجديدة ، فإنها لم تقتصر على إلحاق الضرر بالشعب اليمني فحسب ، بل امتدت لتصبح تهديدا يتجاوز اليمن ويعم المنطقة ويهدد الأمن والسلامة الدولي والإقليمي ، ويضع مستقبل اليمن كلها بكل ما تحمله من حضارة وتاريخ رهينة بيد مجموعات مراهقة باعت نفسها للشيطان وارتهنت للخارج ، وقد رأيناهم اليوم خنجر غدر وسهم خيانة ووكيلا اقليميا لأطماع فارس التي أرادت به النيل من أرض اليمن وبلاد الحرمين وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر والتقدير للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في موقفهم الشجاع في نجدة إخوانهم ونصرة قضية الشعب اليمني ، الشكر لكل ما يبذلونه للتخفيف من المعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها الحرب المفروضة على شعبنا ، والشكر لهم لمكافحتهم الأوبئة والأمراض والوقوف معنا في كل خندق للنضال وفي كل موطن للتضحية ، يعيشون الهم ويبذلون الغالي والرخيص ، وذلك موقف سيظل في ذاكرة الأمة كلها وليس فقط في ذاكرة اليمنيين .

ايها اليمنيون الاحرار:
إن مشروعنا كامل الوضوح ، تمثله مخرجات الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها اليمنيون ولاقت تشجيع ومساندة الاقليم والعالم لبناء يمن اتحادي قوي ، يحقق القدر الأكبر من الشراكة في بناء الوطن ، وفق المبادئ الوطنية والقيم العليا التي اجتمع عليها الشعب اليمني من المساواة والمواطنة والحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وضمان حقوق المرأة ومشاركة الشباب وتحقيق أهداف الثورة وكل نضالات الشعب اليمني الممتدة عبر التاريخ الطويل .

ولذلك فإننا منذ وقت مبكر عقدنا العزم على قيادة وخوض معركة اليمنيين الاخيرة والظافرة مع اعداء الحياة والتطور، دعاة الموت والظلام والدمار، بعد أن مددنا للسلام كل الأيادي وسلكنا إليه كل طريق ، ولا زالت الأيدي ممدودة بالسلام والدعوة إلى العودة عن المعاندة والكبر والغرور ، قبل أن ينالكم عقاب الشعب الأليم .

أيها اليمنيون الأماجد :
إن علينا ان نحارب الجهالة بنور العلم ، وأن نطمس معالم الكهنوت الجديد بمنائر الوعي وأن نحطم أغلال العبودية الجديدة بفضاءات الحرية وأن نكسر هيمنة التعصب بالتسامح وان نرفض ثقافة الكراهية وتمجيد الحروب ، فالكراهية لا تبني الأوطان ، والحروب لا تكتفي بجيل واحد .

التحية لكل أبناء شعبنا الذين يخوضون معركة الكرامة والتحية لكل الرافضين للخيانة وللصابرين على الالم.
السلام على ارواح الشهداء الطاهرة والمغفرة لها والخلود.
الشفاء والسلامة للجرحى الميامين ..
الحرية للأسرى والمخطوفين.
ان الشعوب التي تستلهم امجادها لا تنهزم ولا تموت ..
اكرر التهاني بعيد سبتمبر المجيد ..
معا سنمضي الى النصر واليمن الجمهوري الاتحادي الكبير ..
كل عام وأنتم بخير ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*سبأ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.