احتلفت روسيا اليوم (الجمعة) بفوزها بشرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام 2018، بيد ان البعض ابدى تخوفه من التكاليف الخيالية - نحو 50 مليار دولار- التي ستتكبدها البلاد لتنفيذ مشروع اراد الكرملين ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين تحقيقه باي ثمن. وكتبت صحيفة روسييتسكايا غازيتا اليومية الرسمية "كنا نؤمن بذلك، وقاتلنا في كل اتجاه وانتصرنا"، مؤكدة ان حلم روسيا باستضافة المونديال لاول مرة في تاريخها "تحقق". وكان الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ولكن على الخصوص رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي سافر الى زيوريخ بعد الاعلان عن فوز ملف روسيا الذي يعود له الفضل في نيله، شددا مساء أمس على اهمية الاستضافة بالنسبة الى البلاد والرهان السياسي للنظام. وقال بوتين في مؤتمر صحافي في زيوريخ "هناك العديد من الافكار المسبقة التي تعود الى الحرب الباردة والتي تحلق مثل الذباب فوق اوروبا تهمس في الاذن وتخوف الناس، لكن الحقيقة مختلفة". وجاء الفوز الروسي بشرف استضافة المونديال في الوقت المناسب بالنسبة الى الادارة الروسية في وقت وصفت فيه تسريبات ويكيليكس البلاد بالفاسدة والوحشية. واضاف بوتين "تعالوا الى روسيا وتحدثوا مع الناس وستفهمون البلاد جيدا. روسيا تتطور وهي في قمة تطورها وفي عام 2018 ستكون أقوى بكثير". وتحدث بوتين الذي يتوق الجميع انه سيستعيد رئاسة روسيا عام 2012، عن المزايا الحاسمة التي ستستفيد منها بلاده من استضافة المونديال في ظل حال عدم التأكد من الازمة العالمية، واشار على الخصوص الى النمو الاقتصادي واحتياطي العملات الاجنبية ب"500 مليار دولار" ولكن ايضا "الاستقرار السياسي". واكدت الصحف الروسية الصادرة اليوم الجمعة لهذا السبب ان تكاليف استضافة المونديال ستكون خيالية مع خطر دفع الثمن باهظا للقفزة الكبيرة الى الامام والتي من المفترض ان تنجم عن انشاء البنى التحتية في البلاد. وتحدث بوتين عن 300 مليار روبل روسي اي نحو 7 مليارات يورو لبناء او اعادة بناء الملاعب والبنى التحتية في 13 مدينة في الجانب الغربي من البلاد والتي اختيرت لاستضافة مباريات المسابقة. لكن وبحسب تقديرات صحيفة فيدوموستي سيكلف تنظيم المونديال "اكثر من 50 مليار دولار (38 مليار يورو) في الحدود الدنيا" بالنظر الى المسافات بين المدن والتي تبلغ احيانا 3 الاف كيلومتر وحالة البنى التحتية الموجودة حاليا وضرورة بناء واعادة بناء الالاف من الكيلومترات من الطرق والسكة الحديد والمطارات والفنادق. وتساءلت الصحيفة "أليس هذا الثمن باهظا جدا؟". واعتبرت صحيفة كومرسانت انه "بالنسبة الى روسيا، قد يصبح هذا المشروع الاغلى والاصعب في تاريخها، وقد يكون اغلى واصعب من الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2014 في سوتشي". واشارت صحف عدة الى ان النظام الروسي مستعد لجميع التكاليف لتنظيم حدث رياضي بهذا الحجم. واكدت صحيفة كومرسانت "ان مثال الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي يظهر ان المردود والاقتصاد في التحضير للتظاهرات الرياضية هو آخر ما يفكر به النظام في روسيا". واشارت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا من جانبها الى سرقة الاموال العامة، واوضحت ان "روسيا توفر مليارات الدولارات من الاموال العامة اضافة الى مردود البطولة المحلية، وعليه يمكن تكوين فكرة حول ما اذا جميع هذه النفقات ستكون شفافة ومسيطرا عليها، وبعبارة اخرى ما اذا كان مشروع من هذا النوع سيشكل ارضا خصبة للفساد". وختمت صحيفة فيدوموستي قائلة "تنظيم الالعاب الاولمبية الشتوية، والان كأس العالم لكرة القدم، كل هذا يناسب جيدا سياسة النبلاء في روما القديمة التي كانت علاقتها بالعامة تتلخص في تزويدها بالخبز والالعاب. وكانت النهاية سي