بقلم / اسكندر شاهر في مثل هذه الأيام كانت الزميلة المثابرة آسيا ناصر ترسم سماها على طريقتها لتكون "سما آسيا ناصر" التي لا تشبه السماوات "المسقوفة" ، ولهذا اختارت لصحيفة سما شعاراً من جنس العمل (للحقيقة منبر وللحرية سما) على الرغم من فداحة العمل الصحفي في بلادنا الملغومة بسلطتها المأزومة ، كما اختارت آسيا لصحيفتها لوناً سماوياً لتحلق من خلالها إلى فضاءات أحلامها الخاصة وأحلامنا العامة، ولم تنس زميلتنا الخلوقة أن تطبع هذه الأيقونة الإلكترونية الحالمة بأنوثة تنتمي إليها في مقابل ذكورة تحكم مجتمعنا اليمني بل ومجتمعاتنا العربية عموماً، وهي بذلك "لا تنافس" بل تجترح حضورها بضراوة في مجتمع يصر على التقليل من شأن نسائه واعتبارهن أقلية بالرغم من أن عددهن لا يقل بل ربما يفوق عدد الرجال ، وهذا بعيداً عن قول أبي الطيب المتنبي : ولو كنّ النساء كما فقدنا لفضّلتُ النساء على الرجال فما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ولا التذكير فخرٌ للهلال إن صحيفة سما تعبير عن رغبة كامنة لدى آسيا في الطيران دون كوابح ، وهي اليوم تقف في إحد المطارات لتشعل الشمعة الثانية لا لتطفيء الشمعة الأولى ، فما أحوجنا لمزيد من النور في هذا النفق المظلم أرضاً وبين الغيوم الكالحة سماءًا ، ونحن معها نحتفي بهذه المناسبة وكلنا أمل بمزيد من الشموع ومزيداً من الرحلات الآمنة وغير المفخخة . بقي أن نقول للزميلة آسيا .. لا تكوني آسيا وحسب بل كوني العالم بكل قاراته لأن السماء تعلو الجميع دون استثناء ، وانتصري يا ابنة ناصر للحياد والكلمة الحقة المسؤولة ، و "لكل أمريء من اسمه نصيب" كما يقال ... ( وإن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم ) .