محمد أحمد العقاب ولدت لتفتح عينيها نحو بارق الأمل ، تتطلع إلى النور لترى الوطن الذي سمي اليمن السعيد ،تتساءل في مهدها عن أجدادها ، عن الماضي المزدهر ، تتطلع إلى الحاضر لترى سيل عرم قادم من منطقة لم تحدد اتجاهها بعد، وتجاذبات يشيب منها الولدان ،ورياح قادمة من الشمال ،وأخرى من صوب المحيط ، وأعاصير من خلف البحار تحمل أنفاس متفرقة ، وأهواء متعددة . فسمت لتكون سماء للوطن ،بعد ان تداركت أن البقاء على الأرض فتنة ،فاتخذت من مكانها واسمها قاعدة انطلاق لسياستها تجاه الوطن وتجاه قرائها ، فأعلنت من الحياد شعارا في ظرف الحياد قد يكون فيه صعوبة ،وأصبح القراء يملون من سماع شعار الحياد في الطرح الذي يتطلب الوقوف من مسافة واحدة أمام كل التجاذبات السياسية والدينية مع مراعاة الثوابت الوطنية ،وأصبحت الصحافة في نظر القراء لغة مسوقة ،والصحف الحيادية منبر خلفي لهذا الطرف أو ذاك حتى ارتسمت فكرة معينة عن المواقع والصحف ،وأصبحت تصنف لاتجاهات معينة ،ومابين النظارات البيضاء والسوداء تأتي الوهابية والشيعية لتأخذ حيز لا باس به . من هنا كان يجب على المولودة الجديدة أن تغير من ملامح هذه الفكرة ، وان تنحي منحى الحياد ولو كان ذلك يكلف عناء شاق ، فكانت واثقة الخطى ، مسموعة الصدى ،ورغم أنها اليوم تطفي شمعتها الأولى إلا أنها تجاوزت عقبات كثيرة مقارنة مع بعض المواقع الأخرى التي سبقت بالزمن والولادة . وكما أسلفنا سابقا ، فان الحياد بما يخدم مصلحة الوطن ، ومقارعة الفساد ،والانتقاء في المواضيع المطروحة والقضايا كان له دور كبير في المنافسة ،فضلا عن الخبرة الطويلة والتجارب التي مر بها طاقم المولودة المبجلة كان عامل مساعد أخر . إنها صحيفة سما التي تحتفل اليوم بإطفاء شمعتها الأولى ،مسجلة رصيد جيد في ذاكرة الوطن ،فجعلت الوطن نصب أعينها ،ولم تلن يوما أمام الفاسدين ،ولن تقبل يوما أن يدنس دخان الفساد هوائها النقي ،فأدت رسالتها السامية بكفاءة واقتدار ، وتجاوزت بسطوع شموسها الوطن الأم ، ليعم نورها الوطن العربي الكبير ،فكانت قضاياه الأساسية هي جزء من واجبها المقدس . وسما كما هي باسمها واسعة الرحب ، متعددة الخيرات والفوائد ،فهي موسوعة ومرجع للحياة اليومية ،فمابين السياسة والاقتصاد والعلوم والمجتمع ،يأتي الأدب والفن وركن الحياة ليضفي بريق معين على الصحيفة الفتية . لذلك أتمنى أن تظل سما كما هي يمنية المنبع ، وطنية المبدأ ،حيادية الطرح ،قومية الهاجس ،نقية الحبر ، جزيلة الحروف ، في تطور والى الإمام دوما . تهنئة خاصة ابعثها محملة بالأمنيات بالتوفيق والنجاح ، وكل عام وأنت للوطن سما ، تهنئة تكتب بحروف الغيم أعذب الكلمات . ولدت بهذا الزمن العصيب ولادة فجر ..... يشق الظلام المريب وينحر خيوط الشكوك لدى المرجفين . ورغم المخاض العسير ورغم الجراح ورغم الأنين تقدس فيها سمو الوطن بحبر يفك قيود السجين . فكانت فجر بميلادها وكانت نورا بآرائها وكانت سما حوت من نجوم السماء قناديل فكر إلى العارفين ..... محمد العقاب