الانتقالي والالتحام بكفاءات وقدرات شعب الجنوب    حضرموت بين تزوير الهوية وتعدد الولاءات    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    خبير في الطقس: موجة اشد برودة خلال الأسبوع القادم    بعد صفعة المعادن النادرة.. ألمانيا تُعيد رسم سياستها التجارية مع الصين    في بطولة الشركات.. فريق وزارة الشباب والرياضة يحسم لقب كرة الطاولة واحتدام المنافسات في ألعاب البولينج والبلياردو والبادل    البرتغال تسقط أمام إيرلندا.. ورونالدو يُطرد    عدن تختنق بين غياب الدولة وتدفق المهاجرين.. والمواطن الجنوبي يدفع الثمن    الحسم يتأجل للإياب.. تعادل الامارات مع العراق    اليوم الجمعة وغدا السبت مواجهتي نصف نهائي كأس العاصمة عدن    بطاقة حيدان الذكية ضمن المخطط الصهيوني للقضاء على البشرية باللقاحات    الدفاع والأركان العامة تنعيان اللواء الركن محمد عشيش    مهام عاجلة أمام المجلس الانتقالي وسط تحديات اللحظة السياسية    الجيش الأميركي يقدم خطة لترامب لضرب فنزويلا ويعلن عملية "الرمح الجنوبي"    تحطم طائرة روسية من طراز سو-30 في كاريليا ومصرع طاقمها    أوروبا تتجه لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا    حكام العرب وأقنعة السلطة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء محمد عشيش    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    حضرموت.. مسلحو الهضبة يهاجمون قوات النخبة والمنطقة الثانية تصدر بيان    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على 5 محافظات ومرتفعات 4 محافظات أخرى    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحكيم النور.. الشهيد الذي أدمى الأرض وأبكى السماء
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 10 - 2011

تعددت الأسباب والموت واحد.. عبارة تحمل في طياتها الكثير..ولكن في هذه الأيام كثيرين هم من تكون الخاتمة متشابهة بينهم خاصة في أرض الإبداع والفن والثقافة والفكر..خاتمة تخيم على مجاميع من الناس هي خاتمة الشهادة...نعم الشهادة.. وإنه لشرف كبير إن اكتسبه الفرد...ففي مدينة تعز الحالمة منذ القدم تعرف بالتقدم والازدهار ،والصامدة الأبية في وجه من يريد كسر شكوتها القوية...هي اليوم تنزف دماً وترحل قوافل من الشهداء..هي كذلك تدفع ضريبة تقدمها وازدهارها ..ففي اليوم الدامي مساء الثلاثاء الموافق 4/10/2011م. سقط في تلك الليلة الكثير من الشهداء وجرح العديد من الناس..قصف عشوائي استهدف المناطق والأحياء السكنية من على قمم الجبال المطلة على المدينة..ليرى نفسه من يقترف ذلك أنه بطل..بطل وهو يقصف هذه المدينة النقية..فلا والله لست بطلاً أو زعيماً..إنما مجرم وسفاح تلاحقك اللعنات أينما تكون ولن تركع لكم الحالمة ولا أبناؤها..قصف خلف ما يقارب 8شهداء و50جريحاً.. كان من بين أولئك الشهداء.. إنه احد أبطال دراما الشهادة في هذه الثورة..الأسطورة الإبداعية والمتألقة في سماء الفن والإعلام..القامة الإعلامية والفنية: "عبد الحكيم النور".
الإمبراطور عبدالحكيم النور الإعلامي والفنان الذي أزهر الأرض رونقًا وجمالاً... عبد الحكيم الرونق الرهيب الذي أغزر أرض اليمن الإعلامية والفنية بالعديد من المهارات والخبرات..كان طموحاً..متواضعاً..وبسيطاً..نعم وليعذرني القارئ إن لم ألازم الحياد هنا..فهو الأخ والأستاذ والصديق والزميل..هو الروح المتفائلة التي توقدت لدى الكثير من الشباب الذين أحبوا الإعلام وعشقوا الفن... هذا الإمبراطور الذي جد وعمل وكافح رغم العقبات التي واجهته..
ولمن لا يعرف حكيم
هو عبد الحكيم عبدالقوي عبد النور "شق اسمه الثالث ليبقى النور ويتحلى باسم موسيقي ".إعلامي وفنان " ، متزوج واب لثلاثة أولاد وبنت "عماد واكرم وعبد الله ونورمان" ولديه ستة إخوة عبدالملك وعصام وعادل وعماد ومحمد وأروى وسابعهم هو الشهيد المبدع حكيم ويمثل الترتيب الثاني من بين إخوانه.. عبدالحكيم يحفظ القرآن الكريم كاملاً وكان عذب الصوت ونقي العبارة وخفيف الظل بمعاملته مع الناس..لديه العديد من الدورات الفنية والإعلامية بمصر والأردن والسعودية وتونس..
بدايته المسرحية
برع عبدالحكيم النور فناناً مسرحياً على منصة المسرح المدرسي، حيث تعلم في مدارس السعودية وبذلك أداءه المسرحي أبهر الجميع ومارس ذلك حتى يقال أنه احد من بدأ بتأسيس المسرح الحديث بالسعودية...كانت موهبته هي رأس ماله لتصل به إلى ما وصل إليه اليوم..فعمل على صقل موهبته..والتحق بالعديد من الدورات الفنية والمسرحية و الإعلامية..ثم ألتحق بالعمل لفترة قصيرة بالتلفزيون السعودي وقدم برنامجاً للأطفال باسم بهلول وقدم العديد من البرامج هناك ومن ثم انهالت عليه العديد من العروض التطبيقية من كل حدب وصوب ،ولم تكن له إلا وجهة واحدة..هو موليها..
عاد للوطن بالكاميرا الخفية
انطلق من شعور يجيش بين أحشائه يناديه :أن عد..فعاد عبد الحكيم ،عاد وكله أمل وفاعلية بأن يخدم وطناً لطالما نظر إليه نظر العاشق إلى معشوقه، فآثره دون غيره..ويقينًاً فقد عاد إلى وطن كثر شاكوه وزاد فاسدوه "رغم عرض فرص عديدة عليه وبقنوات عالمية "..لكن حكيم ما استسلم فظل يكافح ويكافح هنا وهناك...فكانت بصماته تشهد عليه أنى ذهب...فعاد حكيم وعمل بالفضائية اليمنية وقدم البرنامج الجماهيري والكوميدي الشهير (الكاميرا الخفية) الذي ظل يقدمه ما يقارب ثلاث فترات موسمية..ليحظى البرنامج بإعجاب الكثير إعجاباً باهراً ورواجاً شاسعاً بين أوساط المجتمع ..استمر حكيم بالبرنامج وينتهي به برقوده بأحد المستشفيات لمدة شهرين نتيجة تلقيه ضرباً مبرحاً وهو يغطي حلقة من البرنامج من الاشخاص الذي كان يقابلهم ويعمل لهم "المقالب".... هو يقول لي رحمه الله: إنه لم يلتفت اليه احد من الحكومة أو الفضائية فسخر الله له رجل من أبرز رجال الأعمال باليمن، فقام بزيارته والاعتناء به.. ومع هذا فقد كانت له أغنية شهيرة للعيد يقول في مطلعها "يا عيد ياعيد...هي هي.. والكل سعيد..هي هي.. أفراح الليلة..هي هي..احنا والعائلة...يا عيد يا عيد...
الانتقال للعمل الخاص
وبعدها عمل عبد الحيكم النور بشركة ماس للإنتاج الإعلاني والفني وحظي برئيس قسم الانتاج بالشركة، هكذا استمر حتى وصل الى نائب مدير الشركة في فترة من الفترات...كان حينها حكيم مثلاً للأمل والكفاح..ورمزاً للإبداع، فكان يكتب السناريو للإعلان ويقوم بتصويره وإنتاجه ويقوم بإخراجه النهائي...يالله كم أنت رائع يا حكيم... بل وكان أثناء غربته في السعودية يحمل البرنامج بأكمله "من إعداد وتصوير وانتاج واخراج" اسم عبد الحكيم النور..
وبعدها انتقل للعمل بمنصب المسئول الإعلامي بالجمعية الخيرية لهائل سعيد انعم في إدارة التحفيظ، فعمل مسؤولاً إعلامياً للجمعية ومشرفاً عاماً لأستوديو تسجيل في ادارة التحفيظ "تحت الإنشاء"...
حكيم شارك في كل الأعمال، فلن يقتصر به الحال بوظيفة ضائعة "دون معاش" مع تكعفه لفترة ضريبة شهره كما قال لي..بل عمل على تطوير ذاته بعمل استوديو مصغر له في منزله لعدد من الأجهزة وبرامج الإخراج وآلة التصوير..وكان يعمل للعديد من الفضائيات في تعز بتغطيته لبعض الفعاليات أو لعمل برنامج بالمدينة يكون خاصاً لأي قناة...بل عمل على إخراج العديد من الأفلام الوثائقية المتعلقة بالمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني..ويقوم بعمل الإعلانات التلفزيونية والإذاعية...
حكيم المعطاء
إلى هذا فقد كان حكيم يقوم بنقل ما يحمل من مهارات للعديد من الإعلامين والفنانين فكان يقدم دورات في فن التصوير والمونتاج والإخراج ولا يشترط فيها عائداً مادياً... بل كان يشجع كل من لديه همة في تعلم الإعلام واكتسابه..ولا يكف عن توجيهاته لمن أراد الإعلام والفن...كان هو عبد الحكيم يميل للأعمال الخيرية وكان يحب التمثيل بقوة حتى قال إنه يحلم أن يمثل دور أصحاب المهن المحتقرة في مجتمعنا...فكان رجل الإنسانية والعطاء..رجل البذل والخير..رجل الإبداع والمهارة..رجل الإعلام المتميز..وإنسان الفن المتألق...
شارك حكيم مع العديد من الشخصيات الإعلامية البارزة منها الإعلامي الراحل يحيى علاو في تقديد العديد من الفعاليات الجماهيرية والمخرج التلفزيوني فلاح الجبوري..وآخرون كثر..
رجل الطيبة والتفاؤل
عبدالملك النور الشقيق الأكبر لحكيم يتحدث عنه قائلاً: صراحة عبد الحكيم كان رجل متفائل وطيب..لا أعرف انه قد جرح أحدو لا أزعج احد ولا أخذ حق أحد ..عبد الحيكم معطا جدا ، وهذا انتم تكونوا دارين فيه أكثر...عبد الحكيم رجل القدوة في البيت فهو الكل بالكل..رجل ما جرح احد لا الأخ ولا العم والكثير من الناس يعرفوه فما أقدر أقلك أيش عبد الحيكم ؟أيش بالنسبة لي وللعائلة..
يتحدث عبد الملك عن طموح أخيه الأخير بأنه يتمنى خروج البلد من هذه الأحداث بسلام وأمان وأنه نذر ان يذبح أربع "كباش" في حال أنتهى الأحداث متفائلا بالخير ..هكذا يتحدث شقيق حكيم الاكبر ودموعه تذرف على خديه خاصة عند ذكره "كباش" لتذكره طريقة المرحوم الكوميدية وهو يتفوه بذلك..
تفاصيل استشهاده
في سكون الليل تقترب الساعة من الثانية عشراً ليلاً في تلك الليلة التي نقمت على تعز وأهلها..ليلة محملة بالآهات والحسرات.. انفجار هناك وصراخ هنا...في تلك الليلة ذهب العديد إلى نور الشهادة وجرح العديد...والقاتل يتربص على قمم الجبال وكأنه يتلذذ بفعل ذلك...تلك الليلة التي رحل فيها حكيم إلى الأفق...تلك الليلة تلتقف السماء روحه الطاهرة شهيدة...في تلك الليلة مساء الثلاثاء الموافق 4/10/2011م فقدت اليمن رمزاً فنياً كبيراً... فحكيم رحل عن هذه الدنيا ...
يقول شقيقه عبد الملك إنه في الساعة ما يقارب 12ليلاً اتصلت بحكيم وانا خارج البيت بسبب لدي أمراض بالمشفى لاطمن عليه وعلى العائلة في حين كان القصف قد خيم المدينة..فإذا بي اتحدث معه بكلمات ومعينة وإذا بقذيفة تسقط على منزلنا لتقع في المروان "مكان صغير يوجد في كل بيت للتهوية وهو دون سقف "وحنيذا كان حكيم وولده أكرم في الغرفة والتي تفصلها نافة عن المنور..فإذا بحكيم كان بقرب النافذة يكلمني بالتلفون فكان أقرب للقذيفة فكنت أكلمه فين القصف فين القصف وبعدها ما دريت كيف.. وقعت القذيفة بالمروان وتصيب حكيم بدخول الشظايا الى صدره ورأسه ليفارق الحياة في ذلك الوقت قبل إسعافه إلى المستشفى.....ويصاب ابنه أكرم بشظية بالعمود الفقري قد تؤدي به للشلل في المستقبل..
جريمة بشعة
يالله أي إجرام هذا يقتل الرجل في قعر داره ويبعث الموت إليه بتلك القذائف اللعينة... لتحل ضيفاً جديداً عليهم وتختطف الابتسامة الرائقة والعذبة من فم ذلك الرجل المبدع والفنان والإعلامي ليضيف لقباً له مؤخراً لقب الشهيد....
رسالة عالمية
وفي ختام لقائي بشقيقيه أختتم برسالة يريد أن تصل عالمياً بقوله: هل دماء الأبرياء حلال؟؟ ماذا أخذنا من القرآن وماذا أخذنا من السنة ؟ماذا أخذنا من حياتنا ؟؟!!ماذا أخذنا من قوانينا ؟ لليوم وللغد ماذا اخذنا؟؟..هل هذا يرضي الجميع ؟؟.
إذا كانوا ليسوا متأثرين.. فلو أصيبوا لا قدر الله بمثل هذه مصيبة هل هم سيتقبلونها ؟؟ أنا لا أرضى لصديقي وجاري..فكيف بأخي من لحمي ودمي.. ومع هذا أخي راح شهيداً..ووكيله الله عزو جل، فالتعويض منه وحده وهو المنتقم..الله بيأخذ بحقنا...ودماء الناس جميعها وليها الله...ونسأل الله أن يخرجنا من هذه الأحداث بكل خير وسلامة وأمان... فالإيمان يمان والحكمة يمانية وإن شاء الله تكون هذه الحكمة يمانية ترسخ في عقول الناس ويعرفون معناها ويفهمونها..وأعتقد أننا نحن اليمنيون مذكورون في كل الكتب..فنحن من صنعنا التاريخ...ولا حول ولاقوه إلا بالله..
وكيله الله
وبذلك يكون الشهيد قد وكل الله بدمه، الوكيل الذي لا يضيع حق إنسان.. ليأخذ الله بقاتل هذا المبدع الملهم..وسيكون القصاص بالصبح..أليس الصبح بقريب ؟!!.
طموح لحد الشطحات
المخرج التلفزيوني فلاح الجبوري يقول عن صديق عمره عبد الحكيم النور :عبد الحكيم النور عشرة عمر لأكثر من 13 سنة، فهو كإنسان.. إنسان رائع وصريح وطيب وواضح جداً وكفنان، فهو فنان مبدع للغاية...حقيقة عبد الحكيم النور رجل صعب أن يختزل بكلمات معينة.. لأن هذا الرجل كان يحمل بداخله الكثير والكثير ..كان يحمل طموحات صعب يحققها هنا...فعبد الحكيم النور قتلت طموحاته عدم وجود الجهات الإنتاجية. فكان رجل طموح جدا..ففي بعض الوقت كأن يطرح افكار كنا نقول له يا عبد الحيكم أنت تشطح "شطحات"..لأننا كنا نراها مستحيلة تتحقق في هذه البلد فكأن لديه أفكاراً رائعة وكثيرة جداً جداً....
يصعب وصفه
عبدالحكيم افترقت عنه بالعمل قبل ما يقارب 5سنوات من 2007م، لكن كنا نتواصل دائماً وكانت زيارته لي في كل عيد هو عائلته وأطفاله..إلا هذا العيد لم يأتِ..فاتصلت له قبل استشهاده بأسبوع فقلت له أخبارك أخي سبب عدم زيارتك لي بالعيد..قال والله انشغلت وظروف الحياة تغيرت..وكان يشكي من موضوع القصف الذي يعيشه كل يوم، حتى وصف لي المنطقة بأنه يعيش بقندهار "بنكتة التي تلازمه دائماً"..رحمك الله يا عبد الحكيم..صراحة كان صاحب ابتسامة لا تغيب عن وجهه وصاحب نكتة وصاحب طرفة..عبد الحيكم إنسان رائع ويصعب وصفه..
مبدع شامل
وعند أي ا لمواهب التي كانت يتقنها.. عبدالحكيم فيرد الجبوري :عبد الحكيم مبدع شامل فهومن جانب الموسيقى والغناء فهو مغني وعنده أغنية معروفة عن العيد وكان عنده صوت جميل جدا ومن جانب التمثيل فهو ممثل ومن جانب الإذاعة فهو مذيع ومقدم برامج ومن الجانب الفني التقني فهو مخرج ومصور ومونتير "مهندس مونتاج" في كل هذه المهارات هو مبدع..صدقني النور خسارة على الشعب اليمني كافة وبصورة خاصة خسارة على الدراما اليمنية..لأن عبد الحكيم المفروض يكون من المبدعين بالدراما، لكن الفرص للعمل هنا ضئيلة جداً.. الفرص اللي كانت تأتيه ضعيفة جداً.. وكان غنياً جداً بالأفكار الدرامية فكانت عنده فكرة جميلة جداً بأنه ينزل يومياً يمارس كل مهنة من المهن المحتقرة باليمن.. فحقيقة أتمنى أن تلقى هذه الفكرة تطبيقاً بالواقع.. تخليداً له...
أكثر من أخ
ويواصل الجبوري حديثه والحسرات ترتسم على وجهه بقوله: عبدالحكيم صديق صدوق وأخ عزيز.. عبد الحكيم الذي لا يعرفه ويحتك فيه يقيمه تقسيماً خاطئاً..فوصلت العلاقة معه إلى درجة أكثر من الأخ..فأنا بالواقع معي أربعة إخوان وأنا مغترب عن العراق..لما أبحث أحياناً عن صديق او اخ صعب اوجدهم فعبد الحيكم وجده بصعوبة..ففترة العلاقة التي بيني وبينه كشفته لي وكشفتني له ،واتضح لنا أن هناك تجاذب بيننا كبير جداً وفي صلة كبيرة تجمعنا..
ختام الجبوري
وأختتم الجبوري بقوله: في الأخير..حقيقة أعزي أهله..أعزي زوجته أم عماد وأمه وإخوانه...والله يمنحهم الصبر والسلوان..والله يكتب له الشهادة...وأعزي نفسي صراحة لأنني أنا من افتقده كثيراً...
غيوراً على الإعلام
يقول عنه الزميل المذيع عبدالسلام الشريحي :عبدالحكيم النور عرفته قبل 3سنوان تقريباً من خلال تدريبه لبعض زملائي في مجال التصوير والمونتاج والإخراج، لكنني لم أحتك به كثيراً من قبل.. التقينا 4 مرات وكانت الأخيرة في شهر رمضان المبارك بجمعية هائل سعيد، كانت هي أطول فترة قضيناها ومدتها نصف ساعة تقريباً، تكلمنا عن الاعلام والاعلاميين في اليمن فوجدته غيوراً على الاعلام حريصاً على تطويره شكلاً ومضموناً وذكر لي مجموعة من أعماله السابقة وأفكاره المستقبلية كلها رائعة تدل على عظمة الراحل رحمه الله..
منهج إعلامي وفني
الممثل احمد المخلافي يقول في عبد الحكيم النور وهو احد أقربائه: حقيقة كان قامة إعلامية وفنية رائعة..كان المثابر والطموح والمكافح.وكان الإبداع بذاته..رحمة الله تغشاك يا عبد الحيكم...كان مع إخوانه وعائلته المربي والمرشد وكان صاحب التوجيه الرشيد لكل شيء وكان صاحب الابتسامة التي تولد فينا العمل والكفاح والمثابرة والإبداع... حقيقة ذاك الرجل خسارة فادحة لليمن إعلامياً وفنياً ومسرحياً...والحمد لله أن كتبت له الشهادة... أيش أقول عن منهج فني وإعلامي لم يستغل في هذه البلاد؟؟!..
ختام
حكيم أيها النور..قليل ما سطرت الحروف في حقك.. عبد الحكيم.ايها النور يسري في وجداننا.. ما رحلت..نحن الراحلون..فقد فزت ورب الكعبة..وكنت من المختارين... عبد الحكيم..ايها النور الندي الصافي...ما فقدتنا..ستجد خيراً منا لاريب.. نحن افتقدناك..افتقدنا بسمتك التي كنا نستمد منها التفاؤل والأمل.. افتقدنا ضياء الدروب لجل أعمالنا. إن نسينا فلا ننسى معاناتك وانت ترى يمنًا مشرقًا.. لن ننسى تضحيتك وأنت تبغي الخدمة لمن تراهم يستحقون...تركت الجاه والشهرة والمال..وآثرت وطنًا تنهشه الذئاب..وقف ضدك الكثير فأبيت إلا الاستمرار وكنت النور... أيها النور يشع في دواخلنا..نم قرير العين..صدقت الله فصدقك وكان ما تريد.. عبد الحكيم..نم.. سيسير على نهجك كثيرون..وسيكون كل ما تريد..عبد الحكيم..أيها النور..سلام عليك حين عشت وحين مت وحين تبعث حياً..
يذكر أن عبدالحيكم أصيب هو وولده أكرم وقد أستشهد هو.. وتم الصلاة عليه بجامع السعيد يوم الخميس الموافق 6/10/2011م وتم دفنه بمقبرة واقعة بالقرب من جامع السعيد ..وبقي ولده أكرم يخضع لعملية بالعمود الفقري يقول الأطباء إن نسبة تحرك ولده أكرم وقدرته على المشي ضئيلة جداً وإلا سيبقى مقعداً...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.