تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بيان اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب في اجتماع القاهرة
نشر في سما يوم 17 - 05 - 2011

اجتماع القاهرة لأبناء الجنوب افتتاحية للرئيس علي ناصر محمد - بيان اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب - الكلمة الختامية للرئيس علي ناصر محمد تنشرها شبكة سما :

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الرئيس علي ناصر محمد الافتتاحية
لاجتماع القاهرة 9-11 مايو 2011

أيها الأخوة
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب، القادمين منكم من داخل الوطن .. ومن جنوبنا الحبيب ... من ساحات الحراك الجنوبي السلمي .. ومن ساحات الحرية والتغيير في سائر أنحاء الوطن .. ومن أي مكان قدمتم منه في الوطن العربي ومن كل أنحاء العالم.
كما اشكر لكم جميعاً تلبية دعوتنا لحضور هذا اللقاء التاريخي التشاوري متجشمين عناء السفر للمشاركة في أعماله ومداولاته، وفي هذا دليل عظيم بأنكم تستشعرون معنا أهمية وخطورة هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا في اليمن .. ومن تاريخ قضيتنا الجنوبية وشعبنا في الجنوب .. وأيضاً بما تتطلبه منا ومنكم ومن جميع الوطنيين الشرفاء وجماهير شعبنا العظيمة من رص للصفوف ومن بذل للتضحيات، ومن رسمٍ لرؤى جديدة، ولاستشراف الطريق نحو المستقبل.
يحمل لقاؤنا هذا دلالات عظيمة، فهو من ناحية مساهمة في ثورة التغيير لإسقاط النظام ... ومن ناحية أخرى دعم لثورة شباب التغيير في كل أنحاء اليمن .. ومن ناحية ثالثة لتقديم رؤية لمشروع حل شامل لازمة اليمن، وركنها الأساس المتمثل في إيجاد معالجة عادلة للقضية الجنوبية، ومن ناحية أخرى لتعزيز أواصر وحدتنا ولاستكمال مشروعنا للتصالح والتسامح.
أيها الأخوة
ليس صدفة أن نعقد اجتماعنا هذا في القاهرة .. في مصر العروبة بعد انتصار ثورة 25 يناير العظيمة والتاريخية .. فقد كانت مصر وستظل على الدوام حضن العرب الدافئ وقلبهم النابض وقلعتهم الحصينة، وبالنسبة لنا في اليمن شمالاً وجنوباً فقد وقفت مصر مع نضال شعبنا عندما أرسلت مصر عبد الناصر جيشها إلى اليمن لنصرة ثورة 26 سبتمبر 1962م والنظام الجمهوري، وقدمت أفضل الخبرات لتحديث الإدارة ونشر التعليم والخدمات والصحة وتأهيل الكادر وبناء الدولة الجديدة والقوات المسلحة، كما قدمت كل الدعم لثورة 14 أكتوبر في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني حتى تحقيق النصر والاستقلال عام 1967م.
ها هي مصر الثورة والعزة والكرامة تحتضن لقاءنا اليوم، كما احتضنت بالأمس القريب المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس التي جاءت لتلبي لمصلحة الشعب الفلسطيني وتطلعاته، ونحن نؤيد ونبارك هذه المصالحة التي من ستساهم في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
هذا هو دور مصر التاريخي والطبيعي ... تحتضن ولا تنبذ ... تجمع ولا تفرق.
فشكراً لمصر ولثورة 25 يناير العظيمة التي أعادت الروح لشعب مصر وثورة يوليو ولمصر دورها التاريخي القائد والرائد.
أيها الأخوة
نعقد لقاءنا التشاوري هذا في ظرف تاريخي غير مسبوق، في مرحلة تشهد تحولات هائلة على مستوى الوطن العربي بعد نجاح ثورات التغيير في تونس ومصر التي امتد تأثيرها إلى العديد من البلدان العربية في المشرق والمغرب، ولم تكن بلادنا في منأى عن تلك التأثيرات، فقد كانت أسباب اندلاع ثورة التغيير في صنعاء وعدن وغيرها من مدن البلاد كلها موجودة من فساد واستبداد وتوريث وغياب للديمقراطية الحقيقية لكي تنطلق شرارتها وينضوي فيها الملايين التي تطالب بإسقاط النظام ورحيل علي عبد الله صالح، وكنا كما تذكرون أول من رفع شعار التغيير الذي تلقفه الشباب وتلقفته جماهير شعبنا في كل اليمن.
أيها الأخوة
لست بحاجة لأن أذكركم بان الحراك الجنوبي السلمي الشعبي الذي انطلق قبل أربع سنوات، والتضحيات الغالية لشعبنا في الجنوب كان الجذوة التي أشعلت فيما بعد ثورة شباب التغيير في المدن الشمالية والجنوبية معاً لإسقاط النظام المستبد، وقدم شعبنا في الجنوب قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين والمطاردين من خلال نضاله السلمي الذي فشلت السلطة في وأده بالرغم من كل ما مارسته ضده من قمع وبطش وقتل ... وقد أضحى اليوم قوة لا يستهان بها في تجسيد نضال وآمال شعبنا في الجنوب وفي الدفاع عن القضية الجنوبية كقضية عادلة لا يمكن القفز عليها أو إيجاد حل لأزمة اليمن بدونها، وبديهي القول اليوم بكل ثقة إن الحراك السلمي الشعبي جعل الجنوب عنصر قوة لا يستهان به في معادلة التوازنات السياسية التي اختلت بعد حرب صيف العام 1994م وما عقبها والتي شنها النظام على الجنوب والشريك الجنوبي فارضاً الوحدة بالقوة مما أحدث خللاً استراتيجياً في وحدة 22 مايو 1990م ودولتها بإقصاء الجنوب من الشراكة كشريك كامل الندية في الوحدة الوطنية في السلطة والثروة اعتقاداً منه إن النصر العسكري على الجنوب سيحقق له نصراً سياسياً وانه قد امتلك مقدرات الجنوب وثرواته للأبد.
لقد أكدت مبكراً وتكراراً إن النصر العسكري لا يعني بالضرورة نصراً سياسياً بل هو نصر مؤقت... وقد برهنت التطورات اللاحقة على صحة ذلك، فقد عجز النظام من إزالة آثار حرب 1994م وشرع باب النهب "والفيد" على مصراعيه لثروات الجنوب وأراضيه وسرح موظفيه من الخدمة عسكريين ومدنيين وصفى كل ما حققته ثورة 14 أكتوبر والدولة في الجنوب من منجزات اقتصادية واجتماعية للشعب، وفرض نمط حكمه القائم على القبلية والعصبية والأسرية والمذهبية والعسكرية والقبضة الأمنية على الجنوب كما في الشمال، وأجهض المشروع الحضاري والتنموي المتفق عليه في 22 مايو 1990 لدولة الوحدة المدنية العصرية الديمقراطية، وقد أصاب كل ذلك الوحدة في مقتل ومن هنا نشأت القضية الجنوبية كقضية عادلة، وكان هذا سبباً في إطلاق مشروع التصالح والتسامح بين الجنوبيين بكل مكوناتهم السياسية والاجتماعية ومن ثم انطلاق الحراك الجنوبي كحركة جماهيرية سلمية دفاعاً عن الجنوب وحريته وهويته، وقد غدا هذا الحراك اليوم حركة شعبية جماهيرية واسعة لم يعد تأثيرها يقتصر على الجنوب وحده بل امتد إلى الشمال أيضاً فيما يعرف اليوم بثورة شباب التغيير التي ينضوي تحت لوائها الملايين من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً لإسقاط النظام ورحيل علي عبد الله صالح في أوسع ملحمة شعبية لم يشهدها اليمن في تاريخه توحد فيها الشباب والشيوخ الرجال والنساء.
إننا إذ نحيي بحرارة شباب ثورة التغيير في ساحات الحرية في كل مكان في اليمن، نشيد ببطولاتهم وتضحياتهم الغالية في سبيل الأهداف والمبادئ العظيمة التي امنوا بها وخرجوا من اجلها واسترخصوا أرواحهم في سبيل أن تنتصر الثورة ويهزم الطاغية، ونترحم على الشهداء وندعو الله إن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل والحرية للمعتقلين الشرفاء وعلى رأسهم المناضل حسن احمد باعوم ونطالب بإنزال أقصى العقاب بكل من سفك دم أبناء شعبنا في الحراك الجنوبي وفي ساحات الحرية والتغيير، ومن أعطى الأمر بذلك.
ونعتبر لقاءنا التشاوري هذا يصب في تحقيق نفس هذا الهدف.. معلنيين تضامننا اللا محدود مع شباب ثورة التغيير، وندعوهم وكل القوى الوطنية في الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً إلى مواصلة اعتصامهم في كل ساحات الحرية والتغيير حتى سقوط النظام.
أيها الإخوة
إن هذا اللقاء التشاوري الذي يجمعنا اليوم هو خطوة باتجاه هذا الطريق الذي نأمل أن يكون استكمالاً لتحقيق المصالحة الجنوبية الشاملة ذلك الطريق الذي بدأناه بالتصالح والتسامح عام 2006م من جمعية أبناء ردفان البواسل والذي أثبتت الأيام والأحداث والسنوات بأنه الطريق الصحيح فلولاه لما كان الحراك الجنوبي ولولاه لما كان هناك شيء اسمه القضية الجنوبية ولولاه لما كنا اليوم هنا نتدارس أمور جنوبنا الحبيب ونبحث في مستقبله، وكنا نأمل أن يعم هذا التصالح والتسامح شمال اليمن أيضاً الذي عاني من الحروب والصراعات بنفس القدر الذي عانى منه الجنوب.. إن وحدتنا هي مصدر قوة لنا واهم مصدر لعملنا المستقبلي وبدون ذلك لا مستقبل لنا ولأجيالنا القادمة.
إن اجتماعنا هذا ليس موجهاً ضد أحد ولكنه خطوة على الطريق الصحيح لإرساء دعائم وحدتنا الوطنية ولمواجهة الاستحقاقات القادمة وللبحث عن حل عادل للقضية الجنوبية التي تأتي على رأس أولوياتنا بعد سقوط النظام كما انه بداية للقاءات قادمة على مستوى ساحة اليمن شمالاً وجنوباً لإرساء هذا الحل بإذن الله ... فسقوط النظام لا يعني بأي معنى من المعاني انتهاء القضية الجنوبية أو إطفاء جذوة نضال شعبنا في الجنوب لنيل كافة حقوقه المشروعة.


أيها الأخوة
كونوا واثقين من أن أحداً لن يساعدنا ما لم نساعد أنفسنا أولاً .. وان أحداً لن يقف معنا ما لم نقف مع أنفسنا ومع شعبنا في الجنوب وقضيته العادلة .. وان أحداً لن يأخذ قضيتنا بعين الاعتبار ما لم نكن موحدين ونمتلك رؤية مشتركة لهذه القضية وكيفية حلها ... وهذا ما نتوخاه من هذا اللقاء، والوثائق المقدمة إليه تحاول أن تقدم رؤية جنوبية لمشروع حل شامل للازمة الراهنة في اليمن عبر حل أزمة الوحدة المعلنة في 22 مايو 1990 بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي تم إجهاضها بشن حرب صيف العام 1994م العدوانية وما تلاها من ممارسات أخرجت الشريك الجنوبي من معادلة الوحدة وذلك بإيجاد معالجة عادلة للقضية الجنوبية وأترك تفاصيل ذلك للأوراق المقدمة في لقائنا التشاوري هذا وللنقاش والمداولات التي سوف تتفضلون بها للخروج برؤية مشتركة حولها
أتمنى لكم التوفيق والنجاح وأثق بأنكم سوف تكونون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا في هذه اللحظة التاريخية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


==========================


بسم الله الرحمن الرحيم
بيان سياسي صادر عن اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب
المنعقد خلال الفترة
9- 11 مايو 2011
يا جماهير شعبنا الأبية:
· في هذه اللحظات التاريخية التي تتسارع فيها التطورات والأحداث على الساحة اليمنية، وتتعاظم فيها قوّة واندفاعة ثورة الشباب السلمية العارمة في عموم اليمن ، تحت راية النضال السلمى لإسقاط النظام ورحيل رأسه، على طريق التغيير الجذري واستعادة العدالة والحريّة والكرامة والسيادة للشعب، فإننا نمتلئ بمشاعر الاعتزاز والفخر بأن التاريخ قد دوّن في صفحات من نور ريادة الحراك الجنوبي الشعبي السلمى، والتضحيات الغالية للشعب في الجنوب خلال مسيرته منذ7يوليو1994م، بصفته المرجل الذي أيقظ المارد الشعبي في عموم اليمن جنوباً وشمالاً، فقد انعقد اللقاء التشاوري الجنوبي خلال الفترة 9- 11 مايو 2011 ، تحت شعار (من أجل رؤية موحدة لأبناء الجنوب لحل القضية الجنوبية في سياق ثورة التغيير الشبابية في اليمن) بحضور عدد من أبناء الجنوب الذين توافدوا من الداخل والخارج بدافع الحرص والمسئولية الوطنية لتأكيد مكانة القضية الجنوبية كمحرك رئيسي لثورة الشباب. وقد وقف المجتمعون في بداية جلسات اللقاء دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا فى مسيرة الحراك الجنوبى السلمى وفي ساحات ثورة الشباب السلمية التى تعم البلاد دفاعًا عن قيم الحريّة والتغيير.
· وجه المجتمعون التحايا الحارة للمناضلين من أبناء الجنوب الذين أخذوا على عاتقهم المبادرة في إطلاق مسيرة الحراك الجنوبي الشعبي السلمي، وعلى الأخص أولئك المناضلين والنشطاء الشجعان الذين تصدوا ببسالة للسجون والقمع والإرهاب والتعذيب الإجرامي، من أولئك الكتّاب والصحفيين والمفكرين ورجال الدين والنساء ورجال الأعمال والعسكريين والمشائخ وأساتذة الجامعات والطلاب والشباب وغيرهم من الروّاد.
· وفى الوقت الذي حيا المجتمعون شباب الثورة فى عموم الساحات على بسالتهم وبصمود نضالهم السلمى فى مواجهة رصاص سلطة فاسدة بصدور عارية وثقة بنصر الله، فإنهم يدينون كافة الجرائم والانتهاكات الوحشية التي اقترفها ويقترفها نظام الديكتاتور صالح بحق الثوار في مختلف الساحات شمالاً وجنوباً، ويعلنون تضامنهم المطلق معهم، ويطالبون بملاحقة ومعاقبة مرتكبيها ومرتكبي الجرائم بحق نشطاء الحراك الجنوبي وأعمال قصف مدن وقرى الجنوب وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها وفقاً للتشريعات الوطنية والدولية.
· وأكد المجتمعون بان هذا اللقاء الجنوبى جاء ثمرة من ثمار التصالح والتسامح الجنوبى الذى أرسى أسسه لقاء التصالح والتسامح المنعقد بجمعية ردفان الشموخ بعدن فى العام 2006م ، مصرين بعزم لا يلين ومثابرة لا تكل على مواصلة العمل والجهد مهما كانت الصعوبات لاستكمال قطف ثمار هذا المؤتمر التاريخى نابذين كل محاولات الإقصاء والاستفراد والتشكيك والتعصب للرأى و مؤكدين أن وحدة أبناء الجنوب الراسخة بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية والفكرية تشكل الضمانة الحقيقية لانتصار القضية الجنوبية .



ياجماهير شعبنا الأبية:
· لقد وقف اللقاء أمام العوامل والظروف التي أدّت الى اندلاع وتصاعد ثورة الشباب السلمية الراهنة في عموم اليمن شماله وجنوبه امتداد للحراك الجنوبى السلمى ، فاستخلص أنها تعكس الطبيعة المركبة للأزمة اليمنية، والتي نجمت عن وجود نظام استبدادي أسري قبلي بوليسي مارس طوال ثلاثة وثلاثين عامًا منها عقدان من عمر الوحدة المغدور بها أكثر الوسائل والأدوات الاستبدادية همجية وتخلفًا، وقام بتجيير خبيث ودنيء لتلك العوامل الموروثة و الكامنة في جذور البنية والتركيبة القبلية في جانبها العصبوي، والعمل على ترقية دورها ونفوذها السياسيين على نحو ممنهج، لخدمة تبرير اغتصابه للسلطة ومضيه في مشروع التأبيد والتوريث وشن الحروب المتعددة والقتل والإقصاء والفساد والافساد المالى والسياسى والأخلاقى والارهاب، كمشروع متخلف أدّى إلى إجهاض وقتل المشروع الحضاري الوحدوى الذي مثلته الوحدة الموقعة بين كل من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في 22مايو 1990. وتم بحث ظروف نشأة وتطور القضية الجنوبية وريادتها، ومن ثم انطلاق الحراك الجنوبي الشعبي السلمي بالطرائق السلمية المدنية، فى مواجهة القمع الوحشي الذي راح ضحيته المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين والملاحقين.
· وفي الوقت الذي يشيد اللقاء باعتراف بعض القوى التغييرية في الشمال بعدالة القضية الجنوبية وحاضنها السياسي الحراك الجنوبي السلمى، وتأكيدها على كونها ستتسنم قائمة الأولويات على جدول أعمال مرحلة ما بعد رحيل راس السلطة ونظامه الفاسد، فإنه يناشد بقية القوى التغييرية في الشمال بإظهار وتأكيد اعترافها بكون القضية الجنوبية هي أساس وجوهر الأزمة اليمنية الراهنة.
· وعليه، وإدراكًا منا لما يمليه علينا الواجب الوطني، وتعبيرًا عن مسئوليتنا الوطنية في التعبير عن المصالح العليا للشعب اليمنى وفى طليعتها القضية الجنوبية، وحاضنها السياسي الحراك الشعبي السلمي. وانطلاقًا من مسئوليتنا في المشاركة الإيجابية والبناءة في الجهود المخلصة للإنقاذ من المنزلقات والمخاطر التي يخطط النظام لجر اليمن إليها، وحرصا منا على إنجاز انتقال السلطة للشعب في ظروف سلمية وسليمة دون إبطاء أو مراوغة، فإننا نؤكد هنا على أن أي حل للأزمة اليمنية الراهنه ينبغي أن يستند إلى أن الوحدة ستظل خيارًا سياسيًا، وعقدًا للشراكة المتكافئة بين دولتين استمدتا شرعيتهما وسيادتهما من الشعب والأرض، وأن الأزمة اليمنية أزمة مركبّة جوهرها وأسها حقيقة أن الوحدة السلمية الموقعة في 22 مايو 1990 أجهضت وتم القضاء عليها بالحرب ومالحقها من ممارسات الفيد والغنيمة والتسلط . وأن الاعتراف بالقضية الجنوبية من قبل كل القوى السياسية الجنوبية والشمالية على حد سواء، يعد اعترافًا جليًا بأن استمرار غياب أو تغييب طرف من شركاء الوحدة لن يحلّ القضية الجنوبية، إذ بنتيجة ذلك فإن الأزمة اليمنية ستظل مستمرة بدون حل حقيقي وجذرى حتى بعد إسقاط النظام ورحيل الرئيس وأسرته وستبقى الخيارات مفتوحة أمام شعب الجنوب.
· وفي هذا السياق عبّر المجتمعون عن موقفهم الثابت بأن إعادة صياغة الوحدة فى دولة اتحادية-فيدرالية بدستور جديد من إقليمين جنوبي وشمالي، كواحد من أرقى أشكال الوحدة السياسية والوطنية، يقدم حلاً موثوقًا وعادلاً بعيدًا عن المصالح الذاتية والفئوية ومكوّن أساسي في حزمة الحلول والمخارج للحفاظ على الوحدة المرتكزة على الشراكة المتكافئة بين شريكي الوحدة، وكشكل من أشكال اعادة الاعتبار لقيم الوحدة التي عصفت بها النوازع الإقصائية والفيدية (الغنيمة) القهرية اللاوحدوية، وكضمانه جوهرية لإعادة صياغة وبناء المشروع الوحدوي الحضاري على أسس جديدة، لابد من إثبات جديّة الجهود لمنع إعادة إنتاج الدولة الراهنة المهترئة ومدى النجاح في بناء الدولة المدنية اللا أسرية و اللا فئوية واللاقبلية، السيادة فيها للدستور والقانون فى عموم البلاد جنوباً وشمالاً على حدّ سواء.
· وأكد اللقاء بوضوح لا لبس فيه بأن حلّ الدولة الفيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي والمشروط ببناء الدولة المدنية ليس حلاً فقط للقضية الجنوبية ولكنه يشكل حلاً آمناً لنظام الحكم فى اليمن وهو الحد الأدنى لمطالب الجنوبيين المشروعة والعادلة، التي إن لم تجد طريقها للتحقيق فإن الجنوبيين في حلّ من أية حلول لا تخاطب تلك المطالب.

ياجماهير شعبنا الأبية:
· وتأسيسًا على ماتقدم يقر اللقاء بأن الجنوب بمكوناته السياسية والاجتماعية مجتمعة طرفًا أساسيًا فى العملية السياسية فى إسقاط النظام وفى ترتيب الانتقال السلمى للسلطة وتنظيم الفترة الانتقالية وفى إعادة صياغة مشروع دستور النظام الاتحادى الجديد ومشروع قانون الانتخابات الاتحادية والبرلمانية، ونؤكد بأن الإقدام على الانتخابات او تعديل الدستور قبل حل القضية الجنوبية لن يحظى بالقبول لدى الشعب في الجنوب، ولن يسهم في حل الأزمة اليمنية.
· وفي الظروف الراهنة فإن المجتمعين يحثون بإخلاص كافة قيادات الحراك الشعبي السلمي الجنوبي وكافة الشخصيات الاجتماعية والسياسية بأن تعزز أكثر فأكثر من مشاركتها الفعّالة في كافة ساحات وميادين الثورة.
· يدعو اللقاء إلى التشاور حول التحضير لعقد مؤتمر وطني جنوبي شامل بعد إسقاط النظام بمشاركة كافة أبناء الجنوب بمختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية في الداخل والخارج ليشكل مرجعية وطنية لمواجهة الاستحقاقات المستقبلية.
· وإدراكًا منا لخطورة المخططات الإجرامية الدنيئة التي ينفذها أزلام النظام وأجهزته القمعية لإشاعة الفوضى والانفلات الأمني والخراب والدمار والبسط على الأراضي الجاري حالياً، فإننا نناشد شعبنا الأبي بأن يرفع من درجة يقضته متحليًا بروح التصالح والتسامح، وأن يوحّد من جهوده للتصدي للعصابات الإجرامية المنفلتة التابعة للنظام، ومن أجل ذلك فإننا ندعو الى تظافر جهود كل المخلصين من أبناء شعبنا الأبي لاستكمال تكوين الهيئات الشعبية المدنية لحماية الأمن والنظام في سائر الأرياف والمدن، إلى حين فرض سلطة الشعب وإنفاذ القانون، وتوليها مسئولية حماية الدماء والأعراض والممتلكات، واستعادة هيبة الدولة الجديدة وأجهزتها.
· ولا يفوتنا هنا أن نسجل تقديرنا العالي للمواقف الإقليمية والدولية الايجابية والمناصرة لثورة الشباب السلمية في اليمن، وفي مقدمتها الجهود والمساعي الخيّرة للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، والداعية إلى احترام إرادة الشعب في اليمن شماله وجنوبه،وخصوصاً المبادرة المقدمة في 3/4/2011م، مع تأكيدنا على أن جوهر تلك الأزمة هو القضية الجنوبية. ونناشد الجميع بتكثيف تلك المساعي من أجل ضمان تسلّم الشعب للسلطة فورًا، ووضع حد للتدهور المريع للوضع، ومنع انزلاقه نحو الفوضى التي يروج ويسعى لها النظام. أن تنحي الرئيس صالح الفوري يخدم تحقيق الاستقرار والطمأنينة لليمن والإقليم المجاور والعالم بأسره، ولهذا ينبغي منع الرئيس صالح من الاستمرار في مناوراته الرامية إطالة أمد الأزمة واستنزاف المال العام معرضا البلاد للانهيار الاقتصادي وأمنها وامن المنطقة للمخاطر.


· ويدعو اللقاء كل المنظمات والشخصيات المعنية بحقوق الانسان الى تكثيف نشاطها من أجل الافراج الفوري عن المناضل الجنوبي حسن أحمد باعوم وكافة المعتقلين الأبطال من الحراك الجنوبى وثورة الشباب السلمية. إن استمرار النظام في الاحتجاز التعسفي للمناضل حسن أحمد باعوم بالرغم من الظروف الصحية والإنسانية التي يمر بها، تكشف مجددًا عن طبيعة هذا النظام ووحشيته وتصرفاته الرعناء التي لن تمر بدون عقاب طال الزمن أم قصر.
· في الوقت الذي يعبر اللقاء عن التقدير العالي للدور الرياي الذي قامت به مؤسسة الأيام في خدمة القضية الجنوبية وتعزيز الحراك السلمي الجنوبي، فإن اللقاء يعبر عن إدانته لما تعرضت له وناشريها من إجراءات تعسفية وما تعرضت له من هجمات عسكرية وحشية طالت النساء والاطفال ومالحقها من اعتقالات ومحاكمات باطلة، إذ يعبر المجتمعون عن تضامنهم ومساندتهم للصحيفة وناشريها، فإنهم يتطلعون لليوم الذى تعود فيه الصحيفة ومؤسسة الأيام أكثر تالقًا كما كان سابق عهدها.
· وقد أقر اللقاء وثيقة"القضية الجنوبية رؤية جنوبية لحل شامل للأزمة الراهنة فى اليمن" كما أقر تكليف الأخوين/على ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس بإجراء مزيد من التشاور لتشكيل لجنة عليا للاتصال والمتابعة لاستكمال الجهود التي بذلت لتعزيزالتصالح والتسامح والتوافق والحوار مع كافة القوى السياسية والاجتماعية، و لحشد الدعم والتأييد لنضال شعبنا في الداخل لانتصار ثورة الشباب السلمية وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضى شعب الجنوب، ومتابعة ما جاء في البيان والوثائق الصادرة عن هذا اللقاء.
المجد والخلود للشهداء الأبرار. ... الشفاء العاجل للجرحى ..... الحرية للمعتقلين ....النصر للشعب وثورته السلمية .
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظم
صادر بتاريخ 11 مايو 2011.


===============================


بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الرئيس علي ناصر محمد الختامية
لاجتماع القاهرة 9-11 مايو 2011

أيها الأخوة ونحن نختتم لقاءنا التشاوري هذا، يسعدني أن أتوجه إليكم بوافر الشكر وبالغ التقدير على ما ساده من أجواء المحبة والإخاء وروح التصالح والتسامح وما تميزت به مداخلاتكم ومداولاتكم من صدق وصراحة ووضوح في الرأي والرؤية، وشجاعة في النقد، ومن طرح وملامسة لكل الهموم والقضايا التي عبرت وتعبر عن المعاناة الطويلة لشعبنا في الجنوب والتي دلت على فهم عميق لطبيعة المرحلة التي نمر بها، ولطبيعة المتغيرات من حولنا في المنطقة والعالم.
لقد عبرتم جميعا عن حبكم العظيم للوطن ولجماهير الشعب ولثورة الشباب، ومدى استعدادكم للتضحية من أجل انتصار قضيتنا الجنوبية العادلة .. وقد كان لذلك أبلغ الأثر في نجاح لقائنا التشاوري، وترك في نفوسنا الإنطباع بأن شعباً أنتم أبناؤه حتماً سينتصر ويحقق ما يصبو إليه من عزة وكرامة. لقد أكدتم أيها الأخوة والأخوات بأن الجنوب هو بمنزلة القلب، وبرهنتم بما لايدع مجالاً للشك بأنكم مع شعبكم ومع قضيته الجنوبية العادلة ومع اسقاط النظام برغم كل مايواجه نضال شعبنا من مصاعب.. لكن أكدتم انه مايزال امامنا وامام شعبنا عمل كبير ومصاعب اكبر تتطلب المزيد من النضال والتضحيات ونحن على يقين وثقة كاملتين ايها الاخوة والأخوات بانكم سوف تعكسون كل ما اتفقنا عليه في هذا اللقاء في لقاءاتكم ونشاطاتكم في الداخل والخارج فأنتم تقدمون بهذا خير عون لدعم القضية الجنوبية العادلة ولشعبنا الحر في الجنوب ومن المهم التأكيد بأننا سوف نتواصل مع كل الشخصيات السياسية والاجتماعية التي لم تتمكن من حضور لقاءنا التشاوري هذا ويحدونا الأمل بان نمد سبل الحوار معهم ومع كافة القوى السياسية.
لقد اكد لقاؤنا التشاوري هذا حاجتنا الى وحدتنا الوطنية اكثر من أي وقت مضى التي تشمل كافة أبناء الجنوب بكل مكوناتهم السياسية والاجتماعية بدون استثناء فلقد علمتنا صراعاتنا وخلافاتنا في الماضي منذ1967م وحتى اليوم قيمة التصالح والتسامح وما تعنيه وحدتنا من قوة ومنعة فقد تركت تلك الصراعات والخلافات جرحا عميقا في جسم وحدتنا الوطنية وعلينا مواصلة تضميد تلك الجراح ومعالجة آثارها منذ الاستقلال وحتى اليوم.
لقد شهد جنوبنا الغالي سلسلة صراعات واخطاء في مسيرة تجربته ونملك الشجاعة لأن نعترف بها وبتحمل المسؤولية عنها خاصة نحن الذين كنا في موقع المسؤولية وهي أخطاء كان لها أسبابها الموضوعية والذاتية مثلما هو الحال في شأن أية تجربة انسانية ولعل من أهم الأسباب غياب الديمقراطية وعدم الإعتراف بالآخر وبحقه في الاختلاف والشمولية وانعدام التجربة.
وأحب أن اؤكد لكم بأن طريق التصالح والتسامح الذي بدأناه من جمعية ردفان في عدن كان فاتحة الإعتراف بتلك الأخطاء التي دفعنا ثمنها جميعاً وخاصة
عامة الشعب في الجنوب، وقد مكننا هذا التصالح التسامح من وضع حد لخلافاتنا السياسية ولقاءنا هنا هو إمتداد لتلك البداية التي انطلقت من جمعية ابناء ردفان كما بدأت ثورة 14اكتوبر عام 1963م من ردفان الابية الشامخة.
فنحن اليوم على مركب واحد تحيط به العواصف والأنواء واذا غرقت لن ينجو منه أحد وقد قررنا أن نترك خلافاتنا وصراعاتنا وراء ظهورنا مستفيدين من دروس وعبر الماضي.
وأود بهذا الصدد أن أشير ان الكثير من الصراعات التي مررنا بها في الجنوب كانت تتعلق بالموقف من قضية الوحدة اذ كانت العلاقات مع الشمال دائماً مصدراً للتوترات والحروب وأشير هنا على سبيل المثال لا الحصر الى حربي 72-79م وحروب المنطقة الوسطى وغيرها من الصراعات في الجنوب وبين الشمال والجنوب وهذه التوترات والحروب لم تتوقف حتى بعد أن تحققت الوحدة بل ان حرب صيف العام 1994م اكدت بما لايدع مجالاً للشك بأن النظام في الشمال لم يكن يسعى الى الوحدة بنفس المفهوم الذي كنا ننظر به الى الوحدة كمشروع نهضوي حضاري لبناء دولة حديثة وديمقراطية بقدر ماكان يسعى للإستيلاء على الجنوب وثرواته وهو مابرهنت عليه تلك الحرب ونتائجها المدمرة.
ويطيب لي أن استشهد هنا بما قاله لي حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه عقب تلك الحرب وهو يقارن بين الطريقة التي فرضت بها الوحدة بالقوة في اليمن وبين تجربته في انشاء اتحاد الإمارات العربية المتحدة حيث قال:" إنني لجأت الى الحوار مع اخوتي في بقية الإمارات التي تأخرت في الإنضمام الى الاتحاد لاقناعهم بمشروع الوحدة وفائدته وإنني في سبيل ذلك سخرت المال لكني كسبت الرجال بينما علي عبدالله صالح يخسر الرجال ليكسب المال بشنه الحرب على الجنوب وفرض الوحدة بالقوة ".
وجميعنا نعرف أيها الاخوة ان التجربة الإتحادية التي أقامها الشيخ زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة هي من انجح تجارب الوحدة العربية التي لاتزال مستمرة حتى اليوم .. لأنه أقامها على فكرة بسيطة ولكن عميقة وهي التوزيع العادل للسلطة والثروة وليس كما هو الحال في اليمن حيث فرضت الوحدة بالقوة والحرب والضم والالحاق والفيد.
أيها الاخوة:
نختتم لقاءنا التشاوري هذا الذي نعتبره خطوة أخرى في استكمال الطريق الصحيح الذي نأمل أن يكون استكمالاً لتحقيق المصالحة الجنوبية الشاملة .. ذلك الطريق الذي بدأناه بالتصالح والتسامح عام 2006م والذي أثبتت الأيام والأحداث والسنوات بأنه الطريق الأسلم فلولاه لما كان الحراك الجنوبي، ولولاه لما كان هناك شيء اسمه القضية الجنوبية، ولولاه لما كنا اليوم نتدارس أمور جنوبنا الحبيب ونبحث في مستقبله، وكنا نأمل أن يعم هذا التصالح والتسامح شمال اليمن ايضاً الذي عانى من الصراعات والحروب بنفس القدر الذي عانى منه الجنوب، وللأسف فأن بعض المسؤولين في الشمال لا يتحدثون إلا عن الصراعات في الجنوب كأن لا وجود لصراعات في الشمال والتي حصدت مئات الآلاف من الارواح والضحايا منذ قيام ثورة 26سبتمبر عام 1962م.
ان لقاءنا التشاوري هذا ليس موجهاً ضد احد ولكنه خطوة على الطريق الصحيح لإرساء دعائم وحدتنا الوطنية ولمواجهة الاستحقاقات القادمة وللبحث عن حل عادل للقضية الجنوبية التي تأتي على رأس أولوياتنا بعد سقوط النظام ونعلن من هنا تجديد دعمنا وتأييدنا لشباب ثورة التغيير في كل ساحات الحرية والتغيير وندعوهم الى مواصلة اعتصاماتهم حتى اسقاط النظام. وان لقاءنا هذا بداية للقاءات قادمة على مستوى ساحة اليمن شمالاً وجنوباً لإرساء هذا الحل باذن الله. فسقوط النظام لايعني بأي معنى من المعاني إنتهاء القضية الجنوبية او إطفاء جذوة نضال شعبنا في الجنوب لنيل كافة حقوقه المشروعة. أيها الإخوة والأخوات اسمحوا لي بأسمكم جميعاً أن نعرب عن عميق تقديرنا للدور الكبير الذي قامت به صحيفة (الأيام) الغراء في حمل لواء القضية الجنوبية العادلة ودعم الحراك الجنوبي والدفاع عن المعتقلين وتبني قضايا وهموم المواطنين وهذا الدور ليس بغريب عنها فهو جزء من رسالتها العظيمة ومواقفها الوطنية ومن تقاليدها الاعلامية فقد وقفت الأيام ومؤسسها الأستاذ محمد علي باشراحيل مع ثورة 14اكتوبر والكفاح المسلح من أجل الإستقلال والحرية في الجنوب وهو مايواصله اليوم نجلاه هشام وتمّام باشراحيل في دعم نضال شعبهما في الجنوب في معركته الحالية من اجل استعادة الحرية والكرامة فهم ابناء تلك المدرسة العريقة في حرية الكلمة وفي الوطنية ولهذا يدفعون اليوم ثمن مواقفهم من حريتهم وحياتهم ومعيشتهم حيث تعرضوا للملاحقة والإعتقال والمحاكمة خاصة الإستاذ هشام باشراحيل كما تعرضت حياة اسرتهما لخطر الموت عندما داهمت السلطات الغاشمة منزلهما بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وفيه نساء واطفال.
وإننا اذ ندين بقوة تلك الأفعال الهمجية نطالب بالتعويض العادل لناشريها عن كل ماتعرضت له صحيفة الأيام من خسائر مادية ومعنوية جراء إغلاقها غير المشروع وماتعرض له الأستاذ هشام باشراحيل رئيس التحرير من إعتقال تعسفي عرض حياته للخطر وهو الذي لا يملك إلا قلمه الحر في مواجهة البندقية والرصاص، كما نعلن تضامننا مع كل حملة الاقلام الشريفة من أصحاب الفكر والثقافة والإعلام في دفاعهم عن الحرية وحقوق الانسان.
والسلام عليكم ورحمة الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.