الشباب الذين يحفرون في الصخر ويبنون مستقبلهم , رغما عن الظروف المعيشية الصعبة لا نملك إلا أن نحييهم ,نحني جباهنا لهم,اليوم" سما" تطرق موضوعا مختلفا , تطرق حافة الاخدام في الخساف (عدن),ليس بمشاكلهم ومضاربتهم,بل تطرق باب عارف الشاب المكافح الذي تحدى الظروف البيئية ,والمجتمع ,كونه خادم.. خادم من طراز آخر ,شاب طامح مؤيد للأفكار الجريئة مرتبط بتجارة الشنطة ..رغم أن هذه التجارة يصعب الحديث فيها قانونيا ..لكننا نناقش حياة شاب حدد طريقه رغم الظروف البيئية التي عاشها سألته "سما" من هو عارف فأجاب بإسهاب, لن نتدخل أكثر ,سنترك عارف يتكلم مباشرة مع قراء" سما "ليستمع الكل إلى قصة هذا الشاب.. أنا خادم من حافة الخساف أسمي عارف, صحيح لدي ملامح الأخدام في لون البشرة والشعر بس لدي جاذبية وحضور ,لاأعمل في وظيفة حكومية لأنني سأعمل منظف كوني لم أكمل تعليمي, وأنا طموح وإنسان زيي زى أي مواطن يمني ,اختصرت الطريق في التجارة , أتعامل مع المسافرين أصحاب الدخل المحدود, يسافرون بدلا عني إلى القاهرة أو عمان أو دمشق ليحملوا بضاعة من والى عدن, يحصلون مقابل ذلك على إقامة في فندق مدة ثلاث أيام وسياحة يقوم بها عملائي هناك ومبلغ محترم الكل يقصدني رغم إني خادم يطلبون السفر معي,أمتلك شقة فاخرة وسيارة ثمرة جهدي وشغلي وسأطور تجارتي . اعلم أن الكثير يتندرون علي ويحتقرون أصلي ,لكنني أضحك بمليء شدقي حيث أن حالي أفضل بمائة مرة من حالهم ماديا وشهرتي تتمازج بين دماثة أخلاقي وذكائي وحسن خلقي ولساني ,,أدير أعمالي بالتلفون لست مضطرا للسفر دائما إلا إذا استدعى الأمر فشهرتي تأتي بزبائني إلى مقري أي شقتي ,أحترم العرب الذي يحترمون شغلي ولا يعرفون أصلي أما المتندرون والشامتون فهم لايملكون إلا لسان زفر وطبع متكبر وازدراء من رؤيتي ,أعتقد أنهم قلة حاقدة أو تغير من نجاحي لكن الكثير يتهافتون علي ويطلبون السفر للعمل معي سياحة وفائدة . أنها متعتي وعملي الشغوف وحياتي لم تتوقف عند مسألة العرق والأصل وكيف ينظرون لي فرضت وجودي عليهم بمنتهى الحب للحياة والإرادة وكأن لسان حالي يقول انظروا إلى عملي أنا لست بعاطل عن العمل ولا متسكع ولا شحات ومتسول ,ولا استدر عطف أحد . أنا أوجدت كياني رغم صغر سني ومستواي التعليمي إلا أنني لم استسلم كما الكثير الذين يحملون شهادات جامعية يقضون أو قاتهم أما في مقاهي النت أو في عدن مول يعاكسون الفتيات, أو في زوايا الشوارع يمارسون هوايتهم في المعاكسة للمارين لايفرقون بين رجل أو طفل أو بنت أو أمراه أو أخت أو أم لاشي يعجبهم كل مار يخلقون فيه عيب يتلهون به يقتلون به فراغهم حتى يحين موعد رجوعهم إلى بيوتهم. هذه قصة عارف حكاها ل"سما" بكل فخر,أتمنى من الكثير أن يقتدي بها ,فاليد العاطلة نجسه,والكل عند الله سواء لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى