اشار تقرير كريستوفر ويفر، المحلل في"ألفا بنك" أحد أكبر المصارف الروسية، إلى المناخ الاستثماري في روسيا‘ وجاء في التقرير إن ألأفضل للمستثمرين إن يبقى فلاديمير بوتين في الحكم بعد عام 2008 عندما تنتهي فترة رئاسته الثانية لأن التجارب الدولية أثبتت إن بقاء زعيم قوي في الحكم يعود بالخير على الاقتصاد الناشئ. وفي عدة استبيانات من مراكز ومؤسسات روسية مختلفة يرى إن المواطنين الروس يريدون إن يرشح الرئيس بزتين نفسه للرئاسة في 2008 رغم عدم امتلاكه الحق الدستوري بذلك . وما انفك السياسيون في روسيا يطرحون مبادرات لإدامة حكم فلاديمير بزتين. وقد رفض مجلس الدوم في نهاية يونيو اقتراح النائب الكسندر موسكاليتس لمنح فلاديمير بوتين حق ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة. وأخيرا عبر رئيس مجلس الفيدرالية سيرغي ميرونوف عن نظرة سلبية إزاء مبادرة مجموعة من أعضاء المجلس التشريعي في إقليم بريموريه الذين اعتبروا ان ما ينص عليه أحد بنود الدستور الذي لا يجيز ترشيح الشخص الذي أمضى فترتي رئاسة متتاليتين لفترة ثالثة، يتنافى مع أحكام الدستور الأخرى. وموقف الساسة الموس كوفيين الكبار السلبي من فترة رئاسة ثالثة مبني على موقف الرئيس بوتين نفسه. فقد أعلن بوتين أكثر من مرة ان فترة رئاسة ثالثة تتنافى مع الدستور في حين أنه يعارض تعديل الدستور لأن ثبات الدستور يضمن الاستقرار في البلاد. فهل يعني ذلك ان هذا الموضوع أصبح في حكم المنتهي؟ الأغلب ان الجدل حول هذا الموضوع سيحتدم مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2008. ومن الحجج التي يسوقها دعاة بقاء بوتين في الحكم انه لا يوجد في روسيا شخصيات سياسية غير فلاديمير بوتين في حين ان روسيا لم تتجاوز مرحلة من عدم الاستقرار فالديمقراطية دخلتها في التسعينات , وتتعرض لهجمات إرهابية وهناك مشاكل بين قوميات داخل روسيا فضلا عن ان روسيا تنفذ برنامجا صعبا للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وتبحث عن مكانة لائقة في العالم. وبالتالي فإنها تحتاج إلى حاكم قوي كا"بوتين" الذي تمكن في بداية فترة رئاسته الأولى من وضع برنامج تحقيق الاستقرار السياسي وبدأ ينفذ هذا البرنامج دافعا بروسيا نحو التحديث والعصرنة. وتمكن بوتين خلال الأعوام الخمسة الماضية من تحقيق الكثير، وبالأخص إنشاء نظام حكم ثابت وإقامة علاقات عمل بين الرئاسة الروسية والسلطات المحلية ومجتمع الأعمال والحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية. وبكلمة أخرى تمكن فلاديمير بوتين من إقامة المؤسسة الحاكمة ذات التركيب الهرمي وهو ما لم يقدر عليه غورباتشوف ولا يلتسين، ولهذا فإنهما لم يتمكنا من تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، ولم يطلب أحد من أي منهما ان يبقى في الحكم بعد ان انتهت فترة حكمه. والمفارقة هي انه إذا تم تنفيذ الإصلاح الإداري الذي خطط له فلاديمير بوتين فيمكنه ان يغادر القصر الرئاسي بضمير مستريح‘إما إذا لم يتم هذا بعد فسوف يكون التفكير في فترة رئاسة ثالثة في محله.