لم يعد مفهوماً حقيقة مايجري في الساحة السياسية فالكل أصبح يعيش في ظل التعددية السياسية، نوعاً من القلق والسبب أن بعض القوى الحزبية تستغل الوضع الديمقراطي القائم في البلد وتوظفه إما لإرباك المواطن بهدف أو لأنها لا تجيد فن السياسة وهكذا نظل ندور في حلقة مغلقة ومفرغة. في الوقت الذي تواجه الأمة العربية بشكل عام واليمن بشكل خاص تحديات كبيرة تفرض عليها أن تتوحد في خط الدفاع عن الوطن مهما تباينت الأحزاب في رؤاها وافترقت في أبجدياتها السياسية إلا أن عليها أن تلتقي في خط واحد لتشكل بحق مفهوم الحزبية ولكي نؤكد للعالم أننا جديرون بتحمل مسؤوليتنا وبالسير في بناء الوطن وفق منظومة متكاملة تسودها الديمقراطية إلا أنها بدلاً من أن تسلك بعض الأحزاب اليمنية في هذا الاتجاه تواصل مضيها في السير نحو الهاوية ومصارعة طواحين الهواء ولسان حالها يقول أنها لا تستطيع العيش بدون صراع حزبي متواصل للحد الذي قد يوصلنا إلى قناعة بعدم فاعلية الحزبية التي تخدم الوطن، أليس الأجدر أن نسمي هذه الأحزاب (.....)! قادة كانوا ولازالوا يريدون البقاء على حساب هذا الوطن الذي أصبح بالفعل يضيع في دوامة اسمها الحزبية.. أو كما يقولون (حق دستوري). اتهامات عدة توجهها المعارضة وأحزاب المشترك للحزب الحاكم ودعم سخي للتحريض ضد الحكومة. ومثل هذا الاتجاه فإنه لا يشكل خدمة للوطن ولا للمواطن بل هو أداة فاعلة ومؤثرة في إفساد الرأي العام للجماهير ومقدمة لتدمير الوطن لأن المعارضة الواقعية تبنى على أساس مصلحة الوطن وليس على المصالح الشخصية. هذه الاحزاب أصبحت تشكل خوفاً مريعاً لمن يقترب منها.. كيف الآن فيما يشاع حول ظهور حزب جديد مما يدل على عدم مقدرة الأحزاب استيعاب أفكار أخرى قد تقوده الى التشنج واستخدام وسائل كثيرة كالمال، والإعداد من أجل الإطاحة بمبادئ الديمقراطية!! ألا يكفي أن نعيش بسلام؟! ألا يستطيع المواطن الخروج إلى الشارع وأن لا يسمع من أي حزب أنت معنا أم معهم أنت منا أو لست منا. يكفينا -يرحمكم الله- تفرقة.. ليس على حساب الوطن تلك الأطماع المكبوتة في أنفسكم التي لا يعلمها إلا الله.. دعونا بسلام ننعم بخير بلدنا، أصبح أكبر هم المعارضة والأحزاب الأخرى فقط هاجس الانتخابات الرئاسية من يبقى ومن يستبعد، أين الشعارات التي تنادي بها!! أين حرية الرأي أين الكلمة والمصداقية؟!! أين طهارة النفس.. حق المواطن على حزبه؟! قبل هذا وذاك وحدة الوطن وطن 22 مايو 1990م الذي توحدت به الصفوف وجمعت الكلمة وأجتمع الشمل كقلب واحد.. مابالهم نسو احب الوطن أم تناسوا ذلك؟!! أم أغرتهم الأطماع الخارجية والدسائس الغربية والنزوات الشيطانية والمصالح الضيقة؟!! صراع يشكل دماراً حقيقياً للحمة هذا الوطن الذي نعتز به ودماؤنا فداءً له .. وأرواحنا تهتف له ما حيينا.. فالأجدر بجميع الأحزاب على الساحة اليمنية الوقوف يداً واحدة للقضاء على الفساد وتطهير الأنفس من الاطماع ومصلحة الوطن فوق كل شيء ومن له الأفضلية والجدارة سيبقى خالداً يسمو باليمن. الآن على الساحة السياسية اليمنية جرت جولات حوار تمهيدية للوصول الى رؤية مشتركة و أرضية صلبة تصل بالجميع الى مرحلة متقدمة من التفاهم, وخاصة ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية ومحلية في شهر سبتمبر المقبل لكن العقلية المتصلة لدى بعض الأحزاب أفشلت جولات الحوار تلك والباحث عن الاسباب يجد أن معظمها شخصية ومطالب ذاتية وهي فرصة لهؤلاء فهم يعتقدون أنهم قادرون على تشكيل لوبي ضغط في موسم الانتخابات وكل هذا على حساب الوطن والمواطن المسكين الذي ينتظر منهم خطوات جادة نحو الأمام تخرجهم من بؤرة الوهم التي حصروا انفسهم بداخلها. خاطرة تمر على بالي أقولها بكل صدق من الأعماق يكفينا تعددية لا تنفع يكفينا -يرحمكم الله - حزبية.