الفضل، يوجب الشكر، والشكر مضاعفا لصاحب السبق أو للمتقدم، وقد قال الشاعر "والفضل للمتقدم" ومناسبة هذا الاستهلال، أن يوم الثالث عشر من شهرنا الجاري "أبريل" كان موعد تسلمي درع المبدعين العرب في القاهرة وشهادة التفرد في الإبداع لحصول مغناة "خيلت براق لمع" على المرتبة الأولى شعراً وأداءً في المهرجان الذي أقامه اتحاد المبدعين العرب للأغنية الوطنية برعاية جامعة الدول العربية بالاشتراك مع نقطة الاتصال لحماية الحقوق الملكية الفكرية والمجلس القومي للشباب. أما صاحب الفضل ومن أتقدم إليه بالشكر مضاعفا فإنه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله، فقد كان أول المبادرين بتهنئتي عبر الهاتف وقت أوفى بداية إذاعة الخبر ضمن النشرة التلفزيونية مساء اليوم المشار إليه كما كان صاحب فضل فكرة ذلك العمل الاستعراضي ومتابعة تنفيذها وإخراجها بهذه الصورة. وما دمنا بصدد الحديث عن الفضل وأهله، فهذا هو شكري للأستاذ عبد العزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى الذي تكرم بالاتصال مهنئا من خارج الوطن، حيث كان في مهمة رسمية.. وكذلك الصديق يحيى علي الحباري عضو مجلس الشورى على ما أسهم به في الاحتفالين المقامين بالمناسبة "بيت الثقافة وفي مقر المبدعين العرب فرع اليمن". أما من تأثرت لحضورهم حفل التكريم فهم أستاذنا الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية واللواء حسين المسوري عضو مجلس الشورى وسعادة الأستاذ محمد بدر الدين سفير جمهورية مصر العربية. بقي أن أشير إلى رسالة الكترونية وصلتني من صديقي الشيخ علي المقدشي، كغيرها من الرسائل المشابهة، ولكنها ما تركت في نفسي أثراً أعجز عن التعبير عنه، وهو الأخ الذي تجمعني به ما يفوق الصداقة.. وهذا هو شكري لكل من هنأني وشاركني سعادتي. المشاهدة بالأذن في إحدى "المناظر" التي تجعل من صنعاء اختاً للنجوم وجارة للشهب، وفي جلسة مقيل محاطة بكل ما لصنعاء القديمة من خصوصية وعبق تاريخي، وجمال يخلق الدهشة عند المقيم والزائد على حد سواء. في إحدى الغرف الصغيرة الشاهقة، التي استحقت من الأجداد – في صنعاء – أن يطلقوا عليها تسمية مناظر.. قال لي الفنان العربي الكبير وأحد رموز المقاومة والكبرياء العربي الفنان اللبناني مرسيل خليفة "الشيء الذي لا يشفى منه المرء هو حب صنعاء" بهذه الجملة القصيرة عبر الفنان الكبير مرسيل خليفة عن حبه لصنعاء ومشاعر وانطباعات يعجز الواصف عن وصفها. حينها أحسست أن الرجل صار شريكي في حب بل عشق صنعاء كغيره من المبدعين "شعراء وفنانين – الذين ما دخلوا صنعاء، إلا دخلت أفئدتهم وصاروا من محبيها أو عشاقها، أو من أهلها.. وما أكثرهم من داخل اليمن ومن خارجها. بعد سماعي لتلكم الجملة المعبرة، لم أتعامل ومن معي من الحضور مع مرسيل كضيف ولم أعمل بالمقولة: إن ضمكم مجلس تحرصون على الخروج منه بفائدة، فدعوا الحديث للضيف.. فإن لم يوجد فلأكبر الحضور سناً، فإن لم يوجد فللأعلم أو للمطرب إن كان هناك مطربون. مرسيل كان الضيف وكان الفنان المطرب بيننا ولكننا تعاملنا معه كواحد من أهالي صنعاء وساكنيها، تركنا الحديث لأكبرنا وأعلمنا فيما نود الحديث فيه وهو الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدالله وتركنا الغناء والإنشاد لمن كان معنا من الفنانين والمنشدين.. واكتفيت كغيري بمعرفة طبيعة زيارة الفنان الكبير مرسيل خليفه لليمن بدعوة من جمعية كنعان التي يرأسها العزيز يحيى محمد عبدالله صالح، لقد جاء مرسيل، ليطوف في صنعاء ومأرب وعدن وسيئون.. ويستوحي من خصوصية اليمن وعبق حضارته ونفحات تراثه الغنائي، ما يمكنه من إبداع عمل فني موسيقي يمكن الغير من مشاهدة اليمن وعراقته وجديده. ينقل اليمن إلى الغير إلى البعيدين لمشاهدتها عبر الموسيقى مشاهدتها بآذانهم وبأفئدتهم.. هذا ما جاء الفنان العربي الأصيل مرسيل خليفة ليفعله وأنا على ثقة من أنه سيبدع ما نوى إبداعه.. وإذا ما كان للحب متاعبه التي يلتذ بها المحب، فلا شفاه الله من حب صنعاء ولا شفانا من حب لبنان وأهل لبنان.