إن إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم، ومن قِبل بعض الصحف الدنماركية يؤكد أن الموقف وطبيعته وتكرار النشر مع سبق الاصرار والترصّد يهدف الى النيل من سمعة القيم الإسلامية السمحاء، وتشويه الرصيد الحضاري الذي ورثته الأجيال الإسلامية منذ فجر الإسلام. لكن هيهات من المارقين أن يتمكَّنوا من تحقيق أهدافهم سيئة الصيت ولا حتى الأهداف التي تحاول تلك العناصر تحقيقها على حساب ضمير الأمة والدين الإسلامي والأمة العظيمة. ومن اللافت هنا أن «زوبعة» الصحف في الدنمارك وأصحابها يجهلون الدين الإسلامي ومبادئه وقيمه الأخلاقية ويسبحون في خدمة أعداء الإسلام، وهم لا يحترمون أنفسهم ولا يمتلكون أي سلوكيات تؤكد على مدى احترامهم للرأي الآخر أو الدين والقيم وأخلاقيات المسلم الدنماركي وكافة أبناء الأمة في مختلف أصقاع الأرض. إننا لا نريد من فئة مارقة عن المبادىء والقيم الأخلاقية والتعاليم الدينية أن تقوم بالترويج لديننا لديهم، لأن الإسلام له أمة عظيمة وقيم حضارية تجد المؤمنين بالحِجة والبرهان يكسبون شعوب الأرض لإظهار ديننا الإسلامي القيّم وبقدرات رب العالمين تتسع دائرة المسلمين وتنمو أمة الإسلام باضطراد وتحقق أهداف الرسالة المحمّدية العظيمة في أرجاء المعمورة. ولا يوجد أي دافع لدى «صعاليك» الدنمارك ومن على شاكلتهم لنشر تلك الرسوم المسيئة لرسولنا الأعظم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم، خصوصاً إذا كان لهم قيم وحريّات وأخلاقيات يتحدّثون لنا بأهميتها والحفاظ عليها واحترامها، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه! لقد كان من الطبيعي أن يأتي ردّ فعل المسلمين غاضباً، وما زال الملايين من أبناء الأمّة يؤكدون ضرورة اتخاذ مواقف عربية واسلامية موحدة تجاه ذلك الاستهتار الدنماركي، فالشعوب لا تغفر لمن يشوّه عمداً رموزها الدينية أو السياسية. إن «صعاليك» في الدنمارك قد وضعوا مصالح بلدهم في مرمى حجر من كل الشعوب الإسلامية وقادتها والشروع في مجابهة تلك الاساءات بالوسائل الحضارية ووحدة المصالح وإرادة الشعوب الحرّة. ويمكن القول هنا أن النوايا السيئة والتعبئة الغربية الخاطئة ضد الإسلام والمسلّمين قد أوجدت تشوّهات في العلاقة بين العرب والغرب وزادت الحملة الدولية ضد الارهاب من مضاعفة المآسي وخلط الأوراق وأوجدت ثغرات في جدار مصالح الشعوب مما نتج عنه بروز شرذمة من الموالين لإسرائيل تسعى لتشويه مسار القيم الإسلامية والإساءة لرموزها. إنَّ من حق العرب والمسلمين العمل على دراسة البدائل للمنتجات الدنماركية المقصودة للمقاطعة وكل من يتعامل مع الشركات الدنماركية حتى تسترجعه كوبنهاجن ذاكرتها المفقودة، وتعيد الاعتبار لنبيّ الأمة الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم. فالمقاطعة سلاح فعّال أثبت جدواه لردع المتطاولين على رموز الأمّة الإسلامية وحضارتها، وعلى كافة الشعوب العربية والإسلامية أن توحّد طاقتها وتستغني عن منتجات كل من يقف في صفوف أعداء الإسلام والمسلّمين. ونؤكد أخيراً أنه لا يمكن السكوت عن نشر غسيل الصحف الدنماركية والجُرم الذي ترتكبه تلك الصحف، باعتباره جزءاً من الارهاب وحملات الكراهية وينبغي اقتلاع كل من يسعى لتسويقه لتشويه حضارة الآخرين ودينهم ورموزهم العظيمة.