الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعت، إن الحياة دقائق وثوان.....الخ من الحكم والمأثورات التي تحض على استغلال الوقت كطاقة إنتاجية ضمن الطاقات الأخرى. الوقت الذي انتبه له أجدادنا الأوائل فسبقوا زمنهم في حضارتهم ومنجزاتهم، وصنعوا تاريخا وحضارة ومجداً ملأت الدنيا.. والوقت ذاته الذي انتبه له المسلمون في العصور الأولى للتاريخ الإسلامي فحكموا العالم، والوقت نفسه الذي انتبه له العالم المتطوّر اليوم فاستغله أحسن استغلال، ونهض نهوضاً نشهده اليوم ولا ننكره. ونحن –للأسف- نهدر الكثير من الوقت، نهدره في ساعات المقيل التي تطول وتطول ولا أرى لها من أفق انتهاء، ونهدره في المكايدات التي لا طائل منها ولا فائدة، ونهدره فكرياً بإهدار تفكير كثير من ذوي الطاقات المستخدمة في البحث عن ثغرات الحكومة وسلبيات الواقع، ونهدره بتعطيل عجلة التنمية وتأليب الشارع اليمني بما يؤثر سلباً على أي نهوض تشهده الساحة اليمنية،. إن ما حدث ويحدث من قطع للطرقات وخطف للأجانب والتعبير عن الرأي بما نراه من أساليب غير حضارية وغير دستورية وغير ديموقراطية، تشكل أكبر عائق لم نراه من تدفق استثمارات بالمليارات وهو ما يحدث لأول مرة وبهذا الحجم. إذا كنا كيمنيين قادرين على أن نعالج قضايا مثل قضية الشرخ الفلسطيني، ونشترط عليهم حسن النوايا، فيجب علينا أيضاً أن نسبق أي حوار بحسن نوايا وأن لا نضع العراقيل أمام أي تفاهمات داخلية مسبقة، ونمد يدنا لبعضنا خاصة وأن الحاكم (وليّ الأمر) يده ممدودة دائما. إن الزمن تدور عجلته سريعاً، ولا يمكن لعجلته أن تدور إلى الوراء لتسمح لنا باستدراك ما يفوتنا، فمن لا يصلح نفسه في هذا الوقت وفي هذه الفرص، فلا أظن أنه سيجد الوقت والزمن الذي يسمح له بذلك فيما بعد. إني أشد على كل اليمنيين وعلى كل الأحزاب النظر بعين المتفحص وبعين الناقد البصير، أن اليمن لا تحتمل أي مهاترات سياسية، وأن اليمن يتسع للجميع، وأن اليمن بحاجة إلى كل طاقة وإلى كل فكر، وأن الوطن ليس حكراً على أحد، علينا أن نفجِّر طاقاتنا فيما يفيد، وأن يتحمل الأحزاب مسئولياتهم أمام الله وأمام الشعب الذي لا يمكن أن يسكت طويلا على ما يحدث من عبث ومحاولة لخلق المشكلات التي لا تفيده بشيء. دعونا نشتغل هذا الوقت في إصلاح أنفسنا وإصلاح أوضاعنا ونتحكم في دوران عجلة الزمن لصالحنا وفائدتنا. إنني أناشد كل الأحزاب وكل الهيئات والمنظمات ذات العلاقة بأن تتحمل مسئولياتها وأن تفي بما ينص عليه ميثاق شرفها الذي قامت عليه وتأسست به.. نحن كشعب سئمنا من المهاترات وجرّ البلاد إلى الفوضى التي لا طائل منها، وما نراه في بعض المحافظات لا ينمّ عن وطنية ولا عن تعبير عن الرأي، بل يدلّ على سوء النية وقباحة المقصد.. بالله عليكم هل من الوطنية أن تقطع الشوارع؟! أم هل من الوطنية أن يُنشَر الرعب في أوساط النساء والأطفال، أم هل من الديمقراطية أن تتسبب في إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة؟! أم هل من حرية التعبير أن تتسبب في مقتل الأبرياء وما إلى ذلك مما نراه في الضالع الحبيبة أو في لحج الأبيّة؟! وأخاطبكم بكتاب الله الذي يقول (الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسنون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم. إن الشعب لن يرحم من لا يرحمه، ولن يغفر لمن يقف في طريق سعادته، ولن يسامح من يتكئ على جراحه ويتسبب في آلامه، سوف يلفظ كل من يحاول أن يجعل زفراته سهاما تعود إلى جسده، وسيحول دموعه طوفاناً على من يرقص فوق أحلامه وآماله. ليس لنا أيها اليمنيون عامة وأيها الأحزاب خاصة إلا التكاتف والتآزر والتلاحم، واستغلال هذا الزمن وهذه الطاقات في تفويت الفرص على من يظهر الرحمة وباطنه من قبله العذاب، وصدقونا (إن التاريخ لن يرحم المتخاذل). [email protected]