السلام عليك أيتها الأم السلام على هامك السامق وفضلك الطاهر وخيرك العميم السلام على قلبك الكريم المشرق بالمحبة والرحمة السلام عليك عطاء لا ينضب مع الزمن ولا يتكدر بالمن ولا يتغير لأمر السلام على يديك الطاهرتين كم تعبتا لنستريح وكم بسطتهما كرما وشفقة بنا السلام على أحضانك الدافئة تضمنا فإذا العالم برد وسلام ورأفة وحنان السلام على عينيك الطيبتين تسهر على آلامنا فنبرأ وتدمع لفرقتنا فتحفنا ملائكة العناية السلام على صدرك الرحب ممتلئ بذكر الله والدعاء لنا .تغدقين علينا أمطار دعائك المبارك فتثمر أعمارنا بركة وتزهر أيامنا سلاما وتتفتح أرزاقنا حلالا وخيرا أيتها المباركة حيثما كنت يا نعمة لا تعادلها نعمة .ماذا نحن؟ ومن نحن؟ إن لم تكوني أنت؟ السلام على قدميك العزيزتين كرمهما الله فجعل جنته تحتهما طاعة وطهرا ومبارك من صلى على وجهك الكريم محبة وبرا وصانك جهرا وسرا وملعون من أخذ منك حتى أشتد ونما فبادرك بالجحود والعقوق ولم يعرف مالك عليه من الحقوق فذلك الذي لا تقيه أرض ولا تبكي عليه سماء أيتها المقدسة بعد الله , أوصى عليك عباده وجعل إكرامك عباده فكيف بمن يقتلك أيتها الأم الواهبة للحياة أليس هو الشقي الذي لا توبة له والمحروم الذي لا خلاص له؟ أيتها الأم . أليس مطرودا من رحمة الله من لا يرحم الناس فكيف حال من لا يرحمك؟وماذا تنتظر البشرية في زمن يقتل فيه أحدهم أما ويحطم قلبها حزنا وهما. رحماك أيتها السماء لا تأخذينا بجريرة مجرمينا ويا أيتها الأم المقهورة من واقع الظلم المقتولة بسكين الغدر وا رحمتاه لقلبك المسكين آثر احتمال الهم بدلا عن أحبته فما أكرمك تجودين بجروحك شفقة وتهبين عمرك رحمة وتفتدين أحبتك بقلبك. فالسلام عليك قلبا وقالبا والسلام على ابنك الصبور طاهر السريرة نقي المحيا كم سيعذبه ذهابك حسرة عليه ولكن الله ليس بغافل عما يفعل الظالمون فقد غدروا بابنك عبد الله المحيا وأقالوه من منصبه بعد ما يقرب من عشرين عاما في خدمة الجامعة في نيابة شئون الطلاب وهو المخلص المتفاني . أخذ عليه الوفاء لعمله كل حياته .كان الإيمان بالواجب شعاره والإخلاص فناره الذي يهتدي به والصفاء جناحه الذي يطير به بين العالمين فقصوا بأيدي الحسد جناحه واطفوا بضيم الحقد صباحه. فهل عز عليهم أن يروه ناجحا أم ضاقت صدورهم أن يروا بينهم رجلا صالحا؟أم نقموا على نخيل اجتهاده الباسق فراحوا يعملون على إحراقه وإهلاكه ظمأ. أم قهرتهم مرايا الضمائر الصافية وقد فضحت ضمائرهم المتآكلة صدأ؟ لك الله يا محيا الخير, كن أنت وستؤتي أكلك بإذن ربك , أين ما حللت سيورق عودك ويتبع ظلك ولها الله جامعة الحديدة حين تحرم من المخلصين فتنهدم بعد أعمارها وتخرب بعد ازدهارها. يا سبحان الله كيف يعترفون لكل ناكر وماكر فيعتلي مناصبها وينكرون الشاكر الذاكر فيصطلي بنار المكاره. وان تعجب فعجبا لزمن يتحكم الطغاة في رقاب الشرفاء ولكن ... تفرعن أيها الزمن المتردي ويا أيها الضمير الغائب عمدا لا رهبا ولا تشريفا نخاطبك ولكن تنبيها ومعذرة الى الله. غيبت ضميرك فغيبناك في الخطاب وحسبك إن غلبتك شهوة السلطة فدفعتك إلى الظلم دفعا فجازيت بالضرر من أملوا فيك نفعا وقطعت ما أمر الله به أن يوصل فسحقا لها سلطة تقطع أرزاق الخلق ولا بارك الله في كل جرة قلم عرقلت طموحا أو أزهقت روحا. وأي الجرمين لم يجترح قلمك؟ وأي الإثمين لم يحتمل قلبك؟بلى تجرأت على الأمرين فقطعت الطريق على طموح فعال وكادر ناشط فعسرت عليه ما تيسر له وأبعدت عنه ما كان أولى به فانفطر لذلك قلب امه فضاقت بهما الرحاب فلم ينتبه إلا وهي تلفظ أنفاسها غبنا . فهل أدركت ما صنعت يداك أم لم تدرك . فان أدركت فتلك مصيبة عظيمة وان جهلت فان ذلك أفدح وأشد.أيها المتجبر بسلطانه وهو الزائل فهل خلد من قبلك أحد والمغتر بمنصبه وهو الذاهب وان طال الأمد قتلت أما بعزلك ابنها قتلت نفسا زكية بغير ذنب.فما جرم عبد الله المحيا حتى قطعته وماذا رأيت من غيره فوصلته؟ وحلال أم حرام ما فعلته؟ سل ضميرك إن كان لديك وقت لذلك هل أنت بار بأمك؟أليس البر بالأم يستدعي البر بكل أم عرفناها أم لم نعرفها؟ أليست من طاعة الأمهات استحضار قداسة كل أم؟ أليس التسبب بأذى الأم جرم لا يغتفر وخطيئة لا تكفر؟فكيف يكون بارا بأمه من يغبن أمهات الآخرين ؟فكيف بمن يتسبب في موت أم صالحة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله . رحم الله أم المحيا الذاهبة حسرة على ولدها حين عزلته الغطرسة الغاشمة لنائب رئيس جامعة الحديدة لشئون الطلاب والى الله أمر ذلك القلم الباطش والقرار الجائر المغامر لرئيس جامعة الحديدة. والسلام على القلب الصابر والرحمة للأم المغدورة . كأن ملائكة الرحمة تسأل ربها يا رب هذه المرأة الصالحة بأي ذنب قتلت؟