لا ندري ما الذي كانت تنتظره تلك الأصوات النشاز والنفوس المريضة والعقول الصدأة المليئة بالأحقاد والكراهية من الأجهزة المختصة إزاء أعمال التخريب والشغب والفوضى ونهب الممتلكات الخاصة والعامة وقطع الطرقات وترويع المواطنين الآمنين الأبرياء، والتي اقترفتها عناصر تخريبية خارجة على النظام والقانون سعت لإثارة الفتنة والكراهية وإقلاق السكينة العامة والسلم الاجتماعي. هل تغض الطرف عن تلك العناصر وتركها تعبث بأمن الوطن والمواطنين أم تقوم بواجباتها باتخاذ الإجراءات القانونية والتدابير الأمنية الحازمة بحق تلك العناصر الغوغائية وردعها وزجرها عن المضي في أعمال التخريب والسلب والنهب والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، كما حدث في مديريتي الضالع والحبيلين بردفان وهذا ما قامت به بالفعل الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية في محافظتي لحج والضالع والتي كان لا بد لها من الاضطلاع بواجباتها والمسؤولية الملقاة على عاتقها طبقا للدستور والقانون. إلا أن تلك الأصوات النشاز الناعقة بالخراب سواء في الداخل أو الخارج ظلت وكعادتها تهرطق وعبر بعض الصحف أو المواقع الالكترونية أو الفضائيات بالأراجيف والشائعات والأكاذيب للتضليل وتزييف الوعي تارة بالادعاء بأن ما تم هو إعلان لحالة الطوارئ وهو كذب وزيف وأخرى بتقديم التبريرات المخزية للأفعال الإجرامية الشنيعة التي ارتكبها المخربون ومثيرو الفتن والتي حاولوا من خلالها بنفس الوجوه والافعال استحضار ذات الفتنة التي أشعلوا نيرانها عامي 92-1993م وأثناء حرب صيف عام 1994م والتي فجروها وأرادوا من خلالها تمرير مخططهم وإعادة تمزيق الوطن بعد ان استلموا ثمن ذلك على حساب دماء الشهداء وأرواح الأبرياء وتخريب الوطن.. حيث استغل هؤلاء مناخات الحرية والديمقراطية التعددية السائدة ليس لبناء الوطن واعماره ولكن لتمزيقه واشاعة الخراب فيه وعبر ما يرتكبونه من التصرفات الحمقاء غير المسؤولة والمخالفة للدستور والنظام والقانون، وما يحاولون بثه من الفرقة ومشاعر الكراهية والبغضاء في المجتمع متوهمين أنهم بذلك سيحققون أهدافهم الخبيثة ومراميهم السيئة التي يخدمون بها تلك الأجهزة الاستخبارية الأجنبية التي يأكلون السحت على موائدها وتوظفهم عملاء ومرتزقة لها ليعملوا مقابل حفنة من المال المدنس ضد وطنهم وشعبهم.. وهذا أبعد عليهم من عين الشمس لأن شعبنا اليمني العظيم والواعي وعلى امتداد ربوع الوطن من أقصاه إلى أقصاه لهم بالمرصاد وهو يعرف حقيقة هؤلاء ولا يكترث لأصواتهم النشاز ويرفض إدعاءاتهم الباطلة أو القبول بأن يكون أي منهم وصياً على أي منطقة من مناطق الوطن.. ذلك ان الوصي على إرادة الشعب هو من يمنحهم ثقته عبر صناديق الاقتراع ليمثلونه ويعبرون عنه انطلاقا من تلك الثقة التي يمنحهم إياها وعبر الحراك الديمقراطي الحقيقي والسليم سواء في الانتخابات النيابية أو المحلية أو الرئاسية.. ولهذا فإن على تلك الأصوات النشاز أن تخرس وأن تتوارى عن الأنظار وأن تسلم بإرادة الشعب وخياراته الحرة وأن تبحث لها عن مكان آخر بعيدا عن هذا الوطن لتمارس عمالتها وارتزاقها. ومن المؤسف ان يكون هناك من يحاول وبانتهازية سياسية مكشوفة ركوب موجة الأحداث من أجل تحقيق مكاسب حزبية ضيقة أو ذاتية أنانية من خلال التنصل من مسؤوليته الوطنية وتبرير أعمال التخريب والشغب والفوضى وتشجيع العناصر التخريبية الخارجة عن الدستور والنظام والقانون على المضي في ارتكاب أفعالها الضارة بالوطن وأمنه ووحدته الوطنية والسلم الاجتماعي العام ودون ادراك بأن نيران الفتن إذا ما اشتعلت لا سمح الله سوف تطال الجميع في الوطن ولن ينجو منها أحد وفي مقدمتهم هؤلاء المرتزقة. إن المسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع مسؤولون عن سلامة الوطن وصيانة أمنه ومصالحه.. حيث وأن طريق المنافسة للوصول إلى السلطة واضح وجلي عبر صناديق الاقتراع واحترام إرادة الناخبين بعيداً عن أي أساليب أخرى غير مشروعة وضارة بالمصلحة الوطنية وهو ما ينبغي أن يدركه الجميع ويوطنون أنفسهم عليه لأن ما عدا ذلك فهو الوهم والجنون والمغامرة الطائشة والخروج الخاطئ على قواعد اللعبة الديمقراطية التعددية ونصوص الدستور والقوانين النافذة وهو ما لن يسمح به الشعب ومؤسساته الدستورية وذلك ما ينبغي أن يكون معلوم لدى الجميع.