حينما قامت الثورة اليمنية عام 1962م وإعلان الجمهورية بديلاً للنظام الملكي البائد وإخراج الشعب اليمني من الظلمات إلى النور كان الجيش الوطني هو الذي ساند قيام الثورة ودعمها وآزرها وحماها من الفشل أو الانتكاسة أو العودة إلى الوراء ولولا موقف الجيش الوطني من الثورة وإعلان الجمهورية لما نجحت الثورة، فالضباط الأحرار قد انبثقوا وانطلقوا من الجيش الذي كان عملياً هو جيش الإمام وفعلياً كان جيش الثورة وجيش الشعب الجاهز لقيام الثورة. ولذلك كان من أهم مبادئ الثورة اليمنية هو قيام جيش وطني قوي لحماية الشعب والثورة والجمهورية ومكتسباتهما الوطنية. وقد تحقق هذا الهدف العظيم وأصبح حقيقة لا خيالاً خاصة في عهد فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح الذي شعر كمواطن غيور وكأول رئيس يمني بخطورة عدم الاهتمام ببناء جيش وطني قوي وتوظيفه لحماية الشعب لا لحماية الأسر أو القبيلة وتحول الجيش في عهده إلى مؤسسة وطنية تحمي البلاد ومصالح العباد وباتت مهمة الجيش والأمن هي حماية الوطن والذود عنه من كل طامع أو حاقد أو مغامر. ولولا صمود أبطال القوات المسلحة والأمن في حماية الثورة والانتصار لها بعد حرب السبعين يوماً وحصار صنعاء لما كتب للثورة النجاح والاستقرار، وقد انعكس انتصار الثورة والجيش في شمال الوطن على قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر والاستقلال ومن ثم تحقيق الوحدة الوطنية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م. وكان يزج بالجيش والأمن اليمني في عقدي السبعينات والثمانينات واستخدامه في قمع الخلافات الحزبية وإهدار إمكانات الجيش والأمن في الانقلابات العسكرية الداخلية التي لم يكن لها هدف إلا المصالح المناطقية والحزبية الضيقة. ولكن وبفضل من الله ثم بفضل الوحدة المباركة وبفضل القيادة السياسية المحنكة الممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح تحول الجيش والأمن من الولاء الحزبي والقبلي إلى الولاء الوطني وعمل فخامته على تنويع أفراد القوات المسلحة والأمن من كافة مناطق وقرى ومحافظات ومديريات اليمن كلها لا محصوراً من مناطق معينة أو قبيلة بذاتها وذلك من اجل بناء جيش وطني قوي مدرب ومؤهل وقادر على حماية البلاد براً وبحراً وجواً ولذلك فقد أتاح فخامة الأخ الرئيس الفرص لعشرات الآلاف من أفراد القوات المسلحة والامن من الضباط وصف الضباط الالتحاق بالمعاهد العسكرية العليا والكليات العسكرية حتى يتأهلوا تأهيلاً علمياً عسكرياً نوعياً وبعث بآلاف الدارسين العسكريين إلى جميع دول العالم شرقاً وغرباً لتأهيلهم وذلك من أجل خدمة الوطن وحمايته من أي غدر أو غزو أو احتلال أو اعتداء. كما عمل فخامته على فتح المدارس والمعاهد والكليات العسكرية العليا داخل الوطن وتطوير الكلية الحربية وكلية الشرطة وإنشاء الكلية البحرية وكلية الطيران والدفاع الجوي فضلاً عن المدارس العسكرية الأمنية المختلفة كل ذلك كان بغرض رفع قدرات الجيش اليمني والامن الوطني والاهم من هذا كله هو العمل الجاد والمخلص من أجل تزويد الجيش والأمن اليمني بكل أنواع الأسلحة المتعددة الأغراض من أجل حماية الوطن وأمنه واستقراره وحماية ممتلكات المواطنين والاستثمارات الوطنية والأجنبية. ولولا وقوف القوات المسلحة والامن عام 1994م وقوفاً حازماً وصارماً ومعها كل أبناء الشعب مع الوحدة ضد دعاة الانفصال لما كتب للوحدة النجاح والبقاء، فهذه هي مؤسسة الوطن الدفاعية والامنية الباسلة نفخر بها ونعتز ونقف إلى جانبها ونؤيدها ونوقرها ونجلها ونساندها بكل ما نملك وهي تخوض معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن عزة الوطن وكرامته ضد عصابة الحوثي الإرهابية الباغية التي تمادت كثيراً في إشعال الحرائق والفتن في بعض مديريات صعدة بهدف ادخال الوطن إلى فوضى وحروب أهلية مدمرة بدعاوى ليس لها معنى أو منطق وإنما أعمال عبثية تشعل مثل هذه الحرائق والفتن التي تشعلها الفئات المارقة والمأزومة والحاقدة على الوطن حينما تختلق المعارك والفتن فتضطر القوات المسلحة والأمن إلى التدخل لإخماد مثل هذه الفتن وقطع دابرها واستئصال شأفتها.. وها هي اليوم قواتنا المسلحة والأمن البطلة تخوض أشرس المعارك ليل نهار ضد هؤلاء المرتزقة من أنصار الحوثيين من أجل حماية الوطن والمواطنين من بطش وتخريب هذه الفئة الضالة حتى اجتثاث آخر أوكارها قريباً بإذن الله تعالى.. وعلى أيدي صنّاع الانتصارات.. أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل. إن أعداء الوطن اليمني سواءً أكانوا من داخل الوطن أو خارجه هدفهم زعزعة الأمن والاستقرار وعرقلة مسيرة التنمية، ولعل عصابة الحوثي الارهابية هي من تقوم بهذه المهمة اليوم ولكن هيهات هيهات وما يهدفون إليه فقواتنا المسلحة والأمن ستقف لهم بالمرصاد وسوف تؤدي واجبها الوطني النضالي في حماية الوطن والمواطنين مهما كانت التضحيات ولن تفوت على أعداء الوطن كل مكيدة ضد الوطن وأمنه واستقراره. نسأل الله أن ينصر جيش الوحدة، جيش الشعب وجيش الوطن وجيش الحق والعدل على أعداء الوطن، وعلينا كمواطنين الابتهال إلى الله والتضرع إليه أن يكون مع هذا الجيش في السراء والضراء المستهدف من أعداء الوطن كما نسأل الله له نصراً مؤزراً على كل من أراد بهذا الوطن وأهله الشر والفتن ما ظهر منها وما بطن, وتحية اكبار واجلال.. ايها الجيش اليمني البطل..!