د.عبدالقادر مغلس جمعني لقاء بالأخ المناضل الوحدوي الفريق/ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في قصر الشعب بتعز وبحضور العديد من القيادات التنفيذية والسياسية والأكاديمية. وقد نوقشت في هذا اللقاء العديد من القضايا في الساحة الوطنية وابرز العوائق التي تواجه عملية التنمية ودور الشباب في بناء الوطن. وتطرق الحديث إلى الصعوبات التي تواجه الدولة في الاستفادة من طاقات الشباب المعطلة. * لقد كان ذلك اللقاء فرصة ثمينة لأنه جمعني بالرجل الثاني في قمة هرم السلطة وفي عملية صنع القرار. وكانت مناسبة سعيدة لان اطرح رأيي حول الشباب, الثروة الحقيقة للوطن التي لا تنضب, وكيف يمكن للدولة أن تجعل منهم ثروة اقتصادية متجددة ودائمة من اجل تطور ونهضة اليمن. وتستطيع بلادنا في هذا الجانب أن تستفيد من تجارب كثير من الدول في مجال التنمية البشرية وكيفية توظيف هذه الثروة وجعلها أداة منتجة وذات مردود ايجابي على التنمية بصفة عامة. * إن الشباب في بلادنا يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي تعداد الشعب. ونسبتهم قد تتجاوز 65% من إجمالي عدد السكان. وهذه النسبة العالية تعتبر مؤشرا واعدا بالخير إذا أحسنت الدولة توظيف هذه الطاقة في سبيل مصلحة البلاد والعباد. وهناك دول كثيرة تحسدنا على هذا لان نسبة الشيخوخة وصلت عندها إلى 70% من تعداد السكان. وهي قد أعدت خططا مستقبلية لاستقدام ملايين الشباب من اجل سد الحاجة التي قد يسببها تقاعد كبار السن في المستقبل. * ولا ننكر بان الدولة في بلادنا قد بذلت جهودا كبيرة في سبيل تأهيل الشباب وإكسابهم قدرات ومهارات وفقا لحاجة السوق. وهي قد أنشأت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني لحمل هذه الرسالة إلى جانب العديد من المؤسسات العلمية التي تتولى تنفيذ برامج تعليمية تواكب حركة السوق وحاجته وتطوره. * وهذه الخطوة تتطلب وجود استراتيجية جديدة للدولة للاستفادة من (ثروة الشباب). فإذا كنا قد اتفقنا على أن الشباب (ثروة) فان هذه التسمية تترتب عليها التزامات وواجبات. فالثروة, أي ثروة, تتحول إلى (سلعة). والسلعة لن يعرفها الناس بدون (تسويق). وهم لن يقبلوها إذا لم تكن ذات (جودة) عالية. ونحن الآن أمام تحدي حقيقي فرضته علينا الظروف والمتغيرات التي شهدتها بلادنا والعالم من حولنا. * إن السوق المحلية, على ما أظن, ليست بحاجة إلى جميع المخرجات الشابة التي تؤهلها الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى. وإذا ظللنا ندور حول أنفسنا فإننا سنخسر هذه الثروة الخلاقة والمبدعة. وإذا لم يتم توظيفها والاستفادة منها فإننا حتما سنصل إلى طريق مسدود. وقد نقرر يوما ما إغلاق المؤسسات التعليمية التي تتولى تأهيل هؤلاء الشباب. وسنكون نحن السبب في ذلك. * إن الحل الوحيد هو أن تقوم الدولة بالبحث عن أسواق جديدة لهذه (الثروة-السلعة) خارج حدود الوطن. وليس في هذا عيبا. فهناك الكثير من دول العالم قد اتبعت هذه الطريقة من خلال قنوات ومؤسسات رسمية تنشئها لهذا الغرض. ودولتنا مطالبة بالتفكير حول الطريقة التي ستتمكن من خلالها تسويق هذه السلعة ذات الجودة العالية(الشباب) كي يستفيد منها الوطن والشعب بالطرق الرسمية بدلا عن التسلل والتهريب إلى بلاد الآخرين بطرق غير قانونية. وأتمنى أن اسمع قريبا عن ميلاد مؤسسة رسمية ترعى هذه الفكرة ولماذا لا تكون وزارة (الموارد البشرية). * جامعة تعز: [email protected]