منذ اللحظة الأولى للكارثة المفجعة التي شهدتها محافظتا حضرموت والمهرة بالمنطقة الشرقية هب الوطن كله في مواجهة تداعيات هذه الكارثة فقد تدفقت قوافل المدد الشعبي من المواطنين في كافة محافظات الجمهورية لإغاثة ونجدة إخوانهم وأهلهم في المناطق المتضررة على نحو تجسدت فيه معاني الوحدة الوطنية وقيم التعاضد والتآزر بين أبناء الوطن الواحد. كما تتابعت الطائرات وشحنات الإغاثة من الأشقاء والأصدقاء في مساندة أبناء الشعب اليمني في هذه المحنة الأليمة التي فاقت أضرارها كل تصور وقد أبرزت هذه المواقف عمق التلاحم الوطني كما أظهرت المكانة الكبيرة التي تتبوأها اليمن لدى الأشقاء والأصدقاء. وبالقدر الذي نثمن فيه التفاعل الكبير الذي أبداه كل أبناء الوطن في الداخل والخارج على موقفهم النبيل تجاه إخوانهم المتضررين من كارثة السيول فإننا في اليمن حكومة وشعباً نعبر عن عظيم الشكر والتقدير والامتنان لكل الأشقاء والأصدقاء الذين لم يبخلوا بوقفتهم المشرفة إلى جانب أشقائهم وأصدقائهم في اليمن فكانوا خير عون في وقت الشدة والمحنة التي يظهر فيها المعدن الأصيل. والآن وقد تشبعت الاحتياجات من مواد الإغاثة الأولية بوصول تلك الشحنات الكبيرة من المؤن والمساعدات الغذائية والطبية والخيام والبطانيات وغيرها من المستلزمات الإسعافية فإن المهم في المرحلة التالية لعملية الإنقاذ والإغاثة هو إعادة الإعمار وإصلاح ما خربته السيول من مشاريع البنية التحتية سواء الطرقات أو الكهرباء أو الاتصالات أو شبكات المياه والصرف الصحي وغيرها.. ولذلك يتطلع المواطن في اليمن إلى أشقائه وأصدقائه ممن عبّروا مشكورين عن مساندتهم له ووقوفهم إلى جانبه في الأيام الأولى من المحنة أن يكونوا إلى جانبه في مرحلة إعادة الإعمار.. من خلال إسهامهم في إعادة تعبيد وسفلتة عدد من الكيلومترات من الطرقات وتشييد أي من الجسور والعبارات التي دمرت أو توفير أي قدر من ميجاوات الكهرباء أو المضخات الزراعية التي جرفتها السيول أو أي عدد من مشاريع المياه لتغطية احتياجات المواطنين في القرى أو المدن المتضررة في محافظتي حضرموت والمهرة والإسهام أيضاً في إعادة بناء أي قدر من المساكن المهدمة التي يفوق مجموعها أكثر من ثلاثة آلاف وسبعمائة منزل حسب التقديرات الأولية التي دمرت كلياً خلال هذه الكارثة في المناطق المتضررة وغيرها من مشاريع البنية التحتية التي أطاحت بها الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة في المنطقة الشرقية من اليمن ناهيك عن الخسارة الفادحة التي لحقت بالمواطنين وممتلكاتهم الخاصة سواءً كانت مزارع أو آباراً أو أغناماً أو مواشي أو إبلاً أو خلايا نحل وغيرها. إن هذا هو ما تحتاجه اليمن في المرحلة التالية لعملية الإنقاذ والإغاثة والإيواء وهو ما لن ينساه اليمنيون لأشقائهم وأصدقائهم وكل من وقفوا إلى جانبهم وعملوا على التخفيف من مصابهم والأخذ بأيديهم لتجاوز آثار الكارثة الأليمة.. فشكراً للجميع وليجنب الله اليمن الغالي شرور الكوارث والمحن إنه سميع مجيب.