اول من عبر عن استيائه للانهيار الذي أصاب منتخبنا الوطني امام المنتخب السعودي، هو الجمهور الذي حضر الى الملعب لمؤازرة المنتخب- وغادره عند ولوج الهدف الرابع.. اما في اليمن فقد تنوعت ردود الأفعال.. وتم الالقاء باللائمة على اكثر من طرف واتجاه.. هناك من لام المدرب المصري.. ومن لام اتحاد الكرة ومن القى بالمسؤولية على وزارة الشباب، ومن لام الدولة بشكل عام حيث لايوجد توجه حكومي لبناء منتخبات رياضية قادرة على تمثيل اليمن الكبير.. استمعنا الى الكثير من التعليقات، وقرأنا مثلها من الاستياءات والتذمرات والنقد الجارح. اندفع الجميع عاطفياً، وغاب التقويم العقلي المنهجي القائل بأن الوصول الى الهدف، وتحقيق الغايات، بحاجة الى توجه جاد، وتخطيط سليم وتنفيذ متقن وانفاق يتناسب مع الغاية المطلوبة.. ولنا في سلطنة عمان أسوة حسنة.. بناء المنتخبات القادرة على المنافسة واحراز البطولات لايتم عن طريق (السلق) او الارتجالية، او استحضار مدرب وطني او عربي أو اجنبي ليختار افضل مافي الاندية من لاعبين.. ويعد منهم منتخباً وطنياً، قبل المنافسة بعام او حتى عامين او ثلاثة- كما نفعل نحن في اليمن- بناء المنتخبات بحاجة الى وقت أطول.. وان تكون البداية من تنشيط الرياضية على رقعة واسعة تبدأ من ساحات المدارس.. التي يوجد في كل منها مدرس للتربية الرياضية يعمل على تفعيل النشاط الرياضي بإسلوب علمي.. والبحث عن المواهب الواعدة والمتميزة لصقلها وتأهيلها، ورفد الاندية الرياضية بها.. لتدريبها والاستفادة منها، واتاحة الفرص امامها للمزيد من التطور. والمطلوب ايضاً وجود مدرب متمكن بكل ماتعنيه الكلمة يعمل ايضاً على اكتشاف الكوادر أو المواهب المتميزة.. ليس في الاندية الرياضية وحسب، بل وفي المدارس.. وحتى في شوارع الاحياء السكنية، وما اكثر اللاعبين الدوليين الذين اكتشفهم المدربون، وهم صغار يلعبون في شوارع الاحياء أو من ساحات المدارس. المطلوب ايضاً اتحاد لكرة القدم يعرف جيداً ماهي الرياضة وكيف تؤهل المواهب وتبنى الاندية والمنتخبات، ووزارة شباب تعرف كيف توجه وتشرف وتتابع. قبل سنوات مضت استقدمنا مدرباً صربياً.. وكنت احد المتفائلين بمقدرته على ايجاد منتخب وطني يمني يشرّف الرياضة اليمنية.. وخلال تواجد هذا المدرب في اليمن اذكر اني كتبت موضوعاً تناول هذا الجانب أو كيف تبنى المنتخبات. وفي اليوم التالي تفاجأت بمكالمة هاتفية من ذلكم المدرب الصربي، يشكرني على ماكتبت.. ويشكو من معاناته الناتجة عن مطالبته بإيجاد منتخب وطني متكامل في ليلة وضحاها او في فترة زمنية قصيدة لاتكفي حتى لإعداد فريق في احد الاندية. لسنا أعلم وافقه ممن انبروا لقيادة العمل الرياضي او تشرفوا بثقة القيادة في هذا المجال.. وما أشرنا اليه هي مجرد خاطرة او فكرة نضعها امامهم ان كانت تستحق منهم النظر اليها.