سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهمة «مستحيلة»؟!! الإدارة ( الهشة) قضت على مستقبلنا الرياضي ومواهبنا وبقايا أحلامنا .. وبعد أكثر من شهر على خليجي 20 يبدو المعنيين بشئون رياضتنا غير مكترثين بما حصل لمنتخبنا الوطني!..
كيف نستطيع بناء منتخب وطني قوي ؟ سؤال يحضر دائماً بعد كل مشاركة فاشلة لمنتخبنا الوطني لكنه يرتد على أصحابه من جمهور وإعلاميين وكأنهم فقط المعنيين باجابته .. ودليل ذلك أن اتحاد (القدم) وبعد مرور شهر كامل على بطولة خليجي 20 لم يعلن عن أية خطة واقعية تضمن عدم تكرار ما حدث .. مكتفياً بالتعاقد مع المدرب الجزائري رابح سعدان وملقياً بذلك حملاً ثقيلاً ,أنا على ثقة أنه لن يستطيع احتماله هذا في حال تم التعاقد مع سعدان فعلاً. التخلي عن ستريشكو لم يكن حلاً .. لأن المشكلة في الطريقة التي تدار بها منتخباتنا ويسير عليها دورينا.. وطالما ذات العقلية لاتزال المتحكمة بشئوننا الكروية خاصة والرياضية عامة فإن أي تطور مطلوب مستقبلاً لن يكون حتى لو استعنا بأشهر المدربين العالميين كجوارديولا أو مورينيو.. كما وأن التعاقد مع المدرب الجزائري القدير رابح سعدان لن يساعدنا في تحقيق مانصبو إليه. ولترميم ماحصل وتجاوزه يتطلب الأمر بناء قاعدة كروية متينة لمنتخبنا.. من خلال العمل وفق خطط مدروسة مع الاستعانة بخبرات من سبقونا في هذا المضمار.. وما أحوجنا إلى إعادة تجربة (سبتلر) الذي جاء إلى بلادنا مطلع 2002م كخبير رياضي أمامه مهمة واحدة هي تأسيس منتخبين للناشئين والشباب ليكونا النواة الحقيقية لمنتخب وطني قوي.. وبالفعل نجح سبتلر في مهمته الشاقة وكوّن منتخباً يمنياً للناشئين اكتشف مواهبه في حارات المدن القديمة كإبراهيم حسن الذي احتوت موهبته أزقة باب اليمن ولولا الألماني الرائع لانتهت هناك.. وبفضل سبتلر خضنا مغامرتنا الكروية الناجحة بكل مقاييس النجاح.. منتخبنا للناشئين (الأمل) حقق فيما يشبه الحلم عام 2003م وصافة كأس آسيا للناشئين , ثم التحق في فنلندا بركب الدول المتأهلة لكأس العالم وقدم أمام البرازيل والبرتغال والكاميرون اداءً لافتاً وغادر كأس العالم بشرف .. لقد كان منتخباً عظيماً لوحافظنا عليه وأوليناه حقه من الرعاية والاهتمام ليس فقط تقديراً للإنجاز الذي صنعه ولم نستوعب حتى الآن حجمه وأهميته ولكن من أجل المستقبل. لقد قضت العقلية الإدارية الهشة على مستقبلنا ومواهبنا وحتى بقايا احلامنا.. ومع مغادرة ذلك الألماني الرائع لبلادنا غادرتنا إرادة النجاح.. وكم كنت أتمنى لو أن (سبتلر) ترك للقائمين على رياضتنا قليلاً من اخلاصه اللامتناهي لعمله ومهامه لكانت رياضتنا قد تحسنت وخرجت بالتأكيد من دائرة السيئ والأسوأ. فهل يعقل أن نظل دائماً قابلين بنتائج هزيلة تصاعدية؟ ومتى سيكون بمقدورنا متابعة منتخباتنا الوطنية تلعب دون أن نكون غير واثقين بها وكلنا أمل بأن يكون وقع هزائمنا خفيفة علينا؟! هل فكر وزير الشباب ورئيس الاتحاد وقائمة طويلة من مسئولي القدم في الكيفية التي تمكننا من تجاوز عثراتنا المتتالية؟ وإن لم يكن ذلك بعد الخروج الفضيحة من خليجي 20 فمتى سيكون ذلك؟ ماذا ينقصنا؟.. لابد من وضع اليد وبكل مصداقية واخلاص وطني على مكامن الخلل ,الواضحة وعلاجها ..لابد من وقفة جادة لإعادة الأمور لجادة الصواب التي غيبت ,فجاءت النتيجة وأد فرحة انتظرناها بأمل ففاجئتنا بدوي انتكاسة ستلازمنا طويلاً! إن الوصول إلى منتخب وطني متميز يحتاج إلى ثورة حقيقية ,وهذه الأخيرة تتطلب إرادة خالصة من قيادات هذا البلد السياسية والرياضية.. هذه القيادات دخلت في تحدي خليجي 20 وتجهيز منشآته وبنيته التحتية ونجحت في ذلك.. نفس تلك الإرادة نرجو أن تكون حاضرة في مهمة وطنية من شأنها إهداءنا الفرح الذي افتقدناه.. لابد من خطة ودراسة شاملة تبدأ بإعادة الاعتبار للأنشطة المدرسية وحصص التربية الرياضية ,ثم إقامة دوريات للفئات العمرية فثمة مواهب لم تجد مجالاً لها لا في مدارسنا ولا أنديتنا فكانت اسواق القات خير متسع لها وخير جليس!. ..العمل بصمت غير مصحوب بضجيج إعلامي هلامي ,بداية انطلاقتنا الحقيقية.. ومسألة كهذه تبدو للمعنيين بشئون رياضتنا مهمة مستحيلة؟!!