لماذا يصر اتحاد كرة القدم على الخطأ والسير على الخطأ نفسه باستمرار ؟!.. ونحن نعترف بأن رئيس الاتحاد الشيخ أحمد صالح العيسي قادر على التعاقد مع أفضل مدربي العالم!.. لكن الخطأ والإصرار عليه قد كلف وسيكلف الاتحاد مبالغ باهضة والعبث بالمال العام، وبسمعة الوطن، في الوقت الذي بلادنا تمتلك قاعدة رياضية قوية من المواهب والنجوم التي لم تكتشف بعد. والقصة الرياضية اليمنية ليست رابح سعدان، وإنما التدخلات، وعدم المسئولية، وعدم التخطيط والتنفيذ الصحيحين، في اكتشاف المواهب وصقلها لتصبح نجوما تمثل الوطن بكل جدارة ومسئولية ووطنية بدلا من الممارسات التي تحاك وتدار في أروقة الاتحاد لاختيار المنتخبات والوساطات والمحسوبية والتضليل والكسب للمال فقط!. لماذا لا يقوم الاتحاد العام لكرة القدم بإقامة بطولات رياضية مستمرة للبراعم والناشئين والشباب في المحافظات وبطولات الجمهورية لهذه الفئات لاختيار منتخبات ثابتة، والحفاظ عليها وعدم العبث بها من التدخلات والتنقلات للاعبين من الناشئين إلى المنتخب الأول، وهذا وما حصل في الفترة الماضية وهو الخطأ الذي لازال الاتحاد واقع فيه، وكأن اليمن لا يوجد بها لاعبون ولا مواهب. قلنا هذا الكلام مرارا وتكرارا منذ عام 2003 م عندما برز منتخب الناشئين الذي مثل اليمن في كأس العالم في فنلندا. وهنا نسأل كيف تم اختيار تلك المواهب في ذلك المنتخب؟!.. ومن الذي خلط الأمور ومزق الروح الوطنية الرياضية لدى تلك المواهب التي تبعثرت هباء منثورا، ولم نجد لها اليوم أي أثر يذكر، في الوقت الذي يظل النجم نجما حتى يحترق أو تنتهي قدرته الإشعاعية!!؟. لذا ما الفائدة من إعادة رابح سعدان وقد فشل في مرحلته الماضية، والفشل ليس من رابح وإنما لعدم وجود القاعدة الرياضية المتينة في اختيار النجوم للمنتخب الوطني. اليوم نحن أمام حل وحيد هو التخطيط السليم، والوطن غني بالمواهب والنجوم في المحافظات قاطبة.. وعلى الاتحاد أن يأتي بمدرب قادر على اختيار النجوم ومتابعة مواقع تواجدهم أينما تواجدوا كما فعل الألماني طيب الذكر ( سبتلر ) في 2002م. نحن على ثقة بأن منتخب مثل منتخب الناشئين الذي أطلق عليه اسم منتخب (الأمل)، لو استمر الاهتمام به من تلك الفترة، وسعي إلى تطويره، لأخذ كأس الخليج 19 التي جرت في عمان أو على أقل أظهر قدرات أفضل مما كنا عليه، ولكان رقما صعبا البطولة رقم 20 التي استضفناها، وذلك بحسبة السنوات الست التي كانت ستكون كفيلة بإعداد منتخب وطني قوي يمثل الوطن، كما نتمنى في المحافل العربية والإقليمية والدولية. ليس ذلك وحسب بل أراهن على أن ذلك المنتخب سينافس حتى في تصفيات كأس العالم للعام 2014 المقبلة إذا ما استمر، ووفرت له سبل الاهتمام.. لكن لا ينفع الندم بعد فوات السنوات.