كلنا كيمنيين يتابع الأحداث التي تجري في ساحة الوطن، من أدناه إلى أقصاه، وكلنا يحز في أنفسنا ما نراه من توتر واضح يريد البعض له أن ينضج كيفما كان نضوجه. كنت ممن تابع كلمة الأخ رئيس الجمهورية في الملتقى الكبير الذي ضم شريحة واسعة من نخبة رجال اليمن عسكريين ومدنيين، وبصفتي يمنياً أحب وطني أحببت أن أدون ما يمليه عليّ ضميري. حينما نقرأ التاريخ اليمني قراءة دقيقة ومتفحصة نجد من الواضح جلياً أن اليمن لا ينعم بالاستقرار والأمان إلا حينما يكون موحداً، وهذا ما أثبتته السنون وأنضجته الأيام وشهد له التاريخ. ومن هذا المنطلق فإني أناشد رجال اليمن بكل أطيافه من القمة إلى القاعدة ومن أدناه إلى أقصاه الوقوف في وجه من يذكي نار الكراهية بين أبنائه،،، أولئك الذين يلعبون على وتر المناطقية والعصبية المقيتة. إن أي بلد في العالم لا يمكن أن يسير في نهجه العام بدون أخطاء... هذه طبيعة البشر، ولكن الكارثة العظمى أن يتصنع بعض الناس أخطاء أو أن يجعلوا من الحبة قبة ومن النملة فيلا.. كان الأجدر بهؤلاء أن يقدموا للناس رؤية واضحة للخروج من هذه الأزمة لا أن يفتعلوها. إننا كيمنيين لا يمكن أن نسمح لمن ترعرعوا في بيئة الشر وتغذوا على دماء الناس أن يجعلوا من اليمن ساحة لسفك الدماء والعودة بالبلاد إلى ما دون الصفر. لقد سئمنا الشعارات الجوفاء والدق على طبول الموت.... نحن في اليمن قد عانينا الكثير والكثير جراء هذه الشعارات. لماذا لا ننتهج النهج الحضاري؟! لماذا لا نجعل التغيير – وهو بأيدينا- وقد كفله الدستور والقانون عبر الطرق التي نعرفها جميعا. كلنا يعرف كيف كانت حالة اليمن قبل الوحدة، وكلنا يعرف طبيعة تلك الصراعات التي كانت تدور في الجسد اليمني أيام كان مشطوراً. فهل يرغب عاقل في العودة إلى ذلك المربع؟ إني أناشد كل رجال اليمن ( حاكم ومحكوم ونخب سياسية وفكرية ومثقفين وجمعيات وهيئات وأفراد) أناشدهم بأن يحتكموا إلى العقل في كل اختلافاتهم، أناشدهم أن لا ينجروا ويجروا البلاد إلى ما لا يحمد عقباه. الشعب اليمني لا يمكن أن يسمح بأن يكون مسرحاً جديداً في حلقات الدم التي ينسجها البعض. من أراد التغيير فعبر صندوق الاقتراع، ومن أراد المشاركة فالطريق إليها عبر المنافذ القانونية والشرعية. أيها الشعب اليمني: لا تنس دور أولئك الغوغائيين السابقين والمعروفين بتاريخهم الدموي، ولا تنس كيف كان نهجهم وقد كانوا في مراكز السلطة، ولا تجعل لهم إلى دمك سبيلا. أناشد كل رجال اليمن في الداخل والخارج، أناشدهم الله والرحم أن يجمعوا كلمتهم وأن يكتبوا أسماءهم في صفحات التاريخ البيضاء... التاريخ الذي لن يرحم من أراد لهذا البلد الحبيب الدمار والهلاك لا سمح الله. وكلي ثقة في قدرة قادتنا وأحزابنا ونخبنا السياسية والفكرية والعلمية والشعبية في الخروج من المأزق الذي يريد البعض زج البلاد والعباد فيه.