قال الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" صدق الله العظيم ، ومن منطلق هذه الآية الكريمة فقد منَّ الله على وطننا الحبيب بالوحدة العظيمة التي مثلت منعطفاً تاريخياً هاماً وإيجابياً على كافة المستويات ، وأصبحنا في ظلّ دولةٍ واحدةٍ ننعم فيها بالديمقراطية بعد تكميم الأفواه واللمام بعد الشتات ، والقوة بعد الضعف ، فما بال الناعقين والباكين على ماضيهم الدموي وتاريخهم الأسود ، هل من الوحدة ينتقمون ؟ أم إلى تأميم الممتلكات يحنون ؟ أم ماذا يريدون ؟ لا شك بأن كل من يدعوا إلى شعاراتٍ هدامة ومضللة تستهدف الوحدة ّاليمنية ومكاسبها وتدعوا إلى الإنفصال وإراقة الدماء وتضليل الناس وزعزعة الأمن والإستقرار إنما هو شخصٌ يحنُّ إلى ماضٍ أليمٍ مستبد وبالتأكيد هو صاحب تاريخ دموي ، فهل هناك أي مجالٍ للمقارنة مابين وضع اليمن قبل الوحدة وفي ظل وجودها ، أعتقد أنه لا يوجد أي مجالٍ للمقارنة إطلاقاً ، فالوحدة اليمنية نعمةٌ أنعم الله بها على كل يمني وعربي ، وهنا وبكل شفافية ووضوح لا أحد ينكر وجود فساد في بعض الأمور ، ولكن هل يُعالج الفساد بفسادٍ أكبر ؟ وهل يُعالج الفساد بدعوات لا منطقية تستهدف أمن الوطن ومكتسباته ، يجب أن يكون العقل والمنطق وفي إطار النظام والقانون هو الحكم في مثل هذه الأمور لا أن تكون الأمور بمزاجية وفوضى ، وأستسمحك أيها القارئ الكريم عذراً في سؤالك : هل ترضى أن تتحول اليمن إلى صومال أخرى أو إلى عراقٍ أخر ؟ بالتأكيد ستجيب بقولك : لا ؛ فما دورك في الدفاع عن وطنك ووحدتك ؟ يجب أن يكون لك موقف دفاعي عن كل مكتسبات وطنك ووحدتك لأن بالوحدة عزتنا وكرامتنا ، أما الباكون على ماضيهم الدموي فأقول لهم بأن التاريخ قد نبذكم ونعتكم بأسوأ النعوت ، فالتاريخ قد سُطّر بدماء الشهداء الذين نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه كما سُطِّرَ أيضاً بدفاع المناضلين الأبطال الذين دافعو ومازالوا إلى اليوم يُدافعون عن وحدة وطننا الحبيب ، أما حلفاء الشياطين الذين لا نراهم إلا في المواقف المخزية مثل قطع الطريق واستهداف السياح الأبرياء وزعزعة الامن والاستقرار ويزعمون أنهم مجاهدون والإسلام بريء منهم ، من أعطاهم صلاحيات من هذا النوع في دعم الفوضى ؟ وهل الدين الاسلامي يدعوا إلى مساندة الفوضويين والمخربين ، هؤلاء يشوهون مظهر الإسلام وسماحته ، فأي جهادٍ هذا الذي يأمرهم بتفريق المسلمين وزعزعة الامن والاستقرار . في الأخير أقولها وأكررها بالوحدة عزتنا وكرامتنا ولن نرضى عنها بديلاً مهما كلف الثمن .. والله من وراء القصد .