لا شك في أن حب الوطن من الإيمان والولاء الوطني مبدأ شريف ومن أرقى مظاهر المواطنة الصالحة‘ حيث يتجسد هذا الولاء في نبذ التبعية والولاءات الحزبية والمناطقية الضيقة‘والعمل من منطلق أن الولاء الوطني ليس شعاراً نردده فحسب بل يجب أن يكون سلوكاً وممارسة يتحلى به كل وطني شريف. ومن ثم فإنه لن يستقيم لنا حال ما لم يكن ولاءنا المطلق هو لله ثم للوطن. ولعل الشعور الصادق بحب الوطن والوفاء له وصدق الانتماء إليه يجعل المرء الذي يضمُّ بين جنبيه قلبا مفعما بالمشاعر الوطنية الصادقة يضحي في سبيل وطنه بالغالي والنفيس، ويدافع عنه وينتصر له وقضاياه وثوابته ويتصدى لكل من تسول لهم أنفسهم أن النيل منه أو المساس به. إن أفضال وطننا الغالي علينا كثيرة و خيراته جمَّة ووفيرة، فنحن نعيش - بأمان على ثراه ونتنفس - وبكل حرية - من هواه ونستظل تحت سمائه ونقتات من خيرات أرضه المعطاءة ونتفيأ من ظلاله ..فهو اليمن السعيد موطن الحضارات العريقة ومنبع الأحاسيس المرهفة والأفئدة اللينة والقلوب الرقيقة العامرة دوماً بحب الوطن. وحسبنا في هذا المقام أن القائد الوحدوي الرمز والمناضل الوطني الجسور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هو قدوتنا ومثلنا الأعلى في تجسيده لمبدأ الوفاء وأورع صور التضحية والعطاء في سبيل الوطن في كل المواقف وفي أحلك الظروف ، وهو الذي ما نزال نستلهم منه الدروس القيمة في حب الوطن والتفاني في الذود عنه والدفاع عنه ثوابته ومكتسباته ‘فنحن كثيراً ما نستشف من كلمات وخطابات وأحاديث فخامته القِيَم الأصيلة لعمق الانتماء ومعاني الحب والوفاء والولاء الوطني الصادق والخالص. ولذا فإن مبدأ الولاء للوطن يحتم علينا أفراداً أو جماعات الحفاظ على ثوابته ومنجزاته وكل مكتسباته والدفاع عنها وحمايتها‘وفي مقدمتها الوحدة الوطنية ‘ وأن تكون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن نعمل معاً كل فيما مجال عمله بروح الفريق الواحد متجردين من كل مصلحة شخصية أو حزبية أو نفع ذاتي. واليمني مشهود له بالحكمة والإيمان على لسان خير البرية صلى الله عليه وسلم‘ ومعلوم أن الولاء الوطني قرين الإيمان ملازم للحكمة ولا يزال اليمنيون بخير ما دام ولاءهم للوطن‘ فإذا ما استمروا كذلك دام الخير والنماء وتحقق الامن والرخاء.. أما من كان ولاءه تبعاً لمصلحته الشخصية وفكره الارتزاقي فهو وبال على نفسه ‘ خراب على الوطن ‘ وأينما يوجد لا يأتي بخير.. فيد الله مع الجماعة ومن شذ.. شذ في النار. وختاماً فإن علينا - إزاء ما تشهده المرحلة الراهنة من تآمر على وطننا ووحدتنا ورموزنا الوطنية - أن نكون واضحين كل الوضوح وصريحين في التأكيد للأجيال القادمة على الدور الريادي لفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح في تحقيق الوحدة ومعه كل الخيرين من أبناء الوطن‘ وكذا في الدفاع عنها وحمايتها وصونها من مكائد الأعداء والمتآمرين. وأن نغرس في نفوسهم ‘ حقيقة أن الوطن قيمة عظيمة وأن وحدته من الثوابت التي لا يجوز المساس بها أو التعرض لها بسوء‘ وأنه لا يجوز الاختلاف على مبدأ الولاء الوطني أو تركه عرضة للاجتهادات الخاطئة.