على الرغم من كل التحديات التي تواجه الوطن في الظرف الراهن ألا إنها لم تزده ألا إصرارا وعزيمة وصلابه واقتدارا في مجابهة هذه التحديات وإسقاط كل الرهانات الخاسرة التي تجلت في بعض مظاهرها في تداعيات فتنة التمرد والتخريب التي أشعلتها العناصر الخارجة على النظام والقانون والدستور في بعض مديريات محافظة صعده وكذا الزوابع والأزمات المفتعلة التي تقوم بتأجيجها وإذكاء نيرانها بعض القوى السياسية والحزبية المأزومة بهدف تعطيل التحولات الكبرى التي يحققها الوطن على الاصعده التنموية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية. ومثل هذه الشواهد تبرهن بالأدلة القاطعة على ان الوطن اليمني أقوى من ان تهزه بعض العواصف العارضة والمؤامرات البائسة والدسائس والمخططات والتخريبية التي تحركها عناصر جبانة وخائنة وعملية استوطنت في نفوسها الأحقاد والضغائن والخبث والمهانة والعوز الأخلاقي والقيمي والوطني والديني بعد ان باعت كل شئ مقابل إشباع نهمها وغرائزها وشهواتها من المال الحرام والمدنس. وربما فات على البعض أكانوا من عناصر التخريبي والإرهاب الحوثية أو من القوى الانفصالية أو من القيادات الحزبية الموتورة أو من يدور في فلك هذا الثالوث ممن فقدوا مصالحهم أو يبحثون عن ادوار لأنفسهم ان ما بنوا عليها حساباتهم ورهاناتهم لا يعدو كونه أضغاث أحلام أفرزتها خيالاتهم المريضة وأمانيهم العليلة. والمفاجأة التي لم يكونوا يتوقعونها ن يظل الوطن اليمني رغم كل التحديات على هذه الدرجة من التماسك والقوة والمنعة متلاحما في صفوفه ومحافظا على توازنه وقادرا على مواجهة كل المصاعب وإحباط كل المؤامرات وتلقين كل من يريد به السوء والإضرار بأمنه واستقراره الدروس التي تعيده إلى صوابه. وتصبح هذه المفاجأة أكثر إيلاما لمثل تلك القوى وهي ترى ان الفرصة التي ظلت تنتظرها لنخر جسد هذا الوطن وإضعاف شكيمته وإشاعة الفوضى في ساحته لطرح نفسها كمنقذ أو بديل قد ضاقت عليها كخرم الإبرة شانها شان تلك العناصر التخريبية والإرهابية التي تمترست في الكهوف والجبال والخنادق وتمردت على النظام والقانون والدستور وحملت السلاح لزعزعة الأمن والاستقرار وقتل المواطنين واستباحة دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم متوهمة إنها بهذا السلوك الشيطاني وأعمال الإرهاب والتخريب والتضليل ستتمكن من إعادة الوطن إلى أزمنة الكهنوت الأمامي المستبد وحقبه المتخلفة والمظلمة ومتصورة ان مجاهرتها بمقاومة سلطات الدولة ستخلق حالة من الارتباك السياسي والأمني تتيح لها الوصول إلى مآربها الدنيئة وإعادة توطين الهوان والذل والاسترقاق والضيم على هذه الأرض التي انتفضت على تلك الأوضاع المهينة قبل 48 عاما بقرابين من أبنائها البررة الذين قدموا حياتهم ودماءهم فداء في سبيل ان يتحرر شعبهم من ربقة الاستبداد والاستعباد الأمامي والاستعماري. وها هي تلك العصابة الإجرامية التي أرادت ان تعيد عجلة الزمن إلى الوراء تلعق مرارة الخيبة وعلقم تلك الوساوس الشيطانية التي عشعشت في عقلياتها النتنة وتلقي جزاءها العادل على أيدي أبطال القوات المسلحة والأمن الذين أكدوا بلك الملاحم العظيمة التي يسطرونها على ارض الميدان أنهم أوفي الأوفياء لهذا الوطن ومبادئ ثورتهم وشعبهم وإنهم بالفعل الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والمخططات التي تستهدف امن الوطن واستقراره ومكاسب وحدته ومسيرته الديمقراطية والتنموية. وفي الوقت الذي تتآكل فيه عناصر التخريب والإرهاب ودعاة الانفصال والتمزق وكل القوى المتربصة وتتساقط مشاريعها الصغيرة وتنتحر أمانيها السقيمة فان ما ينبغي ان تستوعبه مثل هذه النتوءات الحيوانية وكل من يقف إلى جانبها أو يحركها أو يقدم لها الدعم ، ان اليمن اليوم اصلب عوداً وأكثر قوة من أي وقت مضي فقد صارت له دولته الحديثة ومنظومة المؤسسات التي تدافع عنه وشعب راع جعل الحفاظ على النظام الجمهوري ومكاسب ثورته ووحدته وسلمه الاجتماعي في صدارة أولوياته. ووطن بهذه الصفات يستحيل أن يأبه بمن يحرثون في البحر وينقشون أحلامهم في الهواء ويراهنون على ان احتماءهم بالجبال والكهوف والنساء وسكان القرى سينقذهم من المصير الزؤام وعار الخيانة العمالة والانهيار المخزي والنهاية المذلة والهزيمة الماحقة دون ادارك انه لا مهرب ولا مفر لهم من ذلك المصير وأنهم سيكونون عبرة لكل من تسول له نفسه التطاول على شعب عريق ووطن حضاري ذي ارث مجيد ارض طيبة تلفظ كل خبيث إلى مكب القاذورات لكونها أرضا لا تقبل ألا الطيب وصالح الأعمال.