بدايةً لن أكون مُزايداً كما يظن البعض في ما يتعلق بالوحدة اليمنية التي هي عنوان عزتنا وشموخنا وكرامتنا ، لأن الوحدة اليمنية هي أساس تقدم وازدهار يمننا الحبيب ، ففي الوقت الذي تفكك فيه العالم من حولنا قامت وحدة يمنية عظيمة في الثاني والعشرين من مايو /1990 على يد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله ؛ والتئم فيه شمل كل اليمنيين وعادة كل المياه إلى مجاريها بعد فراقٍ دام طويلاً ، فلغة الأرقام هي التي يجب أن تتحدث لكي ترد على أولئك الذين لا يعجبهم العجب حتى لو فُرشت لهم الدنيا وروداً ، لأنهم ناكرين للمعروف الذي صنعته لهم الوحدة المباركة ، فإذا نظرنا إلى المشاريع الحيوية والمنتشرة في طول اليمن وعرضه والحرية والديمقراطية والتعددية السياسية لكفت بأن تكون رداً كاملاً وشاملاً على كل من يُشكك بالإنجازات التي تحققت في عهد الوحدة المباركة ، لذلك فإن أصحاب النظارات السوداء لن يروقهم شيئاً مهما كان الأمر لأنهم هم الذين ينطبق عليهم قول الشاعر " إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا " ، فمن الذي أعطى لكل أولئك الفوضويين الحق بالتحدث باسم الشعب ؟ فإذا كان أولئك النفر لا يستطيعون نفع أنفسهم ، فكيف يريدون نفع الآخرين ؟ لقد اتضح لنا جميعاً حقيقة مشروعهم الزائف وإفلاسهم من كل الأخلاق والمبادئ والقيم وانجرارهم وراء مصالحهم الأنانية التي تتعارض تعارضاً كاملاً مع كل المبادئ والأهداف النبيلة التي ضحى شعبنا بالمال والدم من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة وهي الوحدة المباركة . لقد كان الثاني والعشرين من مايو /1990 يوماً عظيماً في تاريخ الشعب اليمني بكل ما تحويه هذه الكلمات من معان ، فقبل أن تكون إرادة سياسية كانت إرادةٌ جماهيرية ، فالوحدة التي طالما انتظرها أبناء الشعبين ، ها نحن اليوم نعيش تحت ظلال خيراتها التي عمت أرجاء وطننا الغالي ، بل هي النواة الأساسية لقيام وحدة عربية شاملة تحقق وتلبي كل مطالب أبناء الأمة العربية . نعم فلقد تحققت هذه الوحدة المباركة في ظل قائد استثنائي تجاوز باليمن كل مراحل الخطر ، وأنقذها من ويلات حروب بحكمته وفطنته التي كانت أحد أهم مقومات النجاح للسياسة اليمنية سواءً على المستوى المحلي أو الدولي ، وليس ذلك بغريب على فخامته ذلك النجاح لأنه قائد استطاع وبكل جذارة أن يكسب قلوب كل اليمنيين الذين بدورهم يرون بأن فخامته هو شمعة الأمل التي تُضيء لليمنيين دروبهم ، وهاهو العيد العشرين لقيام الجمهورية اليمنية يطل علينا بحلة جديدة وشاهد جديد على كل المنجزات التاريخية والعملاقة . في الأخير يجب على كل المزايدين الذين اعتادوا على إشعال نيران الفتن بوجوه وأشكال متلونة أن يَكُفوا عن ذلك وأن يراجعوا حساباتهم ، مالم فإنه يجب على كل الجهات المسئولة الضرب بيد من حديد ودون أدنى رحمة على كل من يحاول المساس بالثوابت الوطنية كالوحدة والثورة والجمهورية والأمن والاستقرار في ربوع يمننا الحبيب، وليحفظ الله وطننا وقيادته ، ودمت يا يمن الوحدة والعزة والشموخ .